الأحد، 10 أكتوبر 2010

الانقلاب العسكري حاجة أمريكية في العراق . .. حمزة الكرعاوي

الانقلاب العسكري حاجة أمريكية في العراق .
هل الخيار الامريكي القادم بينوشيت عراقي ؟؟؟
الاحزاب الكردية هي الاضعف الان في المعادلة الامريكية .
هروب جماعي غير معلن من المنطقة الخضراء والمالكي يقيم في بيت غير معلن في طويريج.
سلطة الاحتلال الخامسة لن تتشكل الا في نهاية العام القادم .
قبل أيام سرب معد فياض خبر مطالبة عائلة الخوئي بمحاكمة مقتدى الصدر على خلفية قضية إغتيال ( عبد المجيد الخوئي ) ، وألحقها بتسريبه لخبر الانقلاب العسكري في العراق .
من هو معد فياض ؟.
الكتاب والاعلاميون والصحافيون والمثقفون العراقيون يعلمون من هو معد فياض ، وما هي أمكانياته ، ويعرفون حدود عقله ، فإذا كان هو هكذا فمن أين له هذه التسريبات ؟.
معد فياض من حجوش البنتاكون ( وزارة الدفاع الامريكية ) حاله حال ماكنة المدى الاعلامية التي هي الاخرى انشأها البنتاكون .
تحذير معد فياض من أنقلاب عسكري هو تسريب من صانعي القرار الامريكي ، وتحذيره هو تحذير البنتاكون ، والكلام سليم لان الانقلاب سيأتي من داخل المؤوسسة العسكرية ، والانقسام هو حاصل داخل الجيش الحالي ، هناك جيش يسمى جيش صدام ، وجيش أخر يسمى جيش بريمر ، وهناك ايضا جيش ثالث ، وهذا الاخير شكله الامريكان بعد إنهيار المؤوسسة العسكرية العراقية ( أو بالاصح لم تنهر بل إحتفظ الامريكان بكبار ضباطها لساعة الحسم ) وقد جمعوا القيادات التي يريدونها بعد 2003 ، واسس المحتل الامريكي جيشاً غير معلن وهو جاهز ورهن الاشارة الامريكية ، وحتى القوات التي أمسكت ببغداد بعد الاشاعة التي روجوها أن صالح المطلق يريد تنفيذ إنقلابا عسكريا وهو غير عسكري تحركت بأوامر أمريكية ، وفي الحقيقة ماهو الا تمرين من التمارين التي يجريها الامريكان في العراق ، ولايعلم المالكي ولا غيره من أين جاءت تلك القوات وأمسكت ببغداد لساعات وانسحبت ، ولايعلم من يمولها .
والجيش ( العراقي ) الذي قائده المالكي ( القائد العام ) ماهو الا وزارة للمليشيات الطائفية ويسمى في العراق ( بجيش محمد العاكول ) مع ذلك لم يتركه الامريكان بدون الاشراف عليه ، حيث وضعوا على كل مفصل أساسي من هذا الجيش الطائفي المليشياوي مستشارا أمريكيا ، وهم يعلمون أن لاقيمة لهذا الجيش ولاقيمة لمن يقوده سواء أكانوا من السياسيين أو العسكر .
يبرينز المبعوث الامريكي الى بغداد قال للمالكي : توقف لاحكومة بدون العراقية التي يراسها اياد علاوي ، قف مكانك ، فأوقف المالكي محادثاته مع الاكراد .
هذا المأزق سيطول ، وهؤلاء الغلمان يظنون أن لهم إرادة ، والانقلاب العسكري جاهز واسماء قياداته معلومة للامريكان .
بينوشيت عراقي قادم ، وهو موجود في الورقة الامريكية التي على الطاولة لكن لايراها أحد لان يد الامريكي مازالت فوقها وتحجب رؤية هؤلاء لها .
المالكي وعلاوي والهاشمي وطالباني وبرزاني لاقيمة لهم ، وكما يقول العراقيون ( خريط بخريط ) .
أمريكا ستقول أعطيناهم الديمقراطية وفعلوا مافعلوا ( سرقوا المال العام ونهبوا الاثار وهربوها خارج العراق وقتلوا وووو ) وستهيأ لهم الجو ليطبخهم الشعب العراقي في قدور الهريسة التي جعلوها شعارا لهم للضحك على الشعب العراقي ، وسيكون المشهد على طريقة تجربة السلفادور ، ومن يقرأ رواية عبد الرحمن منيف ( سباق المسافات الطويلة ) سيجدها مطابقة تماما للمشهد العراقي اليوم .
الشارع السلفادوري صرخ وتألم من جرائم ذاك النظام الذي حكمه ، واليوم الشعب العراقي يعاني نفس المعاناة التي عاناها الشعب السلفادوري ، وأمريكا لها مجساتها على الارض العراقية ، وهؤلاء الغلمان سذج وأغبياء لانهم لم يقرأوا الرسالة الامريكية عندما أعطتهم أمريكا الضوء الاخضر وقالت لهم إسرقوا وإقتلوا ، وهي ( الادارة الامريكية ) ستجلبهم مع أموالهم اذا هربوا من العراق ، وهناك تسريبات إعلامية أن الامريكان إتفقوا مع الانتربول الدولي ومع دول الجوار على جلبهم اذا هربوا من العراق .
