هذه المدونة المتواضعة لحفظ مقالاتنا وللتعبير عن اراءنا السياسية ، اسميناها مختار المحلة تيمنا بمختار الحي والمحلة في العراق . حمزة الكرعاوي عراقي مغترب . www.iraq11.com
الأحد، 26 سبتمبر 2010
المالكي والخيار الطائفي وتشكيل سلطة الاحتلال الخامسة في العراق ... حمزة الكرعاوي
يقول مواطن عراقي من الناصرية جنوب العراق : عندما وصل الرئيس الامريكي أوباما الى البيت الابيض أعلن عن ممتلكاته وحتى عن فصيلة كلبه واسمه ولونه حتى يطلع الشعب الامريكي على كل شيء ، ونحن العراقيون إنتخبنا شخصا إسمه جواد وتبين أنه مغشوش وإسمه نوري ...... حتى في الاسماء غش .
من هو جواد نوري المالكي الذي يريده المحتل الامريكي وشريكه الايراني ، لابد من وقفة مع هذا الرجل لتعريفه أكثر فأكثر للشعب العراقي والعالم .
يقول الكاتب حسن العلوي في كتابه ( شيعة العراق وشيعة السلطة ) :
لم يحصل المالكي على مؤهل علمي ، وكان مستخدما في دوائر الحكومة ، ويقول ايضا أن هذا المستجلب من طوريج سمي رئيسا للوزراء وسط ذهول الاوساط السياسية والاسلامية ، لكن إسمه مغمورا وغير معروف .
ويعنون له عنوانا ( جواد المالكي في سوريا ) :
في شقة فوق مخبز في حي الصناعة بدمشق ، أقام شخص عراقي يدعى أبو إسراء ، وكان إسمه جواد المالكي ، فظهر أن هذا الاسم هو الاخر غير صحيح ، ولا شيء معروف عن هذا الشخص فإمكاناته محدودة ومستوى ثقافته لايؤهله لدور ثقافي أو سياسي ، لكنه وٌ صف بأنه مسؤول تنظيم حزب الدعوة في دمشق ، ولم يكن في دمشق لاسابقا ولا لاحقا أكثر من خمسين فرداً في هذا الحزب كانوا يؤدون طقوسهم في الحسينية الحيدرية في حي الحجيرة القريبة من السيدة زينب ، يساعده سائق سيارة المكتب ، ويدعى أبو مجاهد الركابي في توزيع نشرة محدودة كانوا يصدرونها شهريا ، لكن علاقته بمسؤول في القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي كانت جيدة ، ليس من طرف القيادي في ذلك الحزب إذ هو يزار ولايزور بحكم موقعه ، فكان على جواد المالكي القيام بواجب الزيارة وتقديم طلباته للحصول على موافقات رسمية ، هي في الغالب تتصل بمهمة تسمح لسيارة المكتب بأن تحمل لوحة غير مدفوعة الجمرك ، وحق السفر الى لبنان بالطريق العسكري ، ثم عقد لقاءات بعد تشكيل لجنة العمل المشترك ، وفي كل الاحوال فلم يقف جواد المالكي خطيبا في مكان بل لم يكن معروفاً لدى العراقيين طيلة وجوده في سوريا ما بين عام 1982 و2003 .
ومن الانصاف أن فرع السيدة زينب لحزب الدعوة كان يختلف مع الجزء البريطاني الذي كان يتزعمه ابراهيم الجعفري وإن كان الاثنان يتغذيان من وريد واحد .
ويسترسل الكاتب ويقول :
كان عداء جواد المالكي للمجلس الاعلى يفوق عداه لنظام بغداد ، والعكس صحيح بالنسبة لممثل المجلس الاعلى بيان جبر إزاء حزب الدعوة .
ويقول العلوي :
وفي إحدى المرات تعرض ولدي عمر إلى محاولة إغتيال بالسكاكين كادت أن تؤدي بحياته ، وكان الفاعلون في هذا المحيط الذي يدور حوله أو فيه جواد المالكي ، وكان علي أن أصرف مكبوتي بطريقة سياسية والاحتفاظ بحزازات النفوس كما هي :
ولا استبعد أن يكون جواد المالكي مصدر المعلومات المعتمدة حول صلة لممثل المجلس الاعلى بيان جبر مع الاوساط الامريكية ، وهذا سيحتم على هذه الجهة إتخاذ قرار بحماية مصالحها وأمنها الوطني .. وهنا عدت للتدخل لتوضيح حقيقة هذه الاتصالات وكون بيان جبر يستقبل في مكتب المجلس دبلماسيين ، قد يكون بينهم أمريكيون في ظروف ما بعد غزو الكويت .
وربما كان كافيا لشخص يمتلك قدرا من الضغائن كجواد المالكي ومحيطه ، لوضع شخصي هدفا لنشاطهم الحزبي ، رغم محدوديته مستثمرين علاقاتهم الحسنة مع أطراف عراقية كانت تتجاوب مع نظام بغداد وإن كانت منتمية الى المعارضة العراقية بدمشق .
ويذكر العلوي زيارات جواد المالكي الى لندن :
إن الزيارات المرضية الخاطفة التي يقوم بها المالكي الى لندن قد تدخل في سياق مرض سياسي يتلقى فيه المسؤول العراقي عند الازمات وعند تهديده بالطرد من قبل الطرف الامريكي جرعة بريطانية لابقاءه مدة أطول .إنتهى .
الممول المالي لحزب الدعوة :
الحاج عبد الحسين بهمن كويتي من اصل إيراني صديق للمرجع اللبناني محمد حسين فضل الله ، هو الممول المالي لحزب الدعوة ، ويتدخل الحاج بهمن في الازمات التي يتعرض الحزب ، بحكم علاقته مع فضل الله ، وفي يوم من الايام تعرض حزب الدعوة وجواد المالكي لهزة عنيفة اثر إكتشاف السلطات السورية معاناة العراقيين القادمين من العراق الى سوريا ، بسبب الرشوة التي يطلبها الحزب من كل عراقي يريد أن يعبر الحدود ، وهي من 200 الى 300 دولار أمريكي للشخص الواحد ، وهذا يكلف العوائل الفقيرة الكثير من المعاناة وقد تضطر لبيع مجوهرات النساء .
كان الشاب العراقي حيدر يتملل ويمسك بيده المبلغ 200 دولار ليعطيه الى مسؤول حزب الدعوة في القامشلي ليبقى بدون مصرف جيب ولا سكن ولا رغيف خبز ....... هكذا كان أبو إسراء جالسا للعراقيين ، قاطع الطريق ، لتزداد المعاناة ، وهو يصرح علنا أنه ( قجقجي ) يهرب البشر من والى سوريا ، ليجمع المال على حساب الشعب الذي يعاني من الحصار .
أحس المسؤول السوري على الحدود بتملل حيدر ، فسأله عن تململه ، فكشف له حجم الجريمة وهي الرشوة التي يريدها ابو إسراء من كل عراقي ، فألقي القبض على مسؤول حزب الدعوة في القامشلي ودخل السجن ، وعندما إتصل أبو إسراء على المكتب طالبا منهم إرسال ماعندهم من مال جمعوه من العراقيين ، أخبره المكتب أنهم في مصيبة ، ومسؤول المكتب أخذه الشرطي الى الحبس .
فما كان من جواد المالكي الا أن يستقل سيارته ويهرب الى لبنان في ليله خوفا من إلقاء القبض عليه ، لان السلطات السورية عندما سلمته الختم والتفويض اشترطت عليه مساعدة العراقيين .
فرَّ وولى هاربا الى لبنان ، الى ممول حزبه الحاج عبد الحسين بهمن ، والاخير إتصل بالسيد محمد حسين فضل الله أن يتدخل لاعادة المالكي الى دكانه في السيدة زينب ، وأنه سيلتزم بوصايا السوريين وهي مساعدة العراقيين ، لكن حليمة عادت الى حالتها القديمة ( اي جلس مرة أخرى قاطعا للطريق يجبر كل عراقي يريد أن يخرج من العراق أن يدفع ماعنده للدعاة ) .
جرائم جواد المالكي :
جرائمه لاتعد ولاتحصى بحق العراقيين ، ولم ولن تجد اليوم القوى الدولية أفضل منه لتنفيذ مشروع الابادة للعراقيين ، من جريمة قرية الزرقاء التي وقفت فيها طائرات الاحتلال ليلة كاملة لمسح البيوت بما فيها من بشر وحيوانات وزروع واشجار بالكامل وهو يبارك ، الى القصف الذي تعرضت له أحياء بغداد بالطائرات وهو يقول إقتلوا هؤلاء الاوباش ، مرورا بحرقه جثث الموتى بعد الاجهاز عليهم وقتلهم وهم ينزفون ، وعرضه جثثا على سيارات الشرطة في مدينة العمارة لارهاب الاهالي .
سكوته عن الجرائم التي إرتكبتها قوات الاحتلال الامريكي في الطارمية وعلي الشرقي وساحة النسور في بغداد ، وبابل والديوانية ، والسجون السرية التي مات فيها كثير من الابرياء تحت التعذيب .
المالكي والارهاب : إشترك جواد نوري المالكي بالاعمال الارهابية التي طالت الابرياء من العراقيين ، وهو من سهل لمرتكبي الجرائم ، حيث طمئنهم أن يشتري لهم أجهزة لاتكشف المتفجرات ، ودفع من قوت العراقيين 80 مليون دولار امريكي الى الشركة التي صنعت الجهاز الذي لايكشف المتفجرات ، وسهل للشركات الامنية أن تقتل العراقيين بالجملة ، وأخرها دخل هو على الخط حيث وضع سيارات مفخخة أمام وخلف المتظاهرين في البصرة ويكذب ويقول أن الانفجارات هي بسبب تماس كهربائي في الوقت الذي يتظاهر الناس في البصرة من أجل الكهرباء ، ويكشف كذبه أهالي البصرة وقالوا لايوجد تماس كهرباء بل سيارات مفخخة ، هذا جزء يسير من جرائم عصابات الدعوة بقيادة جواد المالكي ، واصدر قراره بمنع التظاهر .
عنوان دولة القانون :
هذا العنوان الذي تخفى خلفه جواد المالكي ، والاصح أن يكون دولة الفساد ، اي قانون هذا ووزراءه من عصابة الدعوة وصلت أيديهم الى الحصة التموينية ، اي قانون هذا الذي يبرئ فلاح السوداني ( وزير الطحين ) اي قانون هذا الذي يسمح لوزير اللطم خضير الخزاعي أن يبيع كتب المدارس في سوق شارع المتنبي ، اي قانون هذا الذي جعل أولياء الامور يلتجأون الى المدارس الاهلية .
اي قانون هذا الذي يسمح للبعثي علي الشلاه أن يسرق 275 مليون دولار ويودعها مصارف سويسر ا ، أي قانون هذا الذي لانعرف اين ذهبت المليارات من الدولارات ، ونحن نشاهد بيوت العراقيين من الصفيح ، ونشاهد الارامل والايتام يبحثون عن شيء لهم في المزابل ؟.
هذه هي رسالة جواد المالكي وحزب الدعوة ، ولازالوا يضطهدون العراقيين في سجون النجف وباقي المحافظات ، وتكميم الافواه لمنعهم الناس من التظاهر .
يا مالكي يابومة عزت علينا النومة .
وين الكهرباء يادولة القانون ؟.
السجون تغص بالمعتقلين والسجناء لا لذنب إقترفوه الا أنهم تظاهروا في البصرة والناصرية .
المالكي ليس له رادع أن يقتل العراقيين من أجل تحقيق أهداف أمريكا وايران في العراق ، ديمقراطية سوقت بالسلاح من افغانستان الى العراق ، وبوش قالها ( حرب صليبية ) في حملته العسكرية التي معظم قياداته مما يسمى الاحزاب الاسلامية وأولهم حزب الدعوة بقيادة جواد المالكي .
قضية العراق ليست أطماع مادية ، بل هي أكبر من ذلك ، ومن خلال قراءتنا للتأريخ ومن خلال مشاركة ولي الفقيه الايراني للحملة الصليبية في العراق ، نجد أن الايراني يمثل الفارسي الذي يعمل من أجل إحياء حضارة فارس ، وليس تجنيا ، هذه حقيقة وواقع وقد شهد شاهد من أهلها وهو صهر نجاد عندما قال : كيف بأمة فارس العظيمة تخضع لاصحاب السيوف المكسرة الحفاة ليجعلوها اسلامية ؟.
تأريخيا منطقة الصراع هي أرض العراق لاسباب كثيرة منها خيراتها .
تشكيل حكومة الاحتلال الخامسة :
حتى وان تشكلت الحكومة فإنها ستنهار بلمح البصر ، وحملات التسقيط هي سيدة الموقف الان في المشهد السياسي لغلمان المحتل .
وسيستمر هذا المشهد حتى اللحظة التي يختزل الدكان الطائفي ببدلة الجنرال ، ونظن أنه قبل نهاية العام القادم متزامنا مع الاعلان الكاذب للمحتل المتعلق بانسحاب القوات .
لن تجري اي انتخابات مرة اخرى في العراق ، والدستور في طريقه الى الارشيف أو سلة المهملات .
هناك دول لاتستطيع الهيمنة على العراق ، وتفضل أن يبقى العراق مفككا وهذا صرح به وزير الامن الاسرائيلي ، ولن تجد القوى الدولية والاقليمية مخربين أفضل من الاحزاب التي جاءت مع المحتل الامريكي والايراني .
من المؤكد أن سلطة الاحتلال الخامسة سيشكلها جواد المالكي ، والامريكان بحاجة الى هذا الرجل في هذا الوقت ، لانهم يريدون تشكيل حكومة بإستحقاق طائفي ، وهو هدف ايراني اسرائيلي .
هذا المبدأ تريده الادارة الامريكية وهو أن الحكومة استحقاق طائفي ، وتريد أن يكرس هذا المبدأ على يد المالكي لانه ليس من عائلة دينية ، وهو شخصية ضعيفة ، ولايتوفر على كاريزما ، بل نستطيع أن نصفه بالمعوق لانه اضعف الموجودين .
ويبدو أن الاجندة القادمة ستكون أكثر من سابقاتها قسوة ، أكثر ايلاما للعراقيين من الاجندات التي مرت ، والمحتل بحاجة لشخص بهذه المواصفات ، وهي تنطبق على جواد المالكي .
الرجل فاجأ الامريكان وهم لم يصدقوا أنه سيدمر العراق بهذه الطريقة التي تتمناها امريكا وايران وباقي الدول التي من مصلحتها تفكيك العراق وتمزيقه .
يصرح شخص أخر مما يسمى الائتلاف ولم يذكر اسمه ويقول : أن أزمة تشكيل الحكومة غير قابلة للحل ، وهو يقترح أن الحل الوحيد ( وهذا واضح من كلامه ) أن يتقدم ولي الفقيه الايراني خامنائي بفتوى لتشكيل حكومة الاحتلال الخامسة ، وقد افتى الحاخام كاظم الحائري بذلك .
أمريكا تفرض المحاصصة الطائفية إرضاءً لايران وهي بحاجة للدور الايراني ، وهذا ليس معناه أن ايران لاعب اساسي قوي يستطيع أن يجتاز القوة الامريكية في المنطقة .
العراق من دون مؤسسات اليوم وهو مشروع فساد وقتل وتصفير للدولة العراقية بالكامل ، وأمريكا وايران وغيرهما من الدول حققوا هذا الامر ، وسينتقلون الى أهداف أخرى .
أمريكا خرائطها في العراق بدأت تتضح ، وخيارها هو الخيار الطائفي الا أن يزول الاحتلال من العراق ، وهذه المعادلة هي بإستمرار تحت التكييف الامريكي ، وايران هي هي هي مهما تغيير النظام فيها ، فهي تبتز دول المنطقة .
لانستبعد أن تدفع أمريكا المالكي مستقبلا لتغيير الدستور الذي كتبته حتى يستقيم مع مصالحها ببقاء هذا الرجل مدى الحياة .
الغريب لا يأتي الى الشريف والوطني ، يأتي للوضيع ضعيف النفس القابل للتخادم مع مشروع الاحتلال .
حزب الدعوة كذب على الشعب العراقي بشعارات كاذبة ملأت الدنيا ضجيجا خلال خمسين سنة ، والنتجية أنهم أحذية بأرجل المحتلين ، يضعون الزهور على قبور قتلى المحتلين ، ويهدونه سيف الامام علي ع ، ويتخادمون مع القوى الاقليمية والدولية .
جواد المالكي وسيده قاسم سليماني :
نشرنا قبل ايام خبرا عن ضابط برتبة نقيب يدعى ( ابو كرار ) في المكتب الخاص للمالكي يعمل ناقل بريد بينه وبين سيده سليماني المسؤول عن الملف العراقي في المخابرات الايرانية والذي يرتب لابقاءه في السلطة دورة ثانية ومكافئة لهذا الضابط تم ترقيته على طريقة ترقية حسين كامل ايام زمان حيث تم ترقيته الى رتبة مقدم .
الخبر السابق :
الحاج عدنان كردي فيلي من المسفرين في الوجبات الاولى من العراق الى ايران ، والحاج عدنان هو المسؤول عن الملف العراقي في ايران ، وهو الساعد الايمن لقاسم سليماني .... شفتوا إشلون العرق دساس ... شفتوا إشلون كان تسفيرهم بحق واليوم عادوا ادلاء لايران على العراقيين .
هناك ايضا أحد الضباط المهمين في مكتب جواد نوري المالكي ، وهو ضابط إرتباط ايراني بين المالكي والحاج عدنان ثم الى قاسم سليماني ، لوحظ خلال الاسبوع الماضي قيام ضابط برتبة نقيب منتسب لمكتب رئيس الوزراء المالكي ومن المقربين له برحلات مكوكية بين ايران والعراق وهذا الضابط هو حلقة الوصل بين المالكي والمدعو حاج عدنان الساعد الايمن لسليماني مسؤول مكتب العراق في المخابرات الايرانية
، وتلك الرحلات المكوكية كانت لنقل رسائل متبادلة بين المالكي والادارة الايرانية حول تشكيل الحكومة الجديدة في العراق
ويستمد المالكي تمسكه بمنصبه من الاسناد الايراني القوي له وقد واجه الامريكان خلال لقاءاتهم الاخيرة بالمالكي بتلك العلاقة وقد طلب بايدن من المالكي توضيحا للعلاقة المتميزة بينه وبين جهاز المخابرات الايرانية حيث رصدت المخابرات الامريكية تحركات الضابط العراقي الذي يمثل حلقة الوصل بين المالكي والمخابرات الايرانية .
ملاحظة : عندما نشرنا الخبر المرة الماضية اضطرب المالكي وجماعة الدعوة ، لان عمل هذا الضابط محاط بسرية تامة فبعد ان فضحه موقعنا رفعوه و نقلوه لانه انكشف أمره
بعد رسالة شديدة اللهجة من بتريوس .. مكتب المالكي يكشف عن القطع الاثرية المفقودة
بعد اقل من 24 ساعة على رسالة شديدة اللهجة ارسلها الى المالكي الجنرال بتريوس القائد الامريكي السابق في العراق والذي اشرف على نقل القطع الاثرية من واشنطن الى بغداد وسلمها الى المالكي
اعلن مكتب المالكي اليوم العثور على تلك القطع زاعما انها كانت في احدى غرف مكتب المالكي متروكة منذ سنتين مع ادوات طبخ قديمة
بتريوس هدد برسالته بكشف المراسلات الخاصة بالقطع الاثرية والجهة التي استلمتها ...
وقال مصدر مطلع إن المتحف الوطني العراقي عثر على أكثر من 600 قطعة أثرية مفقودة تركت في مخزن بمكتب المالكي بعد عامين من قيام الحكومة الامريكية باعادتها للعراق.
وكانت معظم هذه القطع ضمن نحو 15 ألف قطعة أثرية نهبت في خضم الفوضى التي أعقبت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003
وقال ان 638 قطعة أعيدت وسلمت الى مكتب رئيس الوزراء ثم فقدت مرة أخرى سريعا.
وقال قحطان الجبوري وزير السياحة والآثار انه تم العثور على هذه القطع الاثرية في أحد المخازن بمكتب رئيس الوزراء مع بعض أدوات المطبخ. وأضاف انه عند فتح الصناديق تم العثور عليها.
وفقد العراق الذي يعتبره المؤرخين مهد الحضارة جزءا من تراثه الوطني بسبب النهب واسع النطاق الذي أصبح رمزا قويا لانهيار النظام في أعقاب الغزو عام 2003.
وتشمل المجموعة التي عثر عليها مؤخرا ألواحا من الصلصال وأكوابا زجاجية وحبات مسبحة وقطعا أثرية أخرى تنتمي الى فترات مختلفة من تاريخ بلاد مابين النهرين اضافة الى تمثال سومري يحمل كتابة مسمارية سرق في التسعينات.
وقال مسؤولون ان الصناديق التي تحوي القطع الاثرية سلمت ببساطة الى المكتب الخطأ قبل عامين. ولم تفتح هذه الصناديق ولم يتعرض اي من القطع الاثرية للتلف.
وقال قيس حسين مدير هيئة الآثار والتراث ان الامر يتعلق بسوء فهم بين حكومتي الولايات المتحدة والعراق. فقد كان من المفترض أن تسلم الى وزارة الشؤون الخارجية أو الى المتاحف لكنها سلمت الى مكتب رئيس الوزراء بطريق الخطأ.
وكانت السفارة العراقية بواشنطن اصدرت تصريحا قالت فيه ان شركات الطيران في حينها رفضت ارسال شحنة الاثار الى العراق بسبب التامين وتكفل بتريوس بنقلها جوا الى بغداد وسلمها الى مكتب المالكي
اعلن مكتب المالكي اليوم العثور على تلك القطع زاعما انها كانت في احدى غرف مكتب المالكي متروكة منذ سنتين مع ادوات طبخ قديمة
بتريوس هدد برسالته بكشف المراسلات الخاصة بالقطع الاثرية والجهة التي استلمتها ...
وقال مصدر مطلع إن المتحف الوطني العراقي عثر على أكثر من 600 قطعة أثرية مفقودة تركت في مخزن بمكتب المالكي بعد عامين من قيام الحكومة الامريكية باعادتها للعراق.
وكانت معظم هذه القطع ضمن نحو 15 ألف قطعة أثرية نهبت في خضم الفوضى التي أعقبت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003
وقال ان 638 قطعة أعيدت وسلمت الى مكتب رئيس الوزراء ثم فقدت مرة أخرى سريعا.
وقال قحطان الجبوري وزير السياحة والآثار انه تم العثور على هذه القطع الاثرية في أحد المخازن بمكتب رئيس الوزراء مع بعض أدوات المطبخ. وأضاف انه عند فتح الصناديق تم العثور عليها.
وفقد العراق الذي يعتبره المؤرخين مهد الحضارة جزءا من تراثه الوطني بسبب النهب واسع النطاق الذي أصبح رمزا قويا لانهيار النظام في أعقاب الغزو عام 2003.
وتشمل المجموعة التي عثر عليها مؤخرا ألواحا من الصلصال وأكوابا زجاجية وحبات مسبحة وقطعا أثرية أخرى تنتمي الى فترات مختلفة من تاريخ بلاد مابين النهرين اضافة الى تمثال سومري يحمل كتابة مسمارية سرق في التسعينات.
وقال مسؤولون ان الصناديق التي تحوي القطع الاثرية سلمت ببساطة الى المكتب الخطأ قبل عامين. ولم تفتح هذه الصناديق ولم يتعرض اي من القطع الاثرية للتلف.
وقال قيس حسين مدير هيئة الآثار والتراث ان الامر يتعلق بسوء فهم بين حكومتي الولايات المتحدة والعراق. فقد كان من المفترض أن تسلم الى وزارة الشؤون الخارجية أو الى المتاحف لكنها سلمت الى مكتب رئيس الوزراء بطريق الخطأ.
وكانت السفارة العراقية بواشنطن اصدرت تصريحا قالت فيه ان شركات الطيران في حينها رفضت ارسال شحنة الاثار الى العراق بسبب التامين وتكفل بتريوس بنقلها جوا الى بغداد وسلمها الى مكتب المالكي
شراء منزل بمبلغ الخرافي.
بأموال سرقات وعمولات تمت في (الوقت الضائع!(
وزير المالكي للتجارة (وكالةً) يشتري بيتا في الجادرية بمبلغ مليار ونصف المليار دينار
المراقب العراقي
الأحد, 25 يوليو 2010 13:07 رصد الصحف Bottom of Form
كشفت مصادر متعددة ان مسؤولاً عراقياً رفيع المستوى يضطلع بمهام وزارتين اشترى بيتا في منطقة الجادرية بالعاصمة بغداد بمبلغ مليار ونصف المليار دينار عدا ونقدا.
وقال مكتب الدلالية الذي اشترى منه الوزير صفاء الدين الصافي البيت الجديد ان موقع البيت يطل على نهر دجلة وقريب من تقاطع طريق رئيسي، وانه يعود لاحد أقارب الرئيس البائد ، ويضم سبعة اجنحة مستقلة ومسبحين ونادٍ رياضي صغير وغيرها من الوسائل الترفيهية، مؤكداً ان الصفقة تعد مربحة جداً بالنسبة للوزير.
ويكشف شراء البيت من قبل الوزير الكثير من التساؤلات عن كيفية جمع هذا المبلغ الكبير خاصة وانه لم يمض على تسلمه الوزارة الثانية وكالة سوى فترة قصيرة لم تتعد اشهرا معدودة، واعربت المصادر التي تحدثت ان الاحتمال الاكيد لتوفر مبلغ المليار ونصف المليار دينار لدى الوزير انما يمثل عمولات على عقود وقعتها الوزارة مع جهات اجنبية أو من جراء تلاعب بالاموال المخصصة للاستيراد واستبدال مواد متفق عليها باسعار دولية بمواد اخرى منتهية الصلاحية او غير صالحة للاستهلاك البشري.يذكر ان وزارة التجارة تعد واحدة من اكثر الوزارات في حكومة المالكي فسادا ماليا واداريا اضافة الى وزارات الكهرباء والنفط والنقل حيث شهدت وزارتا الكهرباء والنقل استقالة وزيريهما في فترة متقاربة لم تتعد عدة ايام. وتؤكد مصادر مطلعة ان وزارات خدمية وسيادية مهمة وقعت عقودا بمليارات الدولارات وقبضت عنها عمولات بملايين الدولارات مستغلة غياب الرقابة بسبب تعطل دور البرلمان الرقابي.وقالت المصادر ان العقود التي وقعت في الفترة التي تلت الانتخابات التشريعية، فاقت بمجموعها تلك التي تم توقيعها خلال السنوات الاربعة الماضية، مشيرة الى ان الفساد المالي بلغ أوجه خلال هذه الفترة، التي شهدت تقاضي عمولات خرافية وسرقات (قانونية) للمال العام، تفوق ثلاث مرات ما تم منذ احتلال العراق حتى الان.وابدت المصادر استغرابها على موافقة الحكومة بحجب الحصة التموينية عن العوائل التي يزيد دخلها عن مليون ونصف المليون دينار عراقي، وبنفس الوقت تقليص مفردات الحصة التموينية الى خمس مواد فقط، فيما تغض الطرف عن وزير يقوم بشراء منزل بهذا المبلغ الخرافي.
يذكر ان صفاء الدين الصافي كان يشغل ايضا منصب وزير العدل وكالة كما انه يشغل منصب رئيس لجنة دعم اعمار خدمات البصرة .
اعترافات ألعميل: الدكتور سرمد الحسيني
يبدو أني لن اصمد أكثر أمام تأنيب ضميري ، نعم وبكل وضوح كنت اعمل عميلا أدمر العراق والعراقيين لمدة سنتين أعقبت الغزو الأمريكي للعراق ،عميل عملت أشياء قبيحة تحز في نفسي ووجداني وان الأوان لي أن اغتسل من تلك الأدران بالاعتراف ، واستحلفكم بكل مقدس تؤمنون به أن تمنحوني هذه الفرصة و أتمنى أن تأخذون اعترافاتي على محمل الجد وتحاولون أن تواسوني فيما أذا نالت تلك الاعترافات قناعاتكم بها ، قصتي سترونها عبر هذا المنبر في عشرة أجزاء وبدايتها هي:
اسمي سرمد محمد نور الدين الحسيني ابلغ من العمر 58 عاما أرمل ولدي أربع أبناء يدرسون في كندا ،كانت حياتي صعبة هاجرة من العراق سنة 1975 وتقاذفتني المطارات والموانئ ليستقر في المقام في هولندا حيث تزوجت بفتاة هولندية ميسورة الحال هي أم أولادي الأربعة ،
وأكملت دراستي لأحصل على الدكتوراه من وجامعة ديلفت للتكنولوجيا ، عشت حياة طبيعية لم ينقصني شيء المال موجود والأمن والاستقرار والمستقبل ،وقبيل غزو القوات الأمريكية وحلفائها للعراق التقيت بالمدعو ( جلال احمد الصافي) احد قيادي المجلس الأعلى للثورة الإسلامية سابقا والمسؤول عن ملف تجنيد الكفاءات العراقية ( كما اخبرني حينها )
وطرح علي فكرة أن أكون ضمن خلية علمية تضم الكوادر العراقية المغتربة لبناء العراق الجديد هذا ما قاله لي في وقتها على أن نبدأ بالتنفيذ العملي بعد أن يتم تحرير العراق كنت وقتها أفكر مليا في العودة إلى العراق لأعيش فيه ما تبقى من عمري ،
لذا وفقت بشروط وهي راتب سنة مقدما يوضع في حسابي في هولندا وان يكون تعاوني وفق خطة معروفة سابقا على يسمح لي بالعودة في حالة مخالفتهم شروط العمل المبرم بيننا، وفعلا اصطحبني المدعو جلال الصافي الملقب (ابو باقر) إلى كردستان العراق ، في منطقة عين كاوه والتقيت أول مرة بأعضاء الخلية التي كان من المفترض أن تكون علمية وهي تضم هؤلاء:
( حامد البياتي، و انتفاض قنبر، وحميد مجيد موسى، ويونادم كنا، وصفية طالب سهيل ،وبختيار امين، ومحمود عثمان، وموفق الربيعي ،ومثال الالوسي و وجلال الدين الصغير)
وقتها لم تكن الرابطة العملية لإعادة تنظيم العراق مكتملة العدد وستقرؤون باقي الاسماء والتفاصيل في الحلقة الثانية ان سمح لهذه الكلمات الخروج الى النور ليقراها الناس ،
ارجوكم ساعدوني لكي اوقف صراخ ضميري منذ سنتين وانا مريض بارتفاع ضغط الدم والسكر وربما يسهم هذا الاعتراف في تخفيف عني واشهد الله اني قصدتكم لإبراء من خلالكم الى الله
لا استطيع وصف الشعور الذي انتابني بعد أن مشاهدتي لاعترافاتي تخرج للناس شعور من نوع خاص يمتزج به الندم والحزن بالفرح والفخر ،نعم نادما أنا على ما اقترفت رغم أني اشهد الله انه غرر بي وفرحان أنا لأني اعترف وأشهدكم على صدق توبتي ،منذ خروج اعترافاتي للنور وأنا أتلقى الرسائل عبر بريدي الالكتروني وقبل أن اشرع في سرد اعترافات الحلقة الثانية أود أن استعرض لكم ثلاث أنواع من الرسائل ...
النوع الأول رسائل مؤازرة ومشجعة وهي صاحبة العدد الأكثر 107 رسائل ..
النوع الثاني وهي رسائل تخبرني أني سأقتل حتى ولو اعترفت ويدعون أنهم مقاومة عراقية وعددها 14 رسائل رغم أني اعرف أنها ليست من المقاومة ألا أني أطالب الفصائل الوطنية أن تقرءا اعترافاتي للنهاية وتحكم علي وأنا اقبل بحكمهم مهما كان نوع الحكم في حال عدم قناعتهم باعترافاتي ...
أما النوع الثالث وعددها 22 رسالة حتى وقت كتابة هذه السطور فهو من زملائي العملاء وانقسمت إلى قسمين
الأول : يتوسل أن لا أوردهم وأسمائهم في اعترافاتي وأجبتهم أني سأذكر الجميع لأنهم يستحقون الفضيحة
الثاني : يهددني بالقتل فقلت له لن يفيدكم قتلي لان الاعترافات متكاملة وهي في أيدي أمينه خولتها أن تطلقها دفعة واحدة في حال مقتلي وكانت أطرف رسالة وصلتني من العميل ( حيدر الموسوي) احد مساعدي العميل احمد ألجلبي يخبرني أني يمكن أن أعود براتب أفضل مع الجلبي وهذه لم أرد عليها بل أترككم أنت تردون عليها.
وأود أن أوضح لكم انه ربما يسارعون بكشف بعض التفاصيل من خلال أقلام مأجورة للتقليل من حجم الفضيحة التي ستظهر في اعترافاتي، ولكن استعين عليهم بالله الواحد القهار وبرسائلكم التضامنية وأرجو ممن سبني أو شتمني في رسائله أن يصبر علي إلى أن أكمل الحكاية واليكم
﴿ الحلقة الثانية ﴾
في كردستان العراق (عين كاوه ) جلسنا في بيت كبير مؤثث على أعلى مستوى كان يتناوب على خدمتنا طباخين مهره للأكلات الشرقية والغربية وكان الطباخ كاكا (ازاد) رجل أربعيني درس الطبخ في ايطاليا وهو يتقاضى 1000 دولار يوميا جراء إشرافه على طعامنا وشرابنا.
وكان عددنا حوالي 35 يبقى في الدار 18 منا ويذهب البقية الى دار أخرى لا تقل شاننا عن الأولى ألا أن الأولى مزودة بقاعات للاجتماعات بطبيعة الحال لم اكن اعرف اسماء الخلية العلمية المفترضة
ولكن هناك أناس بارزين ( كعباس البياتي، وموفق الربيعي، ومحمود عثمان) الذين كانوا اكثر المجموعة صناعة للضوضاء، ويفتقرون إلى اللباقة والكياسة .
وهناك دخل علينا العقيد (وليم هارفي) المسؤول على الخلية وطلب منا تعريف أنفسنا علما انه كان يملك ملف عن كل واحد منا ولكنه كان يريد ان يشعرنا انا في مهمة رسمية، وكان يقول عبارات مقتضبة بعد ان يكمل كل عميل تعرفيه بنفسه.
فلما وصل لي الدور قال لي دكتور سنحتاج لك كثيرا خبرتك العملية مفيدة لنا واستمرت الاجتماعات التي بدت اغلبها أكاديمية عن استثمار الثروات في العراق زمن الاحتلال، وتطوير الحريات ومحاضرات حول الديمقراطية، وكانت المشويات والمشروبات بأنواعها يمطرها علينا عدد من افراد البشمركة المكلفين بحمايتنا.
لحد الان لم يكن الامر فيه أي شيء غريب بالنسبة لي مجموعة من العملاء يفكرون كيف يديرون البلاد ،او هذا ما توهمنا في وقتها ،وهذا ما اقنعني به ابو باقر (جلال الصافي ) الذي اختفى ما ان وصلنا لكردستان العراق ولكن قبل موعد الحرب بعشرة ايام اخبرنا العقيد (وليم هارفي) انه يتم تقسيمنا الى سبعة مجموعات تجتمع كل مجموعة بشكل مستقل وهي كالتالي :
1- مجموعة أطلاق الإشاعات قبيل المعركة برئاسة العميل موفق الربيعي
2- مجموعة تحديد الأهداف العسكرية برئاسة العميل انتفاض قنبر
3- مجموعة متابعة الأعلام والأعلام المضاد برئاسة العميل سرمد الحسيني (صاحب الاعترافات اللهم اغفر لي )
4- مجموعة تحريك الشارع الشيعي ضد نظام الحكم برئاسة العميل جلال الدين الصغير
5- مجموعة تجنيد المتعاونين برئاسة العميل حامد البياتي وتقوم هذه المجموعة ايضا بعملية التنسيق مع الجانب الكردي الذي يمثلها العملاء يونادم كنا وبختيار امين ومحمود عثمان وبإشراف من العميل برهم صالح
6- مجموعة التحرك على العشائر برئاسة العميلة صفية طالب سهيل والعميل حميد موسى الذي ادعى انه بتواصل مع مناضلي الحزب الشيوعي في جنوب وغرب العراق
7- رئيس غرفة الارتباط الأمريكية العراقية العميل احمد الجلبي ويساعده شخص غامض يدعى إبراهيم سيكون له دور فيما بعد هذه الأحداث كانت في الفترة الواقعة بين 1\2ـــ10\4\2003
هنا اعترضت قائلا اني جاءت للمشاركة في بحوث تكنولوجية لما بعد الحرب ولن أشارك في هذه الحرب باي صفة او تحت أي مسمى فاخبرني العقيد وليم هارفي ان مجموعتنا ليس لها علاقة بالحرب، وستكون مهامها تقيم الأعلام في محطات منتخبه ،وتكتب تقارير عن هذا التقييم، وانه سعيد لكوني انا شخصيا موجود لأني متخصص في مجال الأعلام الالكتروني ،والنظم المعلوماتية كتخصص ثانوي اضافة الى كوني دكتور في تكنولوجيا المعلومات.
بعدها تم فصل مجموعة متابعة الأعلام والأعلام المضاد في بيت جميل منفصل وكان البيت مزود بأجهزة اتصال مختلفة ومنظومة انترنيت، وستة عشر تلفزيون موضوع على الجدران لمراقبة فضائيات مختارة ،وهي الجزيرة والعربية وأبو ظبي والمنار والعالم وال بي سي وتلفزيون الكويت والبحرين والفضائية الاردنية والفضائية السورية وقناة النيل والتلفزيون المصري والفوكس نيوز والبي بي سي وان بي سي الامريكية.
وطلبوا منا وضع مقارنه يومية للتغطية الاخبارية للحرب بين الفضائيات الاجنبية والعربية ضمن ال 16 شاشة كما تم اطلاق بعض المواقع الالكترونية التي تثقف للحرب، وتم تجنيد مجموعة من الجنود الامريكان العرب وأفراد البيشمركة للدخول الى غرف الدردشة لنشر عبارات مع الحرب ولتنظيم عمليات قرصنه وتدمير لبعض المواقع الالكترونية ومهاجمة وحدة الانترنيت باللجنة الاولمبية العراقية
﴿ الحلقة الثالثة ﴾
حياة العملاء كلها خوف وترقب وتأنيب ضمير كلها ذل كلها هوان وكلها رذيلة ، ولكن يبدوا أن حياة التائبين منهم ليس رائعة ، ولا أطالب أن تكون رائعة ، فما تعرضت له الاسابيع الماضية من ضغوط ومضايقات هو ثمن سنتين من العمالة ،
وارجوا من الله العلي القدير ان تكون هذه المضايقات تكفيرا عن ذنبي ، وصلتني 152 رسالة تضامنية جديدة من عراقيين اغلبهم من داخل العراق بينما وصلتني 7 رسائل سب وشتم خمسة منها كانت لعراقيين يعيشون خارج الوطن ، للمتضامنين ألف شكر وأنا خادم للعراق وأهله منذ أن أعلنت نفسي تائبا مذنبا ،
لمن سبني او شتمني واعتدى على شرف أمي رحمها الله وأخواتي أطال الله بحياة من تبقى منهن وزوجتي رحمها الله أقول له غفر الله لي ولكم ، أما باقي الرسائل فسأجيب عنها ألان بحضرتكم لأنكم الشهود على اعترافاتي ، وصلتني رسالة تهديد على طريقة رعاة البقر من خمس كلمات هي ( أن لم تتوقف فأنت ميت )
أقول لهم الكل يموت ولكن الرجل من يختار من اجل ماذا يموت ؟
وصلتني مجموعة رسائل من وكالة براثا وقوات بدر ومن شيخ (سجاد العامري) ممثل مقتدى الصدر في مصر، وكلها فيها رسائل تهديد ووعيد أقول لهم انبحوا وانبحوا ولن ألقمكم حجرا
ووصلتني رسالة من شخص يقول انه نائب العميل (أياد علاوي) يريد أن يلتقي بي في أي مكان في الكون أقول لهم التقي بكم عند مليك مقتدر يوم لا ينفع لا مال ولا بنون وكرر (حيدر الموسوي) اتصاله وقال لي بالحرف الواحد لدينا وثائق تثبت انك متورط بجرائم كبيرة ضد العراقيين سنظهرها أذا لم تجلس للحوار أقول لهم من حقك عن تدافع عن كلبك وولي نعمتك ومن حقي أن أتوب واعترف اظهر ما عندك ولا تتردد
وأرسلت لي قناة الحرة رسالة تبين رغبتها في تسجل اعترافاتي أقول لها ولإداراتها في العراق وأمريكا سيكون لكم نصيب كبير في اعترافاتي لأنكم أساس البلاء
وليهيئ العميل (عماد الخفاجي والعميل علي عبد الأمير عجام )اعترافاتهما رسالة أخرى من العميل (سعد البزاز) صاحب قناة الشرقية لنفس الغرض أقول له لو لم يتبقى على ارض المعمورة غير قناتك لن تكون محطة لاعترافاتي لأنك عميل الانكليز والأمريكان، وعميل لمن يدفع أكثر مع احترامي للشرفاء في قناتك الذين اضطرتهم لقمة العيش للعمل مع عميل مثلك.
واتصل بي شخص يدعي انه ممثل قناة الفيحاء وأضنه العميل (هاشم العقابي) لأنه كان ضمن الخلية الإعلامية بعد الاحتلال إلى جانب العميل (حبيب الصدر والعميل سيامند عثمان والعميل محمد جاسم خضير) أقول له اخرس يا عميل.
واتصل بي العميل (عدنان الطائي) من قناة العراقية أقول له تريد استدراجي لكنك لن تجدني لو بحثت عني بكل الكلاب التي تربيت معها ولا تنسى أني من أقترحك أنت والعميل (كريم حمادي) يا أيها العميل الصغير ....
ورسالة من العميل (عبد الحليم الرهيمي) يستحلفني بروح زوجتي أن أتوقف من اجل تاريخي كما قال أقول له تاريخي معكم لا يشرفني واخبر العميل (فخري كريم )له نصيب الأسد في الحلقة الثالثه هذا أهم ما وصلني أما الباقي فرسائل تهديد بدون توقيع وعروض من مواقع وطنية لنشر الاعترافات أقول لها الاعترافات موجودة على الانترنيت ومسموح للكل أن ينقلها فهي ملك للشعب العراق
احتل الأمريكان العراق وكما كان يؤكد لنا العميد (وليم هارفي) ان دخول بغداد لن يكون صعبا لان عدد المتعاونين ويعني العملاء كان كثيرا حيث دخل الى بغداد وحدها أكثر من 120 عميل اغلبهم من المجلس الأعلى وحزب الدعوة وجماعة العميل احمد ألجلبي ،
فما أن دخلنا بغداد المجروحة بيد العملاء من أبنائها وأنا أولهم ولعنت الله على اليوم الأسود الذي وافقت فيه أن أكون جزء من تلك العملية القذرة حتى تم تجهيز مقر لنا هو في نادي الصيد
وتولى كل من العميل انتفاض قنبر والعميل حيدر الموسوي توفر كل أساليب الراحة لنا كعملاء إعلاميون وتم تأسيس شبكة انترنيت عملاقة تعمل من خلال منظومة مربوطة مع شبكة الاتصالات في البيت الأبيض
وكنت انا مدير تلك المنظومة وتم الدخول على الانترنيت من خلال مجموعة منتسبين تم تدريبهم في كل من هولندا والسويد وبلغاريا لأزالت أي شي يشير الى النظام العراقي من خلال القرصنة والتدمير والاتلاف.
وكان كل من الدكتور العميل (احمد فلاح العلواني (جماعة اياد علاوي ) والدكتور العميل علي باقر (جماعة المجلس الاعلى ) والعميل علاء احمد البياتي (ابن اخ عباس البياتي ) مكلفين باطلاق غرف دردشة جديدة ومواقع مناهضة لحزب البعث والقوات المسلحة العراقية حتى تم اطلاق اكثر من 50 موقع خلال ثلاث ايام.
وتم عمل اكثر من 100 غرفة دردشة اغلبها تدار من قبل الاكراد جماعة العميل مسعود البرزاني وتم انشاء غرفة الاعلام المضاد وهي غرفة قذرة هدفها بث الاكاذيب وتضخيم الحقائق وكان يعمل بها كل من العميل (عبد الرحيم الرهيمي والعميل سيامند عثمان ويديرها العميل فخري كريم).
وموضوع كابونات النفظ كان احد المواضيع الملفقة كنموذج لقذارة تلك المهمة وقد طلب فخري ان يكون الاعلان عنها من خلال صحيفته المدى وذلك لانها مدعومة من الاكراد وخاصة العميل مسعود البرزاني وهنا لابد من الا شارة ان العميل (ابراهيم بحر العلوم) تم طرح اسمه لرئاسة هيكل اعلامي خفي يخدم الاحتلال وعملائه وذلك بتوفير كل المستلزمات الاعلامية ولكنه تنازل عن هذا الاختيار بعد ان لاحت له امكانية الحصول على وزراة النفط
وهذا ما حدث لاحقا وتم انشاء مواقع حكومية جديدة حتى ان احد العملاء وهو عبد الرحيم الرهيمي كان يقول ان دولة العراق الجديد تم انجازها على شبكة الانترنيت قبل ان يتم انشاءها على الارض
وكان لفخري كريم دور قذر حيث تم انشاء مركز لتزوير الوثائق لصالح اناس قيل لي في وقتها انهم مناضلون ولكن اشهد الله انهم عملاء عملاء عملاء الى نهاية العمر ،..
هنا برز اسم العميل( احمد الركابي) لكنه استبعد لاسباب اخلاقية كما اشيع في وقتها ولكنه حصل على مبلغ كبير اسس من خلالة عدة مؤسسات صحفية بعضها معلن والاخر مخفي كان اهمها راديوا دجلة الذي يستخدمه كورقة ابتزاز بعد ان يوجه المساكين العاملين فيه الى انتقاد هذا وذاك من العملاء ويتولى هو عملية ابتزازهم وتم طرح اسم حبيب الصدر ولكنهم اعترضوا عليه لانهم كما وصفه العميل الرهيمي والعميل فخري كريم جاهل لا يفقه من الاعلام شيء ..
وهنا تم تاسيس مركز لمنح قروض تصل الى 6000000دولار لكل جهة تروم انشاء فضائية للعراق الجديد كما يصفونه ومبلغ يصل الى 1000000دولار لمن يريد ان انشاء صحيفة وكان اول من استلم المبلغ العميل باسم الشيخ جريدة الدستور.
والعميل غاندي جريدة المشرق,
اما الفضائيات فكانت الفرات والفيحاء والشرقية واشور والسومرية وبغداد والمشرق والحرية وتم الاستلام من خلال مدرائهم او كالعميل سعد البزاز والعميل اكرم العاني والعميل باسم الخطيب والعميل حيدر مهاود والعميل جرجس وردة وساتكلم لكم ان شاء الله في الحلقة الرابعة عن اسرار صفقة ال 100 مليون دولار لتطوير العراقية وصفقة انشاء فضائيات جديدة وصفقة انشاء الحرة بالارقام والتواريخ لا تنسونا في خالص دعائكم
﴿ الحلقة الرابعة ﴾
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في بداية اعترافات الحلقة الرابعة اشكر كل من أرسل رسالة تضامنية او عتاب أو رسالة سب أو شتم فكل هذه الرسائل هي نتيجة أخطاء أنا قمت بها وأنا المسؤول الأول عنها وأتمنى أن تساهم تلك الرسائل في تعذيب ضميري المذنب ، ولكن من المفارقات أن هناك أناس تسببت لهم بضرر مباشر من خلال متابعتي لنشاطهم السياسي المناهض للاحتلال وعملائه وأنا أولهم في بطون المواقع الانترنيتية ومضايقتهم كثيرا بسبب تفوقي عليهم تقنيا ، لقد جاءتني من هؤلاء الشرفاء رسائل تشجيع ومبادرات أشعرتني بالذنب والخجل لذا سأذكرهم في حضرتكم كجزء من اعترافاتي
1- الأصيل سمير عبيد : هل تعلم ان رسائلك المشجعة لي تخجلني لاني كنت اكتب تقرير مفصل عن نشاطك السياسي أسبوعيا ،وكم وجهت كلاب دربتهم ليقرصنوا عناوينك البريدية، ويحجبون كتاباتك وتوسطت من خلال كلاب أخرى لمنع مشاركاتك في المواقع والصحف والقنوات الفضائية.
2- الشريف بهجت الكردي : كنت أنت وزملائك على قائمة المراقبين انترنيتيا شكرا لكلماتك الشريفة
3- الرائع جاسم الرصيف : كم كانت كلماتك وما زالت مصدر فضح وحرج للكثير من أعداء العراق
4- المقاوم نوري ألمرادي : وفقك الله لما يحبه ويرضاه أنت شخص محترم وكلماتك تسلب النوم من عيون العملاء لكن اياك ان تستخدم الدردشة على الياهو او الهوتميل لانها مخترقه بالنسبة أليك
5- مواقع البصرة نت والرابطة العراقية والكادر وشبكة اخبار العراق كنتم مواقع موجعة للمحتل وعملائه ولقد حاربتكم حينا من الدهر والان تخجلوني بنشر اعترافاتي هناك بطبيعة الحال مواقع مراقبة كثيرة منها العربية وهي مواقع يمانية بالدرجة الأولى ومن ثم سوريه ومصريه وليبيه وجزائرية ومواقع عربية اخرى كنا نتلفها او نقرصنها ونساوم اصحابها على لسان شباب يدعون انهم عراقيون مستقلون لكنهم عملاء صغار أما الرسائل التي وصلتني فأورد أهمها:
1- رسالة من حركة ثأر الله : تهددني بالتصفية أقول لهم ثار الله منكم يا قرود المحتل ومطاياه
2- رسالة من وكالة براثا : تهددني ايضا اقول لهم باس لكم ولعميلكم الصغير
3- رسالة من التيار الصدري : تهديد ايضا لا اعتب عليكم فانتم وعميلكم مقتدى مساكين وما انتم الا عصا بيد إيران
4- رسالة من كتائب الحسين : يقسمون انهم سيعلقوني في مسقط رأسي اقول لهم الحسين عليه السلام بريء منكم ولعل تعليقي يخفف من ذنوبي
5- رسالة من العميل فخري كريم : يأكد بها انه سيفضحني اقول له نحن كنا في نفس المستنقع افضح ولا تتردد ورحم الله عبد الرزاق المرجاني لانه يعرف عنك الشيء الكثير واتوقع انك قتلته للتخلص مما يملكه لك
6- رسالة من العميل عبد الحليم الرهيمي وشخص يتحدث بلسان مسعود البرزاني كلمات الرسالتين مستنسخه وفيها من السب الشيء الكثير اقول لهم المتبقي من اعترفاتي اقسى على العملاء
7- رسالة اخيرة من العميل علاء احمد البياتي (ابن اخو عباس البياتي ) يخبرني انه ترك العمل وهو يملك شركة برمجيات في الاردن ويدعوني للعمل معه اقول له ان من كلام النبؤة الاولى ان لم تستحي فاصنع ما شئت
8- رسالة من العميل هيوا محمود عثمان يطالبني بالتوقف والا سيحدث ما لا يحمد عقباه أقول له تبا لك ولأبوك ولكل العملاء
عدد الرسائل 301 رسالة الحمد لله اكثر من 270 منها تضامنية واليكم تكملة الاعترافات
هارس وفضائية اللبنانية والعميل عباس راضي ثلاث اذرع للإخطبوط خطفت العراقية مقابل 96مليون دولار اذكر تلك الأيام وكأنها البارحة كان العميل جلال الماشطة يعيش أيام رهيبة
فالكل يلهث نحو كرسيه بينما يدافع العميل عنه بقوه والحق يقال انه الأحق بكرسي الذل لأنه رغم عمالته أعلامي له باع طويل في رحلة الإعلام المضلل وقد قبض حصة تغاضيه عن سرقات العميل (عباس )مدير مكتب الحياة ال بي سي في بغداد وشريكة اللبناني (حاتم حاتم) بدون علم صاحب القناة بير الظاهر
،وقد واجهت الماشطة يوما بخصوص فروقات تصل الى حدود 600الف دولار هي قيمة برامج ومسلسلات اشترتها القناة من ال بي سي وهي مواد اعلامية مستهلكة لا تنسجم مع متطلبات الشعب العراقي فعرض علي نسبتي وللامانه اقولها وبفم مليان ضعفت امام الدولارات نعم وبكل بساطة وليقل علي الناس ما يقولوه واتفقنا على تقاسم المبلغ
ولكنه خاف في اللحظة الاخيرة ظنا منه انه كمين وطالب الفضائية اللبنانية بالمبلغ ولكن العميل عباس راضي وأسياده في الفضائية اللبنانية اكلوا المبلغ على الجميع وعلى اثر تداعيات هذا الموقف قدم استقالته وهرب بما كسبه وقد اشترى العميل عباس راضي بيت في منطقة القادسية أرقى مناطق بغداد هو حسب علمي مؤجر حاليا من قبل هياكل تابعة للعميل جلال الطلباني
وان ما تحدث عنه العميل الماشطة في مؤتمر استقالته عن خروقات مالية من قبل شركة هارس الأميركية وتابعتها اللبنانية أل بي سي ما هو الا محاولة منه لذر الرماد بالعيون فرغم ان نصيبه لن يصل الى مليون دولار بشكل تقريبا الا انه استفاد سياسيا وماليا من الاحزاب والشخصيات السياسية التي كان يلعب معهم القط والفار ويقبض بحجة استقلالية الاعلام
اما العميل (جمعة الحلفي) فسبب تراجعه عن استقالته التضامنية مع العميل الماشطة في وقتها يعود لوعود من العميل اياد علاوي في مناصب صحفية مستقبلية كبيرة وبرواتب معلنة واخرى مخفية وان لم يتحقق منها الشيء الكثير على حد علم العميل سرمد الحسيني ..
96 مليون دولار تم سرقتها في وضح النهار لم يستخدم منها اكثر من 8 ملايين دولار والباقي ما هي الا ارشيف القنوات العراقية التي كانت تعمل قبل الاحتلال والتي جمعت من اسواق اللصوص في بغداد بعد عمليات السلب والنهب
اما العميل (محمد عبد الجبار الشبوط )فهو اداة رخيصة بيد العميل حبيب الصدر الذي كان يعاني من تدخل العميل عبد الحليم الرهيمي الأمر الذي تطور في إحدى المرات الى الحد هدد فيه العميل الصدر العميل الرهيمي بالتصفية الجسدية والتعليق على باب الفضائية العراقية
ولكم ان تعرفوا مستوى صراع العملاء على مصالحهم لعنة الله على العملاء وكان العميل حبيب الصدر والعميل الشبوط اصحاب اكبر مجزرة صحفية في تاريخ الصحافة العراقية بإقالة عشرات الصحفيين وتعين اخرون بينهم وبين الاعلام مثل العراق والشام كما كان يقول العميل حبيب الصدرعندما يغضب وهي مقوله تمثله هو اكثر من غيره
وكان اغلب هؤلاء العاملين على الورق فقط وهم اعضاء في مليشيات كثيرة في مره كنت في زيارة الى صحيفة الصباح واعترضني احد الحراس فتكلمت معه بلطف ولكنه اصر اني لن ادخل بدون موافقة العميل حبيب الصدر هو وقال لي اني لا اتمر الا بامرة السيد حبيب ولا حتى رئيس الوزراء
ورغم ان التفى بعمر اولادي الا اني انتظرت لحين سمع العميل حبيب بالامر فجاء يركض بنفسه ووبخه وقال لي اعذره ابوه احد القياديين البارزين في التيار الصدر نحترمه لاجل ابوه هل تعلمون من هذا الفتى لقد طلبت احد عملائي الصغار ان ياتيني بخبره انه ( حيدر الساعدي ) ابن المدعو ابو درع
وقتها لم يكن ابو درع قد شاع صيته كما حدث بعدها وهذا قد يفسر اغتيال العديد من معارضين حبيب الصدر وهناك شخص مهم يجب ان يعرف دوره القذر وهو العميل الخبير (نجم الخفاجي) والذي عين ابنه العميل محمد حامل شهادة الابتدائية مراسلا في القناة براتب مضاعف لانه يغطي اخبار بدر والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية والتيار الصدري ،
العميل نجم الخفاجي كان حوت اعلامي كبير لذا علم المساكين من اعلاميين اخر زمان كيف يشوهون الحقائق بذكاء ينطلي على البسطاء من الناس ورغم انه موضف في قناة ال بي سي وبراتب عشرة الاف دولار شهريا غير الحوافز الا انه كان يتقاضلا مبلغ 15000دولار من الشبكة العراقية غير الهدايا التي وصلت الى حد إهدائه بندقية كانت للرئيس العراقي الراحل صدام حسين مطلية بالذهب وقد باعها للعميل (عمار الحكيم) الذي أهداها بدوره الى ابوه العميل عبد العزيز الحكيم وهي موجودة في بيت الجادرية الذي مع الاسف جلست فيه طويلا استمع لتوجيهات العميل الطفل عمار الحكيم وابوه الغبي العميل عبد العزيز الحكيم .
اقسم بالله اني كنت بعد كل مقابله مع العملاء الحكيم الصغير والكبير اهيء نفسي للرحيل ولكن مع الاسف النفس البشرية ضعيفه امام النقود ورغم اني يجب ان لا اقول ما ساقوله الان ولكن ما هي الى اجابة لاسئلة قد تراودكم اني تبرعت ب 85 % مما املك من خلال وسطاء شرفاء ووطنيون ومقاومون للاحتلال لعائلات في كل (من مدينة الصدر وبابل وتلعفر وخانقين والانبار وبغداد و سامراء والناصرية والبصرة )
وهي ليست صدقة بل انه المبلغ الذي سرقته من الشعب وهو ثمن عمالتي وانا الحمد لله اعيش بنفس المبلغ الذي كان عندي قبل ان ابدء عمالتي ولتعرفوا كم يتقاضى العملاء فاقول لكم اني كنت اتقاضى رواتب مختلفة تصل الى حد 30 الف دولار شهريا لا اريد ان اتحدث اكثر عن العميل حبيب الصدر ولكن اريد ان اقول ان العميل الصدر كان سبب في خراب الاعلام العراقي وكذلك بتمرير الكثير من اجندة المحتل وعملائه يبقى ان اقول للعميل حبيب الصدر
هل تذكر يوم اخبرتني عندما كنا سويا في مطعم النجمة في بيروت انك لو كان الامر بيدك لأبحت زواج المتعه وقلت حينها باللهجة الدارجة العراقية (خل الشعب يتونس )
يومها شربت كثيرا وكنت اشرب معك قبل ان يتوب الله علي واهجر الشراب والجنس والعماله واسعة في طريق التوبه وتكلمت لي عن حبيبتك المراسلة (سهاد اسماعيل ) وكيف انك تكره امجد حميد وقلت لي انك ستهديني مسدس من ال 250 مسدس استلمتها من الحكومة العميلة وزعت اغلبها للقياديين في التيار الصدري وتكلمت لي عن محاولة تخويف العميل اسماعيل زاير (طبعا يقصد محاولة اغتياله الذي راح ضحيتها حارسه المسكين )
وكان اهم برنامج يتقاضى عنه العميل حبيب مكافآت مجزية الإرهاب في قبضة العدالة وهو عبارة عن مسلسل عجيب غريب كله تلفيق وكان هناك خبير نفسي اسمه الجنرال (بيكر الان ) يشرف على البرنامج واتحدى أي اعلامي في العراقية يقول انه صور ثانية واحدة من هذا البرنامج ..
نرجع الى العميل موفق الربيعي الذي اجتاز على يدي دورة في الدفاع الاعلامي عن مشاريع الحكومة وبما ان الحلقة طويلة ترقبوها في الحلقة الخامسة ان شاء الرحمن لا تنسونا في خالص دعائكم استغفر الله استغفر الله
اسمي سرمد محمد نور الدين الحسيني ابلغ من العمر 58 عاما أرمل ولدي أربع أبناء يدرسون في كندا ،كانت حياتي صعبة هاجرة من العراق سنة 1975 وتقاذفتني المطارات والموانئ ليستقر في المقام في هولندا حيث تزوجت بفتاة هولندية ميسورة الحال هي أم أولادي الأربعة ،
وأكملت دراستي لأحصل على الدكتوراه من وجامعة ديلفت للتكنولوجيا ، عشت حياة طبيعية لم ينقصني شيء المال موجود والأمن والاستقرار والمستقبل ،وقبيل غزو القوات الأمريكية وحلفائها للعراق التقيت بالمدعو ( جلال احمد الصافي) احد قيادي المجلس الأعلى للثورة الإسلامية سابقا والمسؤول عن ملف تجنيد الكفاءات العراقية ( كما اخبرني حينها )
وطرح علي فكرة أن أكون ضمن خلية علمية تضم الكوادر العراقية المغتربة لبناء العراق الجديد هذا ما قاله لي في وقتها على أن نبدأ بالتنفيذ العملي بعد أن يتم تحرير العراق كنت وقتها أفكر مليا في العودة إلى العراق لأعيش فيه ما تبقى من عمري ،
لذا وفقت بشروط وهي راتب سنة مقدما يوضع في حسابي في هولندا وان يكون تعاوني وفق خطة معروفة سابقا على يسمح لي بالعودة في حالة مخالفتهم شروط العمل المبرم بيننا، وفعلا اصطحبني المدعو جلال الصافي الملقب (ابو باقر) إلى كردستان العراق ، في منطقة عين كاوه والتقيت أول مرة بأعضاء الخلية التي كان من المفترض أن تكون علمية وهي تضم هؤلاء:
( حامد البياتي، و انتفاض قنبر، وحميد مجيد موسى، ويونادم كنا، وصفية طالب سهيل ،وبختيار امين، ومحمود عثمان، وموفق الربيعي ،ومثال الالوسي و وجلال الدين الصغير)
وقتها لم تكن الرابطة العملية لإعادة تنظيم العراق مكتملة العدد وستقرؤون باقي الاسماء والتفاصيل في الحلقة الثانية ان سمح لهذه الكلمات الخروج الى النور ليقراها الناس ،
ارجوكم ساعدوني لكي اوقف صراخ ضميري منذ سنتين وانا مريض بارتفاع ضغط الدم والسكر وربما يسهم هذا الاعتراف في تخفيف عني واشهد الله اني قصدتكم لإبراء من خلالكم الى الله
لا استطيع وصف الشعور الذي انتابني بعد أن مشاهدتي لاعترافاتي تخرج للناس شعور من نوع خاص يمتزج به الندم والحزن بالفرح والفخر ،نعم نادما أنا على ما اقترفت رغم أني اشهد الله انه غرر بي وفرحان أنا لأني اعترف وأشهدكم على صدق توبتي ،منذ خروج اعترافاتي للنور وأنا أتلقى الرسائل عبر بريدي الالكتروني وقبل أن اشرع في سرد اعترافات الحلقة الثانية أود أن استعرض لكم ثلاث أنواع من الرسائل ...
النوع الأول رسائل مؤازرة ومشجعة وهي صاحبة العدد الأكثر 107 رسائل ..
النوع الثاني وهي رسائل تخبرني أني سأقتل حتى ولو اعترفت ويدعون أنهم مقاومة عراقية وعددها 14 رسائل رغم أني اعرف أنها ليست من المقاومة ألا أني أطالب الفصائل الوطنية أن تقرءا اعترافاتي للنهاية وتحكم علي وأنا اقبل بحكمهم مهما كان نوع الحكم في حال عدم قناعتهم باعترافاتي ...
أما النوع الثالث وعددها 22 رسالة حتى وقت كتابة هذه السطور فهو من زملائي العملاء وانقسمت إلى قسمين
الأول : يتوسل أن لا أوردهم وأسمائهم في اعترافاتي وأجبتهم أني سأذكر الجميع لأنهم يستحقون الفضيحة
الثاني : يهددني بالقتل فقلت له لن يفيدكم قتلي لان الاعترافات متكاملة وهي في أيدي أمينه خولتها أن تطلقها دفعة واحدة في حال مقتلي وكانت أطرف رسالة وصلتني من العميل ( حيدر الموسوي) احد مساعدي العميل احمد ألجلبي يخبرني أني يمكن أن أعود براتب أفضل مع الجلبي وهذه لم أرد عليها بل أترككم أنت تردون عليها.
وأود أن أوضح لكم انه ربما يسارعون بكشف بعض التفاصيل من خلال أقلام مأجورة للتقليل من حجم الفضيحة التي ستظهر في اعترافاتي، ولكن استعين عليهم بالله الواحد القهار وبرسائلكم التضامنية وأرجو ممن سبني أو شتمني في رسائله أن يصبر علي إلى أن أكمل الحكاية واليكم
﴿ الحلقة الثانية ﴾
في كردستان العراق (عين كاوه ) جلسنا في بيت كبير مؤثث على أعلى مستوى كان يتناوب على خدمتنا طباخين مهره للأكلات الشرقية والغربية وكان الطباخ كاكا (ازاد) رجل أربعيني درس الطبخ في ايطاليا وهو يتقاضى 1000 دولار يوميا جراء إشرافه على طعامنا وشرابنا.
وكان عددنا حوالي 35 يبقى في الدار 18 منا ويذهب البقية الى دار أخرى لا تقل شاننا عن الأولى ألا أن الأولى مزودة بقاعات للاجتماعات بطبيعة الحال لم اكن اعرف اسماء الخلية العلمية المفترضة
ولكن هناك أناس بارزين ( كعباس البياتي، وموفق الربيعي، ومحمود عثمان) الذين كانوا اكثر المجموعة صناعة للضوضاء، ويفتقرون إلى اللباقة والكياسة .
وهناك دخل علينا العقيد (وليم هارفي) المسؤول على الخلية وطلب منا تعريف أنفسنا علما انه كان يملك ملف عن كل واحد منا ولكنه كان يريد ان يشعرنا انا في مهمة رسمية، وكان يقول عبارات مقتضبة بعد ان يكمل كل عميل تعرفيه بنفسه.
فلما وصل لي الدور قال لي دكتور سنحتاج لك كثيرا خبرتك العملية مفيدة لنا واستمرت الاجتماعات التي بدت اغلبها أكاديمية عن استثمار الثروات في العراق زمن الاحتلال، وتطوير الحريات ومحاضرات حول الديمقراطية، وكانت المشويات والمشروبات بأنواعها يمطرها علينا عدد من افراد البشمركة المكلفين بحمايتنا.
لحد الان لم يكن الامر فيه أي شيء غريب بالنسبة لي مجموعة من العملاء يفكرون كيف يديرون البلاد ،او هذا ما توهمنا في وقتها ،وهذا ما اقنعني به ابو باقر (جلال الصافي ) الذي اختفى ما ان وصلنا لكردستان العراق ولكن قبل موعد الحرب بعشرة ايام اخبرنا العقيد (وليم هارفي) انه يتم تقسيمنا الى سبعة مجموعات تجتمع كل مجموعة بشكل مستقل وهي كالتالي :
1- مجموعة أطلاق الإشاعات قبيل المعركة برئاسة العميل موفق الربيعي
2- مجموعة تحديد الأهداف العسكرية برئاسة العميل انتفاض قنبر
3- مجموعة متابعة الأعلام والأعلام المضاد برئاسة العميل سرمد الحسيني (صاحب الاعترافات اللهم اغفر لي )
4- مجموعة تحريك الشارع الشيعي ضد نظام الحكم برئاسة العميل جلال الدين الصغير
5- مجموعة تجنيد المتعاونين برئاسة العميل حامد البياتي وتقوم هذه المجموعة ايضا بعملية التنسيق مع الجانب الكردي الذي يمثلها العملاء يونادم كنا وبختيار امين ومحمود عثمان وبإشراف من العميل برهم صالح
6- مجموعة التحرك على العشائر برئاسة العميلة صفية طالب سهيل والعميل حميد موسى الذي ادعى انه بتواصل مع مناضلي الحزب الشيوعي في جنوب وغرب العراق
7- رئيس غرفة الارتباط الأمريكية العراقية العميل احمد الجلبي ويساعده شخص غامض يدعى إبراهيم سيكون له دور فيما بعد هذه الأحداث كانت في الفترة الواقعة بين 1\2ـــ10\4\2003
هنا اعترضت قائلا اني جاءت للمشاركة في بحوث تكنولوجية لما بعد الحرب ولن أشارك في هذه الحرب باي صفة او تحت أي مسمى فاخبرني العقيد وليم هارفي ان مجموعتنا ليس لها علاقة بالحرب، وستكون مهامها تقيم الأعلام في محطات منتخبه ،وتكتب تقارير عن هذا التقييم، وانه سعيد لكوني انا شخصيا موجود لأني متخصص في مجال الأعلام الالكتروني ،والنظم المعلوماتية كتخصص ثانوي اضافة الى كوني دكتور في تكنولوجيا المعلومات.
بعدها تم فصل مجموعة متابعة الأعلام والأعلام المضاد في بيت جميل منفصل وكان البيت مزود بأجهزة اتصال مختلفة ومنظومة انترنيت، وستة عشر تلفزيون موضوع على الجدران لمراقبة فضائيات مختارة ،وهي الجزيرة والعربية وأبو ظبي والمنار والعالم وال بي سي وتلفزيون الكويت والبحرين والفضائية الاردنية والفضائية السورية وقناة النيل والتلفزيون المصري والفوكس نيوز والبي بي سي وان بي سي الامريكية.
وطلبوا منا وضع مقارنه يومية للتغطية الاخبارية للحرب بين الفضائيات الاجنبية والعربية ضمن ال 16 شاشة كما تم اطلاق بعض المواقع الالكترونية التي تثقف للحرب، وتم تجنيد مجموعة من الجنود الامريكان العرب وأفراد البيشمركة للدخول الى غرف الدردشة لنشر عبارات مع الحرب ولتنظيم عمليات قرصنه وتدمير لبعض المواقع الالكترونية ومهاجمة وحدة الانترنيت باللجنة الاولمبية العراقية
﴿ الحلقة الثالثة ﴾
حياة العملاء كلها خوف وترقب وتأنيب ضمير كلها ذل كلها هوان وكلها رذيلة ، ولكن يبدوا أن حياة التائبين منهم ليس رائعة ، ولا أطالب أن تكون رائعة ، فما تعرضت له الاسابيع الماضية من ضغوط ومضايقات هو ثمن سنتين من العمالة ،
وارجوا من الله العلي القدير ان تكون هذه المضايقات تكفيرا عن ذنبي ، وصلتني 152 رسالة تضامنية جديدة من عراقيين اغلبهم من داخل العراق بينما وصلتني 7 رسائل سب وشتم خمسة منها كانت لعراقيين يعيشون خارج الوطن ، للمتضامنين ألف شكر وأنا خادم للعراق وأهله منذ أن أعلنت نفسي تائبا مذنبا ،
لمن سبني او شتمني واعتدى على شرف أمي رحمها الله وأخواتي أطال الله بحياة من تبقى منهن وزوجتي رحمها الله أقول له غفر الله لي ولكم ، أما باقي الرسائل فسأجيب عنها ألان بحضرتكم لأنكم الشهود على اعترافاتي ، وصلتني رسالة تهديد على طريقة رعاة البقر من خمس كلمات هي ( أن لم تتوقف فأنت ميت )
أقول لهم الكل يموت ولكن الرجل من يختار من اجل ماذا يموت ؟
وصلتني مجموعة رسائل من وكالة براثا وقوات بدر ومن شيخ (سجاد العامري) ممثل مقتدى الصدر في مصر، وكلها فيها رسائل تهديد ووعيد أقول لهم انبحوا وانبحوا ولن ألقمكم حجرا
ووصلتني رسالة من شخص يقول انه نائب العميل (أياد علاوي) يريد أن يلتقي بي في أي مكان في الكون أقول لهم التقي بكم عند مليك مقتدر يوم لا ينفع لا مال ولا بنون وكرر (حيدر الموسوي) اتصاله وقال لي بالحرف الواحد لدينا وثائق تثبت انك متورط بجرائم كبيرة ضد العراقيين سنظهرها أذا لم تجلس للحوار أقول لهم من حقك عن تدافع عن كلبك وولي نعمتك ومن حقي أن أتوب واعترف اظهر ما عندك ولا تتردد
وأرسلت لي قناة الحرة رسالة تبين رغبتها في تسجل اعترافاتي أقول لها ولإداراتها في العراق وأمريكا سيكون لكم نصيب كبير في اعترافاتي لأنكم أساس البلاء
وليهيئ العميل (عماد الخفاجي والعميل علي عبد الأمير عجام )اعترافاتهما رسالة أخرى من العميل (سعد البزاز) صاحب قناة الشرقية لنفس الغرض أقول له لو لم يتبقى على ارض المعمورة غير قناتك لن تكون محطة لاعترافاتي لأنك عميل الانكليز والأمريكان، وعميل لمن يدفع أكثر مع احترامي للشرفاء في قناتك الذين اضطرتهم لقمة العيش للعمل مع عميل مثلك.
واتصل بي شخص يدعي انه ممثل قناة الفيحاء وأضنه العميل (هاشم العقابي) لأنه كان ضمن الخلية الإعلامية بعد الاحتلال إلى جانب العميل (حبيب الصدر والعميل سيامند عثمان والعميل محمد جاسم خضير) أقول له اخرس يا عميل.
واتصل بي العميل (عدنان الطائي) من قناة العراقية أقول له تريد استدراجي لكنك لن تجدني لو بحثت عني بكل الكلاب التي تربيت معها ولا تنسى أني من أقترحك أنت والعميل (كريم حمادي) يا أيها العميل الصغير ....
ورسالة من العميل (عبد الحليم الرهيمي) يستحلفني بروح زوجتي أن أتوقف من اجل تاريخي كما قال أقول له تاريخي معكم لا يشرفني واخبر العميل (فخري كريم )له نصيب الأسد في الحلقة الثالثه هذا أهم ما وصلني أما الباقي فرسائل تهديد بدون توقيع وعروض من مواقع وطنية لنشر الاعترافات أقول لها الاعترافات موجودة على الانترنيت ومسموح للكل أن ينقلها فهي ملك للشعب العراق
احتل الأمريكان العراق وكما كان يؤكد لنا العميد (وليم هارفي) ان دخول بغداد لن يكون صعبا لان عدد المتعاونين ويعني العملاء كان كثيرا حيث دخل الى بغداد وحدها أكثر من 120 عميل اغلبهم من المجلس الأعلى وحزب الدعوة وجماعة العميل احمد ألجلبي ،
فما أن دخلنا بغداد المجروحة بيد العملاء من أبنائها وأنا أولهم ولعنت الله على اليوم الأسود الذي وافقت فيه أن أكون جزء من تلك العملية القذرة حتى تم تجهيز مقر لنا هو في نادي الصيد
وتولى كل من العميل انتفاض قنبر والعميل حيدر الموسوي توفر كل أساليب الراحة لنا كعملاء إعلاميون وتم تأسيس شبكة انترنيت عملاقة تعمل من خلال منظومة مربوطة مع شبكة الاتصالات في البيت الأبيض
وكنت انا مدير تلك المنظومة وتم الدخول على الانترنيت من خلال مجموعة منتسبين تم تدريبهم في كل من هولندا والسويد وبلغاريا لأزالت أي شي يشير الى النظام العراقي من خلال القرصنة والتدمير والاتلاف.
وكان كل من الدكتور العميل (احمد فلاح العلواني (جماعة اياد علاوي ) والدكتور العميل علي باقر (جماعة المجلس الاعلى ) والعميل علاء احمد البياتي (ابن اخ عباس البياتي ) مكلفين باطلاق غرف دردشة جديدة ومواقع مناهضة لحزب البعث والقوات المسلحة العراقية حتى تم اطلاق اكثر من 50 موقع خلال ثلاث ايام.
وتم عمل اكثر من 100 غرفة دردشة اغلبها تدار من قبل الاكراد جماعة العميل مسعود البرزاني وتم انشاء غرفة الاعلام المضاد وهي غرفة قذرة هدفها بث الاكاذيب وتضخيم الحقائق وكان يعمل بها كل من العميل (عبد الرحيم الرهيمي والعميل سيامند عثمان ويديرها العميل فخري كريم).
وموضوع كابونات النفظ كان احد المواضيع الملفقة كنموذج لقذارة تلك المهمة وقد طلب فخري ان يكون الاعلان عنها من خلال صحيفته المدى وذلك لانها مدعومة من الاكراد وخاصة العميل مسعود البرزاني وهنا لابد من الا شارة ان العميل (ابراهيم بحر العلوم) تم طرح اسمه لرئاسة هيكل اعلامي خفي يخدم الاحتلال وعملائه وذلك بتوفير كل المستلزمات الاعلامية ولكنه تنازل عن هذا الاختيار بعد ان لاحت له امكانية الحصول على وزراة النفط
وهذا ما حدث لاحقا وتم انشاء مواقع حكومية جديدة حتى ان احد العملاء وهو عبد الرحيم الرهيمي كان يقول ان دولة العراق الجديد تم انجازها على شبكة الانترنيت قبل ان يتم انشاءها على الارض
وكان لفخري كريم دور قذر حيث تم انشاء مركز لتزوير الوثائق لصالح اناس قيل لي في وقتها انهم مناضلون ولكن اشهد الله انهم عملاء عملاء عملاء الى نهاية العمر ،..
هنا برز اسم العميل( احمد الركابي) لكنه استبعد لاسباب اخلاقية كما اشيع في وقتها ولكنه حصل على مبلغ كبير اسس من خلالة عدة مؤسسات صحفية بعضها معلن والاخر مخفي كان اهمها راديوا دجلة الذي يستخدمه كورقة ابتزاز بعد ان يوجه المساكين العاملين فيه الى انتقاد هذا وذاك من العملاء ويتولى هو عملية ابتزازهم وتم طرح اسم حبيب الصدر ولكنهم اعترضوا عليه لانهم كما وصفه العميل الرهيمي والعميل فخري كريم جاهل لا يفقه من الاعلام شيء ..
وهنا تم تاسيس مركز لمنح قروض تصل الى 6000000دولار لكل جهة تروم انشاء فضائية للعراق الجديد كما يصفونه ومبلغ يصل الى 1000000دولار لمن يريد ان انشاء صحيفة وكان اول من استلم المبلغ العميل باسم الشيخ جريدة الدستور.
والعميل غاندي جريدة المشرق,
اما الفضائيات فكانت الفرات والفيحاء والشرقية واشور والسومرية وبغداد والمشرق والحرية وتم الاستلام من خلال مدرائهم او كالعميل سعد البزاز والعميل اكرم العاني والعميل باسم الخطيب والعميل حيدر مهاود والعميل جرجس وردة وساتكلم لكم ان شاء الله في الحلقة الرابعة عن اسرار صفقة ال 100 مليون دولار لتطوير العراقية وصفقة انشاء فضائيات جديدة وصفقة انشاء الحرة بالارقام والتواريخ لا تنسونا في خالص دعائكم
﴿ الحلقة الرابعة ﴾
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في بداية اعترافات الحلقة الرابعة اشكر كل من أرسل رسالة تضامنية او عتاب أو رسالة سب أو شتم فكل هذه الرسائل هي نتيجة أخطاء أنا قمت بها وأنا المسؤول الأول عنها وأتمنى أن تساهم تلك الرسائل في تعذيب ضميري المذنب ، ولكن من المفارقات أن هناك أناس تسببت لهم بضرر مباشر من خلال متابعتي لنشاطهم السياسي المناهض للاحتلال وعملائه وأنا أولهم في بطون المواقع الانترنيتية ومضايقتهم كثيرا بسبب تفوقي عليهم تقنيا ، لقد جاءتني من هؤلاء الشرفاء رسائل تشجيع ومبادرات أشعرتني بالذنب والخجل لذا سأذكرهم في حضرتكم كجزء من اعترافاتي
1- الأصيل سمير عبيد : هل تعلم ان رسائلك المشجعة لي تخجلني لاني كنت اكتب تقرير مفصل عن نشاطك السياسي أسبوعيا ،وكم وجهت كلاب دربتهم ليقرصنوا عناوينك البريدية، ويحجبون كتاباتك وتوسطت من خلال كلاب أخرى لمنع مشاركاتك في المواقع والصحف والقنوات الفضائية.
2- الشريف بهجت الكردي : كنت أنت وزملائك على قائمة المراقبين انترنيتيا شكرا لكلماتك الشريفة
3- الرائع جاسم الرصيف : كم كانت كلماتك وما زالت مصدر فضح وحرج للكثير من أعداء العراق
4- المقاوم نوري ألمرادي : وفقك الله لما يحبه ويرضاه أنت شخص محترم وكلماتك تسلب النوم من عيون العملاء لكن اياك ان تستخدم الدردشة على الياهو او الهوتميل لانها مخترقه بالنسبة أليك
5- مواقع البصرة نت والرابطة العراقية والكادر وشبكة اخبار العراق كنتم مواقع موجعة للمحتل وعملائه ولقد حاربتكم حينا من الدهر والان تخجلوني بنشر اعترافاتي هناك بطبيعة الحال مواقع مراقبة كثيرة منها العربية وهي مواقع يمانية بالدرجة الأولى ومن ثم سوريه ومصريه وليبيه وجزائرية ومواقع عربية اخرى كنا نتلفها او نقرصنها ونساوم اصحابها على لسان شباب يدعون انهم عراقيون مستقلون لكنهم عملاء صغار أما الرسائل التي وصلتني فأورد أهمها:
1- رسالة من حركة ثأر الله : تهددني بالتصفية أقول لهم ثار الله منكم يا قرود المحتل ومطاياه
2- رسالة من وكالة براثا : تهددني ايضا اقول لهم باس لكم ولعميلكم الصغير
3- رسالة من التيار الصدري : تهديد ايضا لا اعتب عليكم فانتم وعميلكم مقتدى مساكين وما انتم الا عصا بيد إيران
4- رسالة من كتائب الحسين : يقسمون انهم سيعلقوني في مسقط رأسي اقول لهم الحسين عليه السلام بريء منكم ولعل تعليقي يخفف من ذنوبي
5- رسالة من العميل فخري كريم : يأكد بها انه سيفضحني اقول له نحن كنا في نفس المستنقع افضح ولا تتردد ورحم الله عبد الرزاق المرجاني لانه يعرف عنك الشيء الكثير واتوقع انك قتلته للتخلص مما يملكه لك
6- رسالة من العميل عبد الحليم الرهيمي وشخص يتحدث بلسان مسعود البرزاني كلمات الرسالتين مستنسخه وفيها من السب الشيء الكثير اقول لهم المتبقي من اعترفاتي اقسى على العملاء
7- رسالة اخيرة من العميل علاء احمد البياتي (ابن اخو عباس البياتي ) يخبرني انه ترك العمل وهو يملك شركة برمجيات في الاردن ويدعوني للعمل معه اقول له ان من كلام النبؤة الاولى ان لم تستحي فاصنع ما شئت
8- رسالة من العميل هيوا محمود عثمان يطالبني بالتوقف والا سيحدث ما لا يحمد عقباه أقول له تبا لك ولأبوك ولكل العملاء
عدد الرسائل 301 رسالة الحمد لله اكثر من 270 منها تضامنية واليكم تكملة الاعترافات
هارس وفضائية اللبنانية والعميل عباس راضي ثلاث اذرع للإخطبوط خطفت العراقية مقابل 96مليون دولار اذكر تلك الأيام وكأنها البارحة كان العميل جلال الماشطة يعيش أيام رهيبة
فالكل يلهث نحو كرسيه بينما يدافع العميل عنه بقوه والحق يقال انه الأحق بكرسي الذل لأنه رغم عمالته أعلامي له باع طويل في رحلة الإعلام المضلل وقد قبض حصة تغاضيه عن سرقات العميل (عباس )مدير مكتب الحياة ال بي سي في بغداد وشريكة اللبناني (حاتم حاتم) بدون علم صاحب القناة بير الظاهر
،وقد واجهت الماشطة يوما بخصوص فروقات تصل الى حدود 600الف دولار هي قيمة برامج ومسلسلات اشترتها القناة من ال بي سي وهي مواد اعلامية مستهلكة لا تنسجم مع متطلبات الشعب العراقي فعرض علي نسبتي وللامانه اقولها وبفم مليان ضعفت امام الدولارات نعم وبكل بساطة وليقل علي الناس ما يقولوه واتفقنا على تقاسم المبلغ
ولكنه خاف في اللحظة الاخيرة ظنا منه انه كمين وطالب الفضائية اللبنانية بالمبلغ ولكن العميل عباس راضي وأسياده في الفضائية اللبنانية اكلوا المبلغ على الجميع وعلى اثر تداعيات هذا الموقف قدم استقالته وهرب بما كسبه وقد اشترى العميل عباس راضي بيت في منطقة القادسية أرقى مناطق بغداد هو حسب علمي مؤجر حاليا من قبل هياكل تابعة للعميل جلال الطلباني
وان ما تحدث عنه العميل الماشطة في مؤتمر استقالته عن خروقات مالية من قبل شركة هارس الأميركية وتابعتها اللبنانية أل بي سي ما هو الا محاولة منه لذر الرماد بالعيون فرغم ان نصيبه لن يصل الى مليون دولار بشكل تقريبا الا انه استفاد سياسيا وماليا من الاحزاب والشخصيات السياسية التي كان يلعب معهم القط والفار ويقبض بحجة استقلالية الاعلام
اما العميل (جمعة الحلفي) فسبب تراجعه عن استقالته التضامنية مع العميل الماشطة في وقتها يعود لوعود من العميل اياد علاوي في مناصب صحفية مستقبلية كبيرة وبرواتب معلنة واخرى مخفية وان لم يتحقق منها الشيء الكثير على حد علم العميل سرمد الحسيني ..
96 مليون دولار تم سرقتها في وضح النهار لم يستخدم منها اكثر من 8 ملايين دولار والباقي ما هي الا ارشيف القنوات العراقية التي كانت تعمل قبل الاحتلال والتي جمعت من اسواق اللصوص في بغداد بعد عمليات السلب والنهب
اما العميل (محمد عبد الجبار الشبوط )فهو اداة رخيصة بيد العميل حبيب الصدر الذي كان يعاني من تدخل العميل عبد الحليم الرهيمي الأمر الذي تطور في إحدى المرات الى الحد هدد فيه العميل الصدر العميل الرهيمي بالتصفية الجسدية والتعليق على باب الفضائية العراقية
ولكم ان تعرفوا مستوى صراع العملاء على مصالحهم لعنة الله على العملاء وكان العميل حبيب الصدر والعميل الشبوط اصحاب اكبر مجزرة صحفية في تاريخ الصحافة العراقية بإقالة عشرات الصحفيين وتعين اخرون بينهم وبين الاعلام مثل العراق والشام كما كان يقول العميل حبيب الصدرعندما يغضب وهي مقوله تمثله هو اكثر من غيره
وكان اغلب هؤلاء العاملين على الورق فقط وهم اعضاء في مليشيات كثيرة في مره كنت في زيارة الى صحيفة الصباح واعترضني احد الحراس فتكلمت معه بلطف ولكنه اصر اني لن ادخل بدون موافقة العميل حبيب الصدر هو وقال لي اني لا اتمر الا بامرة السيد حبيب ولا حتى رئيس الوزراء
ورغم ان التفى بعمر اولادي الا اني انتظرت لحين سمع العميل حبيب بالامر فجاء يركض بنفسه ووبخه وقال لي اعذره ابوه احد القياديين البارزين في التيار الصدر نحترمه لاجل ابوه هل تعلمون من هذا الفتى لقد طلبت احد عملائي الصغار ان ياتيني بخبره انه ( حيدر الساعدي ) ابن المدعو ابو درع
وقتها لم يكن ابو درع قد شاع صيته كما حدث بعدها وهذا قد يفسر اغتيال العديد من معارضين حبيب الصدر وهناك شخص مهم يجب ان يعرف دوره القذر وهو العميل الخبير (نجم الخفاجي) والذي عين ابنه العميل محمد حامل شهادة الابتدائية مراسلا في القناة براتب مضاعف لانه يغطي اخبار بدر والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية والتيار الصدري ،
العميل نجم الخفاجي كان حوت اعلامي كبير لذا علم المساكين من اعلاميين اخر زمان كيف يشوهون الحقائق بذكاء ينطلي على البسطاء من الناس ورغم انه موضف في قناة ال بي سي وبراتب عشرة الاف دولار شهريا غير الحوافز الا انه كان يتقاضلا مبلغ 15000دولار من الشبكة العراقية غير الهدايا التي وصلت الى حد إهدائه بندقية كانت للرئيس العراقي الراحل صدام حسين مطلية بالذهب وقد باعها للعميل (عمار الحكيم) الذي أهداها بدوره الى ابوه العميل عبد العزيز الحكيم وهي موجودة في بيت الجادرية الذي مع الاسف جلست فيه طويلا استمع لتوجيهات العميل الطفل عمار الحكيم وابوه الغبي العميل عبد العزيز الحكيم .
اقسم بالله اني كنت بعد كل مقابله مع العملاء الحكيم الصغير والكبير اهيء نفسي للرحيل ولكن مع الاسف النفس البشرية ضعيفه امام النقود ورغم اني يجب ان لا اقول ما ساقوله الان ولكن ما هي الى اجابة لاسئلة قد تراودكم اني تبرعت ب 85 % مما املك من خلال وسطاء شرفاء ووطنيون ومقاومون للاحتلال لعائلات في كل (من مدينة الصدر وبابل وتلعفر وخانقين والانبار وبغداد و سامراء والناصرية والبصرة )
وهي ليست صدقة بل انه المبلغ الذي سرقته من الشعب وهو ثمن عمالتي وانا الحمد لله اعيش بنفس المبلغ الذي كان عندي قبل ان ابدء عمالتي ولتعرفوا كم يتقاضى العملاء فاقول لكم اني كنت اتقاضى رواتب مختلفة تصل الى حد 30 الف دولار شهريا لا اريد ان اتحدث اكثر عن العميل حبيب الصدر ولكن اريد ان اقول ان العميل الصدر كان سبب في خراب الاعلام العراقي وكذلك بتمرير الكثير من اجندة المحتل وعملائه يبقى ان اقول للعميل حبيب الصدر
هل تذكر يوم اخبرتني عندما كنا سويا في مطعم النجمة في بيروت انك لو كان الامر بيدك لأبحت زواج المتعه وقلت حينها باللهجة الدارجة العراقية (خل الشعب يتونس )
يومها شربت كثيرا وكنت اشرب معك قبل ان يتوب الله علي واهجر الشراب والجنس والعماله واسعة في طريق التوبه وتكلمت لي عن حبيبتك المراسلة (سهاد اسماعيل ) وكيف انك تكره امجد حميد وقلت لي انك ستهديني مسدس من ال 250 مسدس استلمتها من الحكومة العميلة وزعت اغلبها للقياديين في التيار الصدري وتكلمت لي عن محاولة تخويف العميل اسماعيل زاير (طبعا يقصد محاولة اغتياله الذي راح ضحيتها حارسه المسكين )
وكان اهم برنامج يتقاضى عنه العميل حبيب مكافآت مجزية الإرهاب في قبضة العدالة وهو عبارة عن مسلسل عجيب غريب كله تلفيق وكان هناك خبير نفسي اسمه الجنرال (بيكر الان ) يشرف على البرنامج واتحدى أي اعلامي في العراقية يقول انه صور ثانية واحدة من هذا البرنامج ..
نرجع الى العميل موفق الربيعي الذي اجتاز على يدي دورة في الدفاع الاعلامي عن مشاريع الحكومة وبما ان الحلقة طويلة ترقبوها في الحلقة الخامسة ان شاء الرحمن لا تنسونا في خالص دعائكم استغفر الله استغفر الله
بيارق مزيفة، قـذرة، وتفكيك العـراق ...بقلم : إسرائيل شامير
المقالة المهمة كاتبها (إسرائيلي) من أصل روسي ويكتب بالروسية. يتميز
بموقفه المناهض للعنصرية الصهيونية وللشوڤينية اليهودية وللدور الذي
تلعبه المنظمات اليهودية الداعمة للكيان الصهيوني ووسائل الإعلام التي
تملكها أو توجِّهها لغسل الأدمغة وتزوير الحقائق. وبسبب مواقفه تتهمه
المنظمات الصهيونية بمعاداة الصهيونية، وقد ترجم العديد من كتبه إلى
العربية، ولكن بلدا مثل فرنسا منع كتبه وحاكم ناشره
في هذه المقالة يشرح الكاتب ماذا أرادت أمريكا من العراق ؟وكيف تعمل على
تفكيكه ؟، ولماذا؟
بقلم : إسرائيل شامير
بيارق مزيفة، قـذرة، وتفكيك العـراق
ينحدر المجتمع العراقي شيئا فشيئا إلى الفوضى، والكوميديات وكتاب السخرية
والمعلقون من كل الأنواع أثاروا ضجة كبيرة حول عدم كفاءة وغباء قادتنا.
ولكن كما قالت صحيفة سبيكتا تور الكندية مؤخرا إذا حدث أن الولايات
المتحدة لا يديرها أغبياء "ينبغي على المرء الاستنتاج أن الفوضى والفقر
والحرب الأهلية في العالم الإسلامي، ليس نتائج غير مقصودة، بل هي بالضبط
أهداف السياسة الأمريكية...ا
كما في 11 أيلول التي أطلقت "الحرب على الإرهاب" فإن عدم الكفاءة هو
التفسير (المفضل)، لسيناريو الكابوس في العراق اليوم. ولكن خطة تقسيم
العراق عرقيا وطائفيا موجودة في سجلات منشورة. وإحياء لخطط صهيونية
مبكرة، دعا المجلس الأمريكي للعلاقات الخارجية مؤخرا لإنهاء "دولة العراق
غير الطبيعية" بحجة تنوعه ألاثني، يقولون أن العراق هو بناء مصطنع ومزيف
ونتاج قرارات استعمارية في بداية القرن العشرين. وهذا ينطبق على الكثير
من دول العالم ولكن مع ذلك تبنى الفكرة مجموعات من (خبراء) لا يحلمون
بمناقشة وضع إقليم كيبيك، أو ألباسك أو ايرلندة الشمالية. وبشكل نمطي،
اعتبر المحلل السياسي مايكل كلير مؤخرا أن العراق هو "دولة مفبركة من اجل
تسهيل الاستيلاء على النفط في المنطقة وأن البريطانيين خلقوا "مملكة
العراق" الخيالية بلصق ثلاثة أقاليم من الإمبراطورية العثمانية وانزلوا
عليها بالباراشوت ملكا مزيفا جاءوا به من البلاد التي أصبحت السعودية" .
وبقبوله منطق إدارة بوش الكاذب للاحتلال، عزا كلير المقاومة السنية بأنها
الرغبة في الحصول على حصة في عوائد النفط في التقسيم المستقبلي للبلاد.
وما لم يفكر فيه هو أن تكون المقاومة تتجاوز (السنة) أو أنها قائمة بسبب
الوطنية العراقية أو الحاجة إلى تقرير المصير...ا
إن السهولة التي يقرر بها الأكاديميون الغربيون إعادة تشكيل البلدان التي
يختارونها يعود إلى تراث الاستشراق المستمر. ففي أسلوب كلاسيكي يرجع إلى
القرن التاسع عشر، تقول الطبقة الثرثارة أن العراق، رغم تاريخ خمسة آلاف
سنة، لا يمكنه الآن من إدارة نفسه وهكذا فإن مصيره يجب أن تقرره قوى
خارجية. إن الدولة التي تماسكت وصمدت في 1991 خلال ستة أسابيع من اكبر
حملة قصف في التاريخ (التي حسب الأمم المتحدة أرجعت العراق إلى عصر ما
قبل الصناعة) واستمرت هذه البلاد في العيش والصمود لمدة 12 سنة من أقسى
واشمل عقوبات فرضت على شعب من الشعوب، أصبح الآن في خبر كان، كما يزعم
الخبراء الغربيون. ومن اجل تعزيز نظريتهم، يعاد بث أسطورة العداوات
الطائفية القديمة وحجة "التدخل الإنساني"، وتلقم للصحف ووسائل الإعلام
التي تنشرها بدون تحر أو فحص حقيقة الهجمات (الطائفية) أو حتى عرض وجهات
نظر العراقيين العاديين، الذين يلومون الاحتلال وصنيعته الحكومة في أحداث
الفوضى...ا
تفكيك العراق
بدأ التحضير للعراق مباشرة بعد العدوان في 1991 مع فرض مناطق حظر الطيران
في الشمال والجنوب، بمعاونة الإعلام الغربي الذي بدأ يتحدث عن البلاد
بصفتها ثلاثة أقسام معادية لبعضها البعض. لقد أقيم المسرح. أول خطوات
تنفيذ الخطة المدبرة لتدمير المجتمع العراقي كان بالنهب المنظم للمتاحف
(فقدت 170 ألف قطعة) وحرق المكتبات بعد 2003. كان هناك جانبان للنهب،
الأول عشوائي وفوري، والثاني هو التهريب المنظم للآثار من أوروك ونمرود
ونينوى ومسجد النبي يونس. السرقة كانت تحتاج إلى بُني تحتية لوجستية
مهيأة، في حين أن بيع الغنيمة صار سهلا بتدمير منظم لكل أرشيف وسجلات
المتاحف ، وحين نصح اول رئيس للاحتلال وهو الجنرال جي غارنر بالحفاظ على
الجيش العراقي وإقامة حكومة تحالف، أقاله وزير الدفاع رامسفيلد وجاء
بخلفه بول بريمر الذي حل الجيش والمؤسسات الوطنية المهمة إضافة إلى
"إضاعة" 9 بليون دولار من عائدات النفط العراقي . وقد شكل الجيش الدمية
(العميل) من المليشيات الكردية والشيعية، وهي حركة متعمدة خصيصا لزرع
بذور الطائفية . في هذه الإثناء بدأ قتلة مجهولون في اغتيال الأكاديميين
العراقيين لإفراغ البلاد من عقولها وبهذا منع العراق من المعافاة...ا
وحين نشطت جماعات المعارضة المسلحة في البلاد، حدثت سلسلة من الأحداث
التي تحمل طابع عمليات سرية مصممة لإذكاء الصراع الطائفي وتشويه المقاومة
العراقية . فيما يلي ملخص لأهم تلك الأحداث المريبة:
بعد 12 سنة من وجودها في العراق، تستهدف الأمم المتحدة
حين انفجرت شاحنة محملة بالمتفجرات عند مقر الأمم المتحدة بعد أربعة شهور
من الاحتلال، وقتلت فيمن قتلت المبعوث سيرجيو فيرا دي ميلو و 19 آخرين،
شخص بريمر المجرمين
كونهم احد اثنين
"أزلام صدام أو مقاتلون أجانب". ولكن على أية حال كان احمد الجلبي أحد
عناصر مجلس الحكم قد تسلم إنذارا قبل الهجوم بأسبوع، بأن "هدفا سهلا" سوف
يهاجم، ولكنه ليس "سلطة الائتلاف أو قوات التحالف" ولكن الأمم المتحدة
التي سحبت حمايتها في ذلك اليوم، لم تحذر.(صحيفة آسيا تيمز 20 آب
2003)...ا
كربلاء وبغـداد
في تشرين ثان 2003، والمقاومة تنزل الخسائر بقوات الاحتلال، بدأ الإعلام
والحكومة المؤقتة بقرع طبول غسيل دماغ طائفي. بعد أسابيع من التخويف بحرب
أهلية، حصلت تفجيرات منسقة قتلت 143 شيعيا في كربلاء وبغداد، ووضع اللوم
على "القاعدة" ولكن الصحفي روبرت فسك سأل السؤال البديهي "إذا كانت هناك
جماعة سنية عنيفة تريد أن تخرج الأمريكان من العراق، لماذا تريد أن
تستعدي السكان الشيعة ضدها وهم الأغلبية في العراق؟" لم يجب أحد، واستمرت
الهجمات غير المبررة...ا
الإسكندرية
في بداية شباط 2004 زعمت السلطات الأمريكية أنها حصلت على رسالة من
العراق تسأل "القاعدة" للمساعدة في صنع حرب أهلية. وتقريبا على الفور كما
لو انه تأكيد للرسالة، حدث انفجار قتل 50 من الشيعة في مدينة الإسكندرية.
أعلنت الاندبيندانت "الإرهابيون يشعلون حربا أهلية" مما يناقض أقوال سكان
المدينة الذين، بدون استثناء، وصفوا الانفجار على انه قصف جوي "سمعوا صوت
مروحية و وشيش صاروخ يهبط قبل الانفجار" والانفجار نفسه ترك حفرة عمقها
ثلاثة أمتار، وهو ما يتركه صاروخ وليس سيارة مفخخة (الاندبيندانت
11/2/2004)...ا
القاعدة في العراق
كما هو حال المنظمة الأم، لا شيء يبدو حقيقيا بالنسبة لهذه الجماعة حتى
2004، لم تنبس القاعدة وهي (سنية) بأي كلمة ضد الشيعة. ولكن فيما تتصاعد
المقاومة العراقية، طفا إلى السطح فجأة الأردني (الميت) أبو مصعب
ألزرقاوي وهو يدعو إلى الحرب ضد الشيعة (الكفار)، ومضى لشن حملة موازية
للهجوم على المدنيين بدلا من جيش الاحتلال . في السنوات التالية، أينما
أرادت القوات الأمريكية شن عدوان في العراق، كان يقال أن ألزرقاوي
"مختبئ" في تلك المنطقة، ودائما ينزلق من بين أيديهم ويهرب إلى منطقة
أخرى. في تشرين ثان 2004 دمرت الفلوجة وقتل الآلاف من أهلها ومع ذلك كانت
المراقبة الأمريكية من الشدة، بحيث أنها شاهدت ألزرقاوي بساقه الخشبية
يهرب من اليوم الأول! كان ألزرقاوي مثل سلاح دمار شامل متحرك يظهر عند
اللزوم. وبقيت قصته لا تصدق حتى النهاية، فإن الصورة التي بثت وهو مقتول،
تظهر جسدا خاليا من الإصابات إلا من بضعة خدوش بينما الرجل قتل بقنبلة
زنة 500 رطل.
نِك بيرغ ومارجريت حسن وفضيحة أبي غريب
في نيسان 2004، أصبحت الفلوجة المدينة المقاومة الأولى وتحت سيطرة
المقاومة، وفي نفس الوقت أثار الاضطهاد الأمريكي جيش المهدي في النجف
ووجدت الولايات المتحدة نفسها تشن حربا على جبهتين، وبرزت مظاهر التعاطف
بين السنة والشيعة حيث تجمع في 9 نيسان حوالي 200 ألف سني وشيعي للصلاة
في جامع سني في بغداد حيث حذر الخطيب من حرب أهلية يصنعها الاحتلال حتى
يطيل أمد بقائه. وقد خرجت إلى شوارع العالم احتجاجات على قصف الفلوجة، ثم
ظهرت صور التعذيب في أبي غريب مما قضى على البقية الباقية من مصداقية
أمريكا في العالم، ومن اجل مكافحة هذه الدعاية الضارة بدأت جماعات مقاتلة
غير معروفة تختطف الأجانب وتصدر فيديوات بشعة عن ذبح هؤلاء الرهائن . كان
اول ضحية هو رجل الأعمال نِك بيرغ وقيل أن ألزرقاوي هو الذي ذبحه بيده
ثأرا لما حدث في أبي غريب. ولكن وسائل الإعلام الخاصة والمستقلة جادلت في
صور الذبح وبعد فحص من قبل جراح طب شرعي مكسيكي اتضح أن الرجل في الصورة
كان ميتا بالفعل قبل الذبح...ا
مارجريت حسن عاشت في العراق 30 عاما ومتزوجة من عراقي وقد عملت طوال
حياتها في خدمة العراقيين ومعارضة العقوبات والغزو الأمريكي البريطاني،
وكانت تتحدث العربية جيدا مما يمكنها من الدفاع عن نفسها لو كانت الجماعة
التي خطفتها هي جماعة (مقاومة ) حقا، ولكن المجموعة التي خطفتها لم تصرح
عن نفسها ولم تطلب أية مطالب ولم تظهر معها على الفيديو واضعة أقنعة على
الوجوه أو ذكر آيات قرآنية، لاشيء. وفي حين أن كل النساء اللواتي خطفن
كان يطلق سراحهن فيما بعد حين يدرك الخاطفون أنهن لا علاقة لهن
بالاحتلال، ولكن ليس مارجريت حسن . ومع أن محكمة عراقية قد حكمت على
عراقي اسمه مصطفى سلمان الجبوري اتهم بتسهيل خطفها بالسجن مدى الحياة،
ولكن لا احد حتى الآن، تبنى اختطافها وقتلها...ا
خيار السلفادور
بعد وقت طويل من بدء ظهور أكوام الجثث على الأرصفة، ضحايا قتلة مجهولين،
نشرت مجلة نيوزويك خبرا عن خطة للبنتاغون لاستخدام فرق الموت المكافحة
للتمرد للقضاء على المقاومين العراقيين وأنصارهم. وتأكد ما يسمى "الخيار
السلفادوري" والذي أطلق نسبة لحملة مشابهة في أمريكا الوسطى في
الثمانينيات، بالتقارير التالية التي أشارت إلى تورط وزارة الداخلية
العراقية في فرق الموت. وفيما يتزايد عدد الضحايا، أبرز الإعلام السائد
الأخبار من زاوية متطرفي السنة يستهدفون مدنيين شيعة أبرياء. ولكن
الحقائق أظهرت قصة مختلفة. طبقا لتقرير من مركز الدراسات الإستراتيجية
والدولية، فإن أغلب هجمات المقاومة (75%) منها كانت موجهة إلى القوات
الأجنبية، وهي تتجاوز بكثير أي هجمات أخرى في المسح الذي رتبت فيه
الهجمات حسب العدد ونوع الهدف وأعداد القتلى والجرحى. وفي تناقض شديد عن
الصورة التي يقدمها الإعلام السائد، فإن الأهداف المدنية كانت تشكل 4.1%
من الهجمات فقط. وبعد خروج 300 ألف من جماهير الشيعة وهي اكبر مظاهرة في
بغداد منذ 1958 تساءل السيد جنيد علام "هل كان سيخرج إلى الشارع هذا
العدد من الشيعة احتجاجا على الاحتلال لو كانوا يعتقدون أن المقاومة
المسلحة التي يكثر فيها السنة كانت تهدف إلى قتلهم؟" (موقع left hook
بقلم م. جنيد علام في 18 نيسان 2005)...ا
السيارات المفخخة
شهد عام 2005 تصاعدا في عمليات السيارات المفخخة ومعظمها موجه إلى أهداف
مدنية . ورغم انه قيل أن شبكة ألزرقاوي لا تزيد عن 1000 شخص في العراق
ولكن يبدو كأن لديه معين لا ينضب من الرجال المستعدين للتضحية بأنفسهم
للجهاد. ولكن كان هناك تفسير آخر. (يأتي الكاتب بأمثلة عن قصص تفخيخ
الأمريكان لشاحنات يفتشونها ويدسون فيها عبوات دون أن يعلم صاحبها
ويرشدونه للذهاب إلى مناطق معينة ويفجرون الشاحنة عن البعد. يشير إلى
مصادر : مدونة د. عماد خدوري ومدونة ريفربيند) ...ا
القوات الخاصة البريطانية (ساس) في البصرة
يتحدث الكاتب عن واقعة الرجلين الذين يرتديان ثيابا عربية في مركبة محملة
بالمتفجرات واعتقالهما من قبل القوات العراقية ثم اقتحام القوات
البريطانية للسجن والإفراج عنهما...ا
أزمة الرهائن الكاذبة
في السنة الثالثة للاحتلال أصبحت خطط تدبير فوضى طائفية أكثر وضوحا. في
إحدى الوقائع أبلغت شرطة بغداد قادة جيش المهدي بان مسلحين قرب قرية
المدائن كانوا يحتجزون 150 مدني شيعي . وحين أرسل جيش المهدي مقاتلين إلى
تلك المنطقة للتفاوض لإطلاق سراحهم، أطلقت عليهم النار وفقدوا 25 رجلا
وقال مساعد في جيش المهدي "اعتقد أن هذا كان كمينا وإطلاق النار كان
كثيفا جدا"، مضيفا أن المهاجمين استخدموا قناصة وأسلحة آلية ثقيلة. ولم
يكن أهالي المنطقة على علم بأزمة الرهائن المفترضة ولم يكتشف أي رهائن
هناك...ا
سامراء والحرب الأهلية "ألا يمكن أن يكون هذا شيئا جيدا ؟"...ا
رغم أن غسيل الدماغ الطائفي كان مؤثرا بوضوح ولكن العراقيون استمروا في
طرد فكرة الحرب الأهلية. في أعقاب تفجير القبة الذهبية في سامراء، ارتفع
معدل القتل الطائفي في العراق إلى درجة كبيرة وكان المسئولون عن التفجير
كما شهد حراس الجامع يرتدون زيي الحرس الوطني حسب. والقوات المشتركة
العراقية الأمريكية التي كانت تقوم بدوريات في المنطقة المحيطة، ساعدوا
هجمات الميليشيا على مسجد سني في "رد فعل" مدبر مسبقا. كان رد فعل معظم
العراقيين العاديين مختلفا تماما. وطبقا لسامي رمضاني "لم تكن أي من
مسيرات الاحتجاج الفورية موجهة ضد الجوامع السنية . وقرب المسجد المفجر
نفسه، شارك السكان السنة مع الأقلية الشيعية في المدينة في إدانة
الاحتلال واتهموه بمسؤوليته عما حدث. في الكوت قامت مسيرة يقودها جيش
المهدي في حرق الإعلام الأمريكية والإسرائيلية. في مدينة الصدر ببغداد
خرجت مسيرة هائلة ضد الاحتلال. ولكن الإعلام الغربي استمر في التشبث بكل
واقعة منفردة كدليل على تفكك اجتماعي لا يمكن علاجه. وقد كتب دانيال
بيابس شاعرا بالارتياح لأن الصراع الطائفي يقلل الهجمات على القوات
الأمريكية حيث يقاتل العراقيون بعضهم بعضا. ثم بثت شبكة فوكس للأنباء
تصريحاته بعنوان على الشاشة يقول "اللجوء للحرب الأهلية ؟ حرب أهلية
شاملة في العراق. هل يمكن أن تكون شيئا جيدا ؟"...ا
التـاريخ باعتباره سـرا
مفتاح تبرير الهجمة الاستعمارية على العراق هو إنتاج لا ينقطع من
الأكاذيب. والصهيوني توماس فريدمان شبه عراق صدام بما كانت عليه ألاباما
من تفرقة عنصرية أيام شنق السود على الأشجار، حيث كان يعتبر الشيعة
والأكراد في منزلة اقل من البشر. ولم يفكر فريدمان أثناء تحليله في
الإشارة إلى حقيقة أن وزير الصحة كان كرديا وأن اثنان من الشيعة شغلا
منصب رئيس الوزراء (سعدون حمادي ومحمد الزبيدي) أو أن نائب الرئيس كان
مسيحيا. في واقع الأمر أن العراقيين كانوا نادرا ما يسألون عن ديانة أو
عرق القادة والمسئولين. لم يكن ذلك مما يهمهم...ا
في أثناء ذلك كانت الإشاعات تجد صدى لدى منظمات (حقوق الإنسان) حول قيام
النظام العراقي بقتل 70 ألف إنسان كل سنة بدون أن يلاحظ احد. ولكن رغم كل
ما يقال عن النظام، فإن الزائر الذي كان يمر في بغداد في التسعينيات لم
يكن يرى دبابات أو مفخخات أو اختطافات أو ضربات جوية أو نقص في الوقود أو
الكهرباء أو معسكرات اعتقال كبيرة . وكما قال مايك وتني "لم يكن لصدام
نية تفكيك الدولة والجيش والمؤسسات المدنية، ولا نهب المتاحف أو قتل
المدرسين والمفكرين، أو التطهير العرقي للمسحيين والسنة، أو إثارة العنف
بين المذاهب. لم يكن لصدام خطط زيادة سوء التغذية ولا تخفيض تدفق الماء
النظيف ولا قطع الكهرباء أو إزالة شبكة الحماية الاجتماعية زيادة الفقر
والبطالة، أو وضع العراقي ضد العراقي في معركة ضارية للبقاء. لم يتبن
صدام نظرية المحافظين الجدد حول الدمار الخلاق، التي دفعت بشعب كامل إلى
الفوضى بتخريب النسيج الاجتماعي العراقي وأدت بالناس إلى اللجوء إلى
الميليشيات من اجل أمانهم. "...ا
إن الحقيقة هي أن اقتراب ذروة الإنتاج النفطي العالمي تهدد في إضعاف
القوة الأمريكية ومن هنا لم يكن يسمح لعراق صدام، وهي دولة نفطية غنية
ومستقلة في أهم بقعة إستراتيجية في العالم أن تستمر في البقاء. ولكن
المقاومة الشرسة للاحتلال أجبرت الولايات المتحدة إلى اللجوء إلى خطتها
البديلة (رسميا لم يكن لديها خطة بديلة) . في هذه الخطة يحدث شيء مثل
الخطة التي اقترحها عوديد ينون لبلقنة البلاد. ينبغي تفكيك الدول
المستقلة القائمة، إلى دويلات ضعيفة اقرب إلى المحميات. التفاصيل قد
تختلف ولكن تفكيك يوغسلافيا خدم بدون شك كنموذج. كتبت ديانا جونستون "في
التسعينيات لم يعد المجتمع الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة مهتما
ببناء الأمم، بل أن تدمير الدول كان هو الشكل المناسب للتوافق مع متطلبات
العولمة الاقتصادية (كتاب "حرب الأغبياء الصليبية: يوغسلافيا والناتو
وأوهام الغرب" للكاتبة ديانا جونستون 2002). ومن اجل هذه الغاية،ـ في
العراق كما في يوغسلافيا، تحالفت الولايات المتحدة مع "مفككي الدول" و
زعماء الطائفية، وهي تنادي علنا باحترامها للسيادة الوطنية. ومن إزالة أي
سوء فهم، أوضح منظرو المحافظين الجدد بقولهم "التوترات الطائفية
"الطبيعية" سوف تتصاعد في غياب دولة قمعية لإخضاعهم. ولهذا السبب، وتحت
قيادتهم الحميدة (المحافظين الجدد) سوف يترك العراق ليتحلل إلى مكوناته
الإثنية...ا
العـراق يقـاوم
بعد قصف العراق في 1991، كان إعلان جورج بوش الأب عن "نظام عالمي جديد"
من الهيمنة الأمريكية، تبنت منابر السياسة الخارجية، فكرة إلغاء الدول.
في الواقع، إن فرض نموذج التقدم الغربي على العالم بعد الحرب العالمية
الثانية هو الذي أنهى استقلال الدول التقليدي. الإيديولوجية (الجديدة)
كانت ببساطة الاعتراف بالحقائق على الأرض. بعد انهيار الاتحاد السوفيتي،
توقع دعاة فكرة الـ لا دولة وهم يحتفلون بذلك الانهيار، اقتراب (نهاية
التاريخ) الذي سيرى كل شعوب العالم تندمج في حياة استهلاكية رأسمالية
مدينيه معلومة. وهكذا فإن "التنوع الفوضوي للثقافات والقيم والمعتقدات
التي كانت سببا للصراعات في الماضي" سوف تزول بعملية التوحد السياسي
والثقافي. مازال الوقت مبكرا لتخمين نهاية لهذه الرؤية الهاذية، ولكن في
كل أنحاء العالم، يكافح الناس لصنع مستقبلهم، بدون الاستماع إلى نصيحة
الصفوة المتفوقة. في العراق، الوعي بالصورة الكبيرة اكبر منه في أي مكان
آخر. ولهذا لم يتحقق الانهيار في صراع طائفي شامل. وبينما تتصاعد
المقاومة المسلحة في صراعها ضد الولايات المتحدة فهي أيضا تواجه
الإرهابيين الجهاديين السلفيين، وهناك حلية تعلق في الرقبة أصبحت شديدة
الرواج بين العراقيين تراها على الأرصفة وفي التلفزيون في أعناق المذيعات
وهن يقرأن نشرة الأخبار، الحلية بشكل خارطة العراق...ا
وحين بثت محطات التلفزيون صور الشباب الذي يحمل الكلاشينكوف ويقف كتفا
لكتف في مواجهة اقوي جيش في العراق في الفلوجة، كانت الصور ترمز لمقاومة
أسطورية. ولكن إلى جانب المقاومة المسلحة، فإن الصحفيين والمفكرين
والنقابات والعراقيين من كل الطبقات وكل في مجاله، يواجهون الهيمنة
العسكرية الشركاتية...ا
وعلى كل إنسان ذي ضمير أن ينضم إليهم...ا
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة
بل عن راي الكاتب فقط
بموقفه المناهض للعنصرية الصهيونية وللشوڤينية اليهودية وللدور الذي
تلعبه المنظمات اليهودية الداعمة للكيان الصهيوني ووسائل الإعلام التي
تملكها أو توجِّهها لغسل الأدمغة وتزوير الحقائق. وبسبب مواقفه تتهمه
المنظمات الصهيونية بمعاداة الصهيونية، وقد ترجم العديد من كتبه إلى
العربية، ولكن بلدا مثل فرنسا منع كتبه وحاكم ناشره
في هذه المقالة يشرح الكاتب ماذا أرادت أمريكا من العراق ؟وكيف تعمل على
تفكيكه ؟، ولماذا؟
بقلم : إسرائيل شامير
بيارق مزيفة، قـذرة، وتفكيك العـراق
ينحدر المجتمع العراقي شيئا فشيئا إلى الفوضى، والكوميديات وكتاب السخرية
والمعلقون من كل الأنواع أثاروا ضجة كبيرة حول عدم كفاءة وغباء قادتنا.
ولكن كما قالت صحيفة سبيكتا تور الكندية مؤخرا إذا حدث أن الولايات
المتحدة لا يديرها أغبياء "ينبغي على المرء الاستنتاج أن الفوضى والفقر
والحرب الأهلية في العالم الإسلامي، ليس نتائج غير مقصودة، بل هي بالضبط
أهداف السياسة الأمريكية...ا
كما في 11 أيلول التي أطلقت "الحرب على الإرهاب" فإن عدم الكفاءة هو
التفسير (المفضل)، لسيناريو الكابوس في العراق اليوم. ولكن خطة تقسيم
العراق عرقيا وطائفيا موجودة في سجلات منشورة. وإحياء لخطط صهيونية
مبكرة، دعا المجلس الأمريكي للعلاقات الخارجية مؤخرا لإنهاء "دولة العراق
غير الطبيعية" بحجة تنوعه ألاثني، يقولون أن العراق هو بناء مصطنع ومزيف
ونتاج قرارات استعمارية في بداية القرن العشرين. وهذا ينطبق على الكثير
من دول العالم ولكن مع ذلك تبنى الفكرة مجموعات من (خبراء) لا يحلمون
بمناقشة وضع إقليم كيبيك، أو ألباسك أو ايرلندة الشمالية. وبشكل نمطي،
اعتبر المحلل السياسي مايكل كلير مؤخرا أن العراق هو "دولة مفبركة من اجل
تسهيل الاستيلاء على النفط في المنطقة وأن البريطانيين خلقوا "مملكة
العراق" الخيالية بلصق ثلاثة أقاليم من الإمبراطورية العثمانية وانزلوا
عليها بالباراشوت ملكا مزيفا جاءوا به من البلاد التي أصبحت السعودية" .
وبقبوله منطق إدارة بوش الكاذب للاحتلال، عزا كلير المقاومة السنية بأنها
الرغبة في الحصول على حصة في عوائد النفط في التقسيم المستقبلي للبلاد.
وما لم يفكر فيه هو أن تكون المقاومة تتجاوز (السنة) أو أنها قائمة بسبب
الوطنية العراقية أو الحاجة إلى تقرير المصير...ا
إن السهولة التي يقرر بها الأكاديميون الغربيون إعادة تشكيل البلدان التي
يختارونها يعود إلى تراث الاستشراق المستمر. ففي أسلوب كلاسيكي يرجع إلى
القرن التاسع عشر، تقول الطبقة الثرثارة أن العراق، رغم تاريخ خمسة آلاف
سنة، لا يمكنه الآن من إدارة نفسه وهكذا فإن مصيره يجب أن تقرره قوى
خارجية. إن الدولة التي تماسكت وصمدت في 1991 خلال ستة أسابيع من اكبر
حملة قصف في التاريخ (التي حسب الأمم المتحدة أرجعت العراق إلى عصر ما
قبل الصناعة) واستمرت هذه البلاد في العيش والصمود لمدة 12 سنة من أقسى
واشمل عقوبات فرضت على شعب من الشعوب، أصبح الآن في خبر كان، كما يزعم
الخبراء الغربيون. ومن اجل تعزيز نظريتهم، يعاد بث أسطورة العداوات
الطائفية القديمة وحجة "التدخل الإنساني"، وتلقم للصحف ووسائل الإعلام
التي تنشرها بدون تحر أو فحص حقيقة الهجمات (الطائفية) أو حتى عرض وجهات
نظر العراقيين العاديين، الذين يلومون الاحتلال وصنيعته الحكومة في أحداث
الفوضى...ا
تفكيك العراق
بدأ التحضير للعراق مباشرة بعد العدوان في 1991 مع فرض مناطق حظر الطيران
في الشمال والجنوب، بمعاونة الإعلام الغربي الذي بدأ يتحدث عن البلاد
بصفتها ثلاثة أقسام معادية لبعضها البعض. لقد أقيم المسرح. أول خطوات
تنفيذ الخطة المدبرة لتدمير المجتمع العراقي كان بالنهب المنظم للمتاحف
(فقدت 170 ألف قطعة) وحرق المكتبات بعد 2003. كان هناك جانبان للنهب،
الأول عشوائي وفوري، والثاني هو التهريب المنظم للآثار من أوروك ونمرود
ونينوى ومسجد النبي يونس. السرقة كانت تحتاج إلى بُني تحتية لوجستية
مهيأة، في حين أن بيع الغنيمة صار سهلا بتدمير منظم لكل أرشيف وسجلات
المتاحف ، وحين نصح اول رئيس للاحتلال وهو الجنرال جي غارنر بالحفاظ على
الجيش العراقي وإقامة حكومة تحالف، أقاله وزير الدفاع رامسفيلد وجاء
بخلفه بول بريمر الذي حل الجيش والمؤسسات الوطنية المهمة إضافة إلى
"إضاعة" 9 بليون دولار من عائدات النفط العراقي . وقد شكل الجيش الدمية
(العميل) من المليشيات الكردية والشيعية، وهي حركة متعمدة خصيصا لزرع
بذور الطائفية . في هذه الإثناء بدأ قتلة مجهولون في اغتيال الأكاديميين
العراقيين لإفراغ البلاد من عقولها وبهذا منع العراق من المعافاة...ا
وحين نشطت جماعات المعارضة المسلحة في البلاد، حدثت سلسلة من الأحداث
التي تحمل طابع عمليات سرية مصممة لإذكاء الصراع الطائفي وتشويه المقاومة
العراقية . فيما يلي ملخص لأهم تلك الأحداث المريبة:
بعد 12 سنة من وجودها في العراق، تستهدف الأمم المتحدة
حين انفجرت شاحنة محملة بالمتفجرات عند مقر الأمم المتحدة بعد أربعة شهور
من الاحتلال، وقتلت فيمن قتلت المبعوث سيرجيو فيرا دي ميلو و 19 آخرين،
شخص بريمر المجرمين
كونهم احد اثنين
"أزلام صدام أو مقاتلون أجانب". ولكن على أية حال كان احمد الجلبي أحد
عناصر مجلس الحكم قد تسلم إنذارا قبل الهجوم بأسبوع، بأن "هدفا سهلا" سوف
يهاجم، ولكنه ليس "سلطة الائتلاف أو قوات التحالف" ولكن الأمم المتحدة
التي سحبت حمايتها في ذلك اليوم، لم تحذر.(صحيفة آسيا تيمز 20 آب
2003)...ا
كربلاء وبغـداد
في تشرين ثان 2003، والمقاومة تنزل الخسائر بقوات الاحتلال، بدأ الإعلام
والحكومة المؤقتة بقرع طبول غسيل دماغ طائفي. بعد أسابيع من التخويف بحرب
أهلية، حصلت تفجيرات منسقة قتلت 143 شيعيا في كربلاء وبغداد، ووضع اللوم
على "القاعدة" ولكن الصحفي روبرت فسك سأل السؤال البديهي "إذا كانت هناك
جماعة سنية عنيفة تريد أن تخرج الأمريكان من العراق، لماذا تريد أن
تستعدي السكان الشيعة ضدها وهم الأغلبية في العراق؟" لم يجب أحد، واستمرت
الهجمات غير المبررة...ا
الإسكندرية
في بداية شباط 2004 زعمت السلطات الأمريكية أنها حصلت على رسالة من
العراق تسأل "القاعدة" للمساعدة في صنع حرب أهلية. وتقريبا على الفور كما
لو انه تأكيد للرسالة، حدث انفجار قتل 50 من الشيعة في مدينة الإسكندرية.
أعلنت الاندبيندانت "الإرهابيون يشعلون حربا أهلية" مما يناقض أقوال سكان
المدينة الذين، بدون استثناء، وصفوا الانفجار على انه قصف جوي "سمعوا صوت
مروحية و وشيش صاروخ يهبط قبل الانفجار" والانفجار نفسه ترك حفرة عمقها
ثلاثة أمتار، وهو ما يتركه صاروخ وليس سيارة مفخخة (الاندبيندانت
11/2/2004)...ا
القاعدة في العراق
كما هو حال المنظمة الأم، لا شيء يبدو حقيقيا بالنسبة لهذه الجماعة حتى
2004، لم تنبس القاعدة وهي (سنية) بأي كلمة ضد الشيعة. ولكن فيما تتصاعد
المقاومة العراقية، طفا إلى السطح فجأة الأردني (الميت) أبو مصعب
ألزرقاوي وهو يدعو إلى الحرب ضد الشيعة (الكفار)، ومضى لشن حملة موازية
للهجوم على المدنيين بدلا من جيش الاحتلال . في السنوات التالية، أينما
أرادت القوات الأمريكية شن عدوان في العراق، كان يقال أن ألزرقاوي
"مختبئ" في تلك المنطقة، ودائما ينزلق من بين أيديهم ويهرب إلى منطقة
أخرى. في تشرين ثان 2004 دمرت الفلوجة وقتل الآلاف من أهلها ومع ذلك كانت
المراقبة الأمريكية من الشدة، بحيث أنها شاهدت ألزرقاوي بساقه الخشبية
يهرب من اليوم الأول! كان ألزرقاوي مثل سلاح دمار شامل متحرك يظهر عند
اللزوم. وبقيت قصته لا تصدق حتى النهاية، فإن الصورة التي بثت وهو مقتول،
تظهر جسدا خاليا من الإصابات إلا من بضعة خدوش بينما الرجل قتل بقنبلة
زنة 500 رطل.
نِك بيرغ ومارجريت حسن وفضيحة أبي غريب
في نيسان 2004، أصبحت الفلوجة المدينة المقاومة الأولى وتحت سيطرة
المقاومة، وفي نفس الوقت أثار الاضطهاد الأمريكي جيش المهدي في النجف
ووجدت الولايات المتحدة نفسها تشن حربا على جبهتين، وبرزت مظاهر التعاطف
بين السنة والشيعة حيث تجمع في 9 نيسان حوالي 200 ألف سني وشيعي للصلاة
في جامع سني في بغداد حيث حذر الخطيب من حرب أهلية يصنعها الاحتلال حتى
يطيل أمد بقائه. وقد خرجت إلى شوارع العالم احتجاجات على قصف الفلوجة، ثم
ظهرت صور التعذيب في أبي غريب مما قضى على البقية الباقية من مصداقية
أمريكا في العالم، ومن اجل مكافحة هذه الدعاية الضارة بدأت جماعات مقاتلة
غير معروفة تختطف الأجانب وتصدر فيديوات بشعة عن ذبح هؤلاء الرهائن . كان
اول ضحية هو رجل الأعمال نِك بيرغ وقيل أن ألزرقاوي هو الذي ذبحه بيده
ثأرا لما حدث في أبي غريب. ولكن وسائل الإعلام الخاصة والمستقلة جادلت في
صور الذبح وبعد فحص من قبل جراح طب شرعي مكسيكي اتضح أن الرجل في الصورة
كان ميتا بالفعل قبل الذبح...ا
مارجريت حسن عاشت في العراق 30 عاما ومتزوجة من عراقي وقد عملت طوال
حياتها في خدمة العراقيين ومعارضة العقوبات والغزو الأمريكي البريطاني،
وكانت تتحدث العربية جيدا مما يمكنها من الدفاع عن نفسها لو كانت الجماعة
التي خطفتها هي جماعة (مقاومة ) حقا، ولكن المجموعة التي خطفتها لم تصرح
عن نفسها ولم تطلب أية مطالب ولم تظهر معها على الفيديو واضعة أقنعة على
الوجوه أو ذكر آيات قرآنية، لاشيء. وفي حين أن كل النساء اللواتي خطفن
كان يطلق سراحهن فيما بعد حين يدرك الخاطفون أنهن لا علاقة لهن
بالاحتلال، ولكن ليس مارجريت حسن . ومع أن محكمة عراقية قد حكمت على
عراقي اسمه مصطفى سلمان الجبوري اتهم بتسهيل خطفها بالسجن مدى الحياة،
ولكن لا احد حتى الآن، تبنى اختطافها وقتلها...ا
خيار السلفادور
بعد وقت طويل من بدء ظهور أكوام الجثث على الأرصفة، ضحايا قتلة مجهولين،
نشرت مجلة نيوزويك خبرا عن خطة للبنتاغون لاستخدام فرق الموت المكافحة
للتمرد للقضاء على المقاومين العراقيين وأنصارهم. وتأكد ما يسمى "الخيار
السلفادوري" والذي أطلق نسبة لحملة مشابهة في أمريكا الوسطى في
الثمانينيات، بالتقارير التالية التي أشارت إلى تورط وزارة الداخلية
العراقية في فرق الموت. وفيما يتزايد عدد الضحايا، أبرز الإعلام السائد
الأخبار من زاوية متطرفي السنة يستهدفون مدنيين شيعة أبرياء. ولكن
الحقائق أظهرت قصة مختلفة. طبقا لتقرير من مركز الدراسات الإستراتيجية
والدولية، فإن أغلب هجمات المقاومة (75%) منها كانت موجهة إلى القوات
الأجنبية، وهي تتجاوز بكثير أي هجمات أخرى في المسح الذي رتبت فيه
الهجمات حسب العدد ونوع الهدف وأعداد القتلى والجرحى. وفي تناقض شديد عن
الصورة التي يقدمها الإعلام السائد، فإن الأهداف المدنية كانت تشكل 4.1%
من الهجمات فقط. وبعد خروج 300 ألف من جماهير الشيعة وهي اكبر مظاهرة في
بغداد منذ 1958 تساءل السيد جنيد علام "هل كان سيخرج إلى الشارع هذا
العدد من الشيعة احتجاجا على الاحتلال لو كانوا يعتقدون أن المقاومة
المسلحة التي يكثر فيها السنة كانت تهدف إلى قتلهم؟" (موقع left hook
بقلم م. جنيد علام في 18 نيسان 2005)...ا
السيارات المفخخة
شهد عام 2005 تصاعدا في عمليات السيارات المفخخة ومعظمها موجه إلى أهداف
مدنية . ورغم انه قيل أن شبكة ألزرقاوي لا تزيد عن 1000 شخص في العراق
ولكن يبدو كأن لديه معين لا ينضب من الرجال المستعدين للتضحية بأنفسهم
للجهاد. ولكن كان هناك تفسير آخر. (يأتي الكاتب بأمثلة عن قصص تفخيخ
الأمريكان لشاحنات يفتشونها ويدسون فيها عبوات دون أن يعلم صاحبها
ويرشدونه للذهاب إلى مناطق معينة ويفجرون الشاحنة عن البعد. يشير إلى
مصادر : مدونة د. عماد خدوري ومدونة ريفربيند) ...ا
القوات الخاصة البريطانية (ساس) في البصرة
يتحدث الكاتب عن واقعة الرجلين الذين يرتديان ثيابا عربية في مركبة محملة
بالمتفجرات واعتقالهما من قبل القوات العراقية ثم اقتحام القوات
البريطانية للسجن والإفراج عنهما...ا
أزمة الرهائن الكاذبة
في السنة الثالثة للاحتلال أصبحت خطط تدبير فوضى طائفية أكثر وضوحا. في
إحدى الوقائع أبلغت شرطة بغداد قادة جيش المهدي بان مسلحين قرب قرية
المدائن كانوا يحتجزون 150 مدني شيعي . وحين أرسل جيش المهدي مقاتلين إلى
تلك المنطقة للتفاوض لإطلاق سراحهم، أطلقت عليهم النار وفقدوا 25 رجلا
وقال مساعد في جيش المهدي "اعتقد أن هذا كان كمينا وإطلاق النار كان
كثيفا جدا"، مضيفا أن المهاجمين استخدموا قناصة وأسلحة آلية ثقيلة. ولم
يكن أهالي المنطقة على علم بأزمة الرهائن المفترضة ولم يكتشف أي رهائن
هناك...ا
سامراء والحرب الأهلية "ألا يمكن أن يكون هذا شيئا جيدا ؟"...ا
رغم أن غسيل الدماغ الطائفي كان مؤثرا بوضوح ولكن العراقيون استمروا في
طرد فكرة الحرب الأهلية. في أعقاب تفجير القبة الذهبية في سامراء، ارتفع
معدل القتل الطائفي في العراق إلى درجة كبيرة وكان المسئولون عن التفجير
كما شهد حراس الجامع يرتدون زيي الحرس الوطني حسب. والقوات المشتركة
العراقية الأمريكية التي كانت تقوم بدوريات في المنطقة المحيطة، ساعدوا
هجمات الميليشيا على مسجد سني في "رد فعل" مدبر مسبقا. كان رد فعل معظم
العراقيين العاديين مختلفا تماما. وطبقا لسامي رمضاني "لم تكن أي من
مسيرات الاحتجاج الفورية موجهة ضد الجوامع السنية . وقرب المسجد المفجر
نفسه، شارك السكان السنة مع الأقلية الشيعية في المدينة في إدانة
الاحتلال واتهموه بمسؤوليته عما حدث. في الكوت قامت مسيرة يقودها جيش
المهدي في حرق الإعلام الأمريكية والإسرائيلية. في مدينة الصدر ببغداد
خرجت مسيرة هائلة ضد الاحتلال. ولكن الإعلام الغربي استمر في التشبث بكل
واقعة منفردة كدليل على تفكك اجتماعي لا يمكن علاجه. وقد كتب دانيال
بيابس شاعرا بالارتياح لأن الصراع الطائفي يقلل الهجمات على القوات
الأمريكية حيث يقاتل العراقيون بعضهم بعضا. ثم بثت شبكة فوكس للأنباء
تصريحاته بعنوان على الشاشة يقول "اللجوء للحرب الأهلية ؟ حرب أهلية
شاملة في العراق. هل يمكن أن تكون شيئا جيدا ؟"...ا
التـاريخ باعتباره سـرا
مفتاح تبرير الهجمة الاستعمارية على العراق هو إنتاج لا ينقطع من
الأكاذيب. والصهيوني توماس فريدمان شبه عراق صدام بما كانت عليه ألاباما
من تفرقة عنصرية أيام شنق السود على الأشجار، حيث كان يعتبر الشيعة
والأكراد في منزلة اقل من البشر. ولم يفكر فريدمان أثناء تحليله في
الإشارة إلى حقيقة أن وزير الصحة كان كرديا وأن اثنان من الشيعة شغلا
منصب رئيس الوزراء (سعدون حمادي ومحمد الزبيدي) أو أن نائب الرئيس كان
مسيحيا. في واقع الأمر أن العراقيين كانوا نادرا ما يسألون عن ديانة أو
عرق القادة والمسئولين. لم يكن ذلك مما يهمهم...ا
في أثناء ذلك كانت الإشاعات تجد صدى لدى منظمات (حقوق الإنسان) حول قيام
النظام العراقي بقتل 70 ألف إنسان كل سنة بدون أن يلاحظ احد. ولكن رغم كل
ما يقال عن النظام، فإن الزائر الذي كان يمر في بغداد في التسعينيات لم
يكن يرى دبابات أو مفخخات أو اختطافات أو ضربات جوية أو نقص في الوقود أو
الكهرباء أو معسكرات اعتقال كبيرة . وكما قال مايك وتني "لم يكن لصدام
نية تفكيك الدولة والجيش والمؤسسات المدنية، ولا نهب المتاحف أو قتل
المدرسين والمفكرين، أو التطهير العرقي للمسحيين والسنة، أو إثارة العنف
بين المذاهب. لم يكن لصدام خطط زيادة سوء التغذية ولا تخفيض تدفق الماء
النظيف ولا قطع الكهرباء أو إزالة شبكة الحماية الاجتماعية زيادة الفقر
والبطالة، أو وضع العراقي ضد العراقي في معركة ضارية للبقاء. لم يتبن
صدام نظرية المحافظين الجدد حول الدمار الخلاق، التي دفعت بشعب كامل إلى
الفوضى بتخريب النسيج الاجتماعي العراقي وأدت بالناس إلى اللجوء إلى
الميليشيات من اجل أمانهم. "...ا
إن الحقيقة هي أن اقتراب ذروة الإنتاج النفطي العالمي تهدد في إضعاف
القوة الأمريكية ومن هنا لم يكن يسمح لعراق صدام، وهي دولة نفطية غنية
ومستقلة في أهم بقعة إستراتيجية في العالم أن تستمر في البقاء. ولكن
المقاومة الشرسة للاحتلال أجبرت الولايات المتحدة إلى اللجوء إلى خطتها
البديلة (رسميا لم يكن لديها خطة بديلة) . في هذه الخطة يحدث شيء مثل
الخطة التي اقترحها عوديد ينون لبلقنة البلاد. ينبغي تفكيك الدول
المستقلة القائمة، إلى دويلات ضعيفة اقرب إلى المحميات. التفاصيل قد
تختلف ولكن تفكيك يوغسلافيا خدم بدون شك كنموذج. كتبت ديانا جونستون "في
التسعينيات لم يعد المجتمع الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة مهتما
ببناء الأمم، بل أن تدمير الدول كان هو الشكل المناسب للتوافق مع متطلبات
العولمة الاقتصادية (كتاب "حرب الأغبياء الصليبية: يوغسلافيا والناتو
وأوهام الغرب" للكاتبة ديانا جونستون 2002). ومن اجل هذه الغاية،ـ في
العراق كما في يوغسلافيا، تحالفت الولايات المتحدة مع "مفككي الدول" و
زعماء الطائفية، وهي تنادي علنا باحترامها للسيادة الوطنية. ومن إزالة أي
سوء فهم، أوضح منظرو المحافظين الجدد بقولهم "التوترات الطائفية
"الطبيعية" سوف تتصاعد في غياب دولة قمعية لإخضاعهم. ولهذا السبب، وتحت
قيادتهم الحميدة (المحافظين الجدد) سوف يترك العراق ليتحلل إلى مكوناته
الإثنية...ا
العـراق يقـاوم
بعد قصف العراق في 1991، كان إعلان جورج بوش الأب عن "نظام عالمي جديد"
من الهيمنة الأمريكية، تبنت منابر السياسة الخارجية، فكرة إلغاء الدول.
في الواقع، إن فرض نموذج التقدم الغربي على العالم بعد الحرب العالمية
الثانية هو الذي أنهى استقلال الدول التقليدي. الإيديولوجية (الجديدة)
كانت ببساطة الاعتراف بالحقائق على الأرض. بعد انهيار الاتحاد السوفيتي،
توقع دعاة فكرة الـ لا دولة وهم يحتفلون بذلك الانهيار، اقتراب (نهاية
التاريخ) الذي سيرى كل شعوب العالم تندمج في حياة استهلاكية رأسمالية
مدينيه معلومة. وهكذا فإن "التنوع الفوضوي للثقافات والقيم والمعتقدات
التي كانت سببا للصراعات في الماضي" سوف تزول بعملية التوحد السياسي
والثقافي. مازال الوقت مبكرا لتخمين نهاية لهذه الرؤية الهاذية، ولكن في
كل أنحاء العالم، يكافح الناس لصنع مستقبلهم، بدون الاستماع إلى نصيحة
الصفوة المتفوقة. في العراق، الوعي بالصورة الكبيرة اكبر منه في أي مكان
آخر. ولهذا لم يتحقق الانهيار في صراع طائفي شامل. وبينما تتصاعد
المقاومة المسلحة في صراعها ضد الولايات المتحدة فهي أيضا تواجه
الإرهابيين الجهاديين السلفيين، وهناك حلية تعلق في الرقبة أصبحت شديدة
الرواج بين العراقيين تراها على الأرصفة وفي التلفزيون في أعناق المذيعات
وهن يقرأن نشرة الأخبار، الحلية بشكل خارطة العراق...ا
وحين بثت محطات التلفزيون صور الشباب الذي يحمل الكلاشينكوف ويقف كتفا
لكتف في مواجهة اقوي جيش في العراق في الفلوجة، كانت الصور ترمز لمقاومة
أسطورية. ولكن إلى جانب المقاومة المسلحة، فإن الصحفيين والمفكرين
والنقابات والعراقيين من كل الطبقات وكل في مجاله، يواجهون الهيمنة
العسكرية الشركاتية...ا
وعلى كل إنسان ذي ضمير أن ينضم إليهم...ا
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة
بل عن راي الكاتب فقط
المراحل التي مرَّ بها العراق في تأريخه الحديث .. حمزة الكرعاوي
الزمن الرديء في زمن الاحتلالات المركبة ، نسمع يوميا من يتباهى بالرذيلة ، ومن يغالط نفسه ويناقضها في نفس الوقت .
العملية الاحتلالية المسخ في العراق باطلة من دستورها الى برلمانها ، الدستور متعدد النسخ ، النسخة الانكليزية تختلف عن العربية وكاتبه الامريكي نوح فليدمان ، والذي باركه الحاخام الصهيوني علي السجستاني .
يطل علينا عبر شاشات التلفزة كثير من الابواق التي لاتستحي ولاتخجل ، ومن أقوال هؤلاء أن مرجعيتهم الفاسدة السيستانية ، لعبت دورا في دفع العراقيين الى مهزلة الانتخابات ، لكن هذه المرجعية عندما رأت الصراع احتدم بين الاحزاب التي باركت لها سرقاتها تنحت ونأت بنفسها .
كيف دفعت الناس الى الهاوية وكيف تنآى بنفسها ؟.
ماهو واجب المرجع في زمن المحن ، وزمن انتهاك المقدسات والاعراض ، وبأي شيء رجعت الامة لهؤلاء الاصنام ؟.
الحمد لله رب العالمين قد نطق صنم من الاصنام الاربعة وظهر على شاشة الفيحاء ليفضحه لسانه وتنكشف حقيقته انه لايملك علما وهو رجل بسيط لكن اريد له ان يكون في الواجهة ، وهو محمد سعيد الحكيم وانكشف ما كان نعرفه ان هؤلاء ليسوا مراجع تقليد .
المرجعية التي ادعت انها تستنبط الحكم الشرعي من مصادره الاربعة ، لتصل الى حاكمية الله ، تدفع بجماهيرها الى الديمقراطية الامريكية الاحتلالية ، السؤال : هل فشلت هذه المرجعية في الوصول الى حاكمية الله ، أم أنها تخفت خلف الدين كذبا وزورا ، والامر كما قلنا أن هؤلاء حاخامات صهاينة ولاعلاقة لهم بالاسلام والمذهب لا من قريب ولا من بعيد ، وتصرفاتهم تدلل على عمالتهم وحاخاميتهم .
ماعلاقة رجل الدين بالديمقراطية التي هي حاكمية الانسان ، تظافرت جهود تجار أوربا ومثقفيها ضد سلطة الكنيسة ومحاكم التفتيش ، لكن الذي جرى في العراق هرول رجل الدين الذي ادعى حاكمية الله الى حاكمية الانسان ( الديمقراطية ) ولا أحد يستطيع أن يوقفه ويقول له : ماعلاقتك بحاكمية الانسان التي هي الديمقراطية ؟.
هل وجدت خللا في الاسلام وبعد عقود من الزمن نزعت جلدك وتحولت الى ديمقراطي ، أم هناك أمر أخر وهو السيطرة على سلاح الفتوى من قبل المحتل الامريكي ؟.
مرت الدولة العراقية الحديثة بمراحل نستطيع ايجازها في هذا المقال البسيط :
الاولى : مرحلة الاحتلال الانكليزي عام 1914 الى 1920 وكان الزعيم الروحي لتلك الفترة هو الحاخام الصهيوني ( محمد كاظم اليزدي ) سيستاني ثورة العشرين ، حيث سمح للانكليز ان يدكوا مدينة النجف بالمدفعية فجرا ، حتى تقطت اشلاء الاطفال والنساء ، وسلم المقاومين الذين لاذوا به الى الجيش الانكليزي وتم اعدامهم واولهم البطل المرحوم كاظم صبي الذي أعاد الصفعة للقائد الانكليزي برصاصة استقرت في رأسه .
توفي اليزدي ونعته بريطانية العظمى ووصفته بالحليف الذي لايعوض ، ويا سبحانه الله ان من ينظر في صورة اليزدي سيجده شبيها بعلي السيستاني ، واليزدي اول من ابتدع بدعة التقليد عند الشيعة بأمر من البلاط الملكي البريطاني للسيطرة على الناس بسلاح الفتوى وتكبيلهم حتى لايدافعوا عن ارضهم وعرضهم .
الثانية : مرحلة الملك وهو مثل اليزدي غير عراقي ، وتحول العراق الى مهزلة مثل مهزلة الديمقراطية المزيفة التي تجري الان في العراق ، حيث بقي نوري السعيد 14 مرة رئيسا للوزراء ، وهو ينادي هذه هي الديمقراطية وانا منتخب من قبل الشعب كما ينادي اليوم غلمان المحتل الامريكي لان المعلم واحد وهو المستعمر .
الثالثة : مرحلة الحاخام الصهيوني محسن الحكيم ، وتحالفه مع بعث مشيل عفلق ، وفي هذه الفترة وقف الحكيم ضد مشروع تحرير الانسان العراقي من العبودية والاقطاع ، وهو دائما يبيع العراق والعراقيين بالخمس الذي يدفع له من قبل الاغنياء والكويت .
مافعله الحكيم لم يفعله حتى هولاكو والمغول ، باع العراق للكويت مقابل الخمس الذي يأتي من شيعة الكويت الايرانيين ، وارتباط ال صباح ببريطانية العظمى هو نفسه ارتباط محسن الحكيم بالبلاط الملكي البريطاني ، وكانت تأتي الى الكوفة هدايا ملك بريطانية سيارات الكاديلاك والروزرايز لمحسن الحكيم ، الذي كان وفيا لبريطانية ، حيث وقف ضد عبد الكريم قاسم في مسالة استعادة الارض التي سلبتها بريطانية واعطتها لعائلة ال صباح التي قدمت من منطقة الزبارة من قطر وهم من العتوب ، وأفرغ ثورة الحسين ع من محتواها الرسالي حيث رفع شعار صلح الحسن مع معاوية ولاندري من هو الحسن ومن هو معاوية ، وشوه ثورة العشرين واعتبرها خطأ تأريخيا وعلى العراقيين ان يسلموا رقابهم للمحتل الانكليزي .
لعب محسن الحكيم دورا في شق الصف العربي والاسلامي خدمة للشاه ولبريطانية ، وتحالف مع حزب البعث ضد عبد السلام عارف وهو من طرد الخميني من العراق بأمر من الشاه .
سنؤجل الحديث عن دور حزب البعث العراقي بقيادة عفلق الى مقال أخر ، ونكتفي بالقول : أن رسالة ميشيل عفلق أكملها علي سيستاني .
الرابعة : علي سيستاني والمحتل الامريكي وشريكيه الايراني ، عملية سياسية (ديمقراطية ) يعود فيها السياسي الى حاخام صهيوني يحمل الجنسية الايرانية .... أين هو التكييف الوطني هنا ، اذا يعود نائب رئيس الجمهورية ليستشير سيستاني ؟.
واين هو التكييف الوطني اذا كان الدستور يبدأ بالمراجع الغير عراقيين ؟.
هذه المراحل التي مرَّ بها العراق في تأريخه الحديث كل الذين أبرزهم الاعلام والمحتلون هم غير عراقيين ، ولاعلاقة لهم بالعراق ، وكأن العراق خال من الرجال ، ولم يكتف المستعمر بهذا بل اسس وجلب الاحزاب من خارج العراق ، لم نشهد ولادة اي حزب أو كيان سياسي من رحم هذا الشعب وهذا البلد ، الشيوعي من الروس ، والبعث من جامعة السوربون والجامعة الامريكية في بيروت ، وحزب الدعوة تاسيس بريطاني ، ومجلس الحكيم ايراني ، والاحزاب الكردية اسرائيلية .
هذه المراجل التي مرَّ بها العراق بشكل موجز ، وكان المعسكر الشرقي والغربي يسمون هذه الاحزاب الخيول العربية التي تحولت الى اسلامية .
لانستغرب من ولاءات هذه الاحزاب ان صح تسميتها بالاحزاب لغير العراق ، والقادم أسوأ مع وجود هؤلاء المرتزقة والجواسيس الذين جاءوا خلف دبابات المحتل الامريكي مهرولين كاكلاب السائبة ، حيث سرقت ونهبت وقتلت هذه العصابات ، ودارت بينهم معارك شرسة على تقاسم السرقات ، واليوم بعد ان حنثوا أيمانهم وتملصوا من وعودهم ، يريدون دفع اللصوص الكبار الذين لهم الخبرة بالعمالة والخيانة ، وسرقة مصارف العراق ونهب محلات الذهب في بغداد ، والتلاعب بسجلات العقارات حيث سرقوا بيوت وممتلكات العراقيين في وضح النهار .
يرشح عادل عبد المهدي قاتل الحراس الثمانية في مصرف الزوية ، وهو الذي سرق من قوت العراقيين مليون دولار شهريا عدا