ولو أزحنا كل هذا جانبا ( اي هذه التحليلات ) فإن المشهد العراقي واضح ويقول لنا هذا الامر .... أي أن الانقلاب العسكري في العراق حاجة أمريكية .
المحتل الامريكي الذي يعاني من الفائض بالقوة يقترح عملية سياسية كارتونية ، هل هذا المشهد هو إرادة وطنية ، أمريكا ليس قطبا أوحدا فقط ، وهي ليس سنغافورة أو مؤوسسة خيرية ، أمريكا تدير العالم كله بلا منازع ، فهل من الممكن أن تترك أمريكا هذا المشهد في العراق المثير للسخرية وهم يريدون أن ينتهوا من هذه المشكلة ، وشركاتهم التي تريد الامساك بثروات العراق تطالبهم بفض المشكلة حتى يدخلوا ، وقد شخصوا الخلل وهو ليس الارهاب لان إيقافه بيد جيش الاحتلال الامريكي ، لكن العقبة هي الفساد الذي يتمثل في الدكان الطائفي الذي سيختزل ببدلة الجنرال .
سلطة الاحتلال الخامسة لن تتشكل الا في نهاية العام القادم ،في كل بلد دخلته أمريكا كان الاخيار الاخير هو الخيار العسكري ، وسيستمر هذا المشهد المخزي حتى عام 2011 ، وهم يعلمون علم اليقين أن الشارع العراقي يريد الانقلاب بأسرع وقت ، والملفت للنظر أن هؤلاء الغلمان بعد تحذير بيرنز للمالكي وبعد توقف المفاوضات مع الاكراد ، والاحزاب الكردية هي الاضعف الان في المعادلة الامريكية بدأ الهروب من المنطقة الخضراء ، هروب جماعي غير معلن من المنطقة الخضراء والمالكي يقيم في بيت غير معلن في طويريج.
، بدأوا ينقلون مكاتبهم خارج المنطقة الخضراء التي هي ملاذ آمن لهم الى خارجها ، لانها صارت غير آمنة بالنسبة لهم .
أما ما يسمى الانسحاب الامريكي فهو مثل الاعلانات الرخيصة في التلفزيونات العربية ، فلا إنسحاب من العراق ، وهناك خصخصة لوزارة الدفاع الامريكية وهي فكرة رامسفلد ، وسيطرحون مشروعا جديدا على مجلس الامن يطلبون فيه أن تكون في العراق قوات دولية بشرط أن تكون كلها أمريكية .
ستكون هناك قبضة حديدية ، وهي قادمة ولا راد لها الا الله .
الادارة الامريكية واجهة لاتتوفر على قرار تخلقه ، الحكومة العالمية التي قوامها 18 ألف موظف هي من تصنع القرار في هذا العالم ، أي هناك حكومة عالمية هي التي تحكم ، وقد أُعلن عنها عام 1997 صراحة ، وأوباما واجهة ليس الا ، وهذه الحكومة العالمية ( الكارتيلات ) تفكر على مدى بعيد ، وفي هذه اللحظة قرروا إسقاط الدكان الطائفي ، والذي يتتبع المشهد العراقي سيجد حتى العودة الى الحاخام علي سيستاني إنتهت وإن أوجدوا حاخاما غيره وهو الحائري .
سقط الدكان الطائفي وسقطت المظالم ، وسقط ايضا خطاب الاكراد بعد أن علموا أن المبعوث الامريكي حذر المالكي والاخير قطع المحادثات معهم ( بالعراقي إنضربوا بوري ) وأخذوا يتوسلون بالعراقية .
القبضة الحديدة لايمكن تحقيقها الا بالخيار العسكري الذي يصفي كل خصومه .
قد قلنا في اكثر من مناسبة وفي اكثر من مقال أن الادارة الامريكية الحالية قد تركت ما يسمى العملية السياسية لممكناتها الداخلية حتى تتآكل من الداخل ، ولو يريد المحتل الامريكي ان يفرض حلوله لفرضها ولم ينتظر هؤلاء الغلمان ، وقلنا ان المحتل الامريكي في العراق يتبنى الشيء ونقيضه حتى يبقى الجميع في أفق عائم ، ولا أحد يعلم ما تحت الطاولة الامريكية ، وسيصل الغلمان الى حالة الفراغ الدستوري والنهاية الانقلاب العسكري حتى يصور للعالم أن راعي العملية السياسية في العراق يتبنى الخيار الديمقراطي لا الانقلابات وهو من اوصلهم الى هذه الحالة وهيأ للانقلاب العسكري على نار هادئة .

ليست هناك تعليقات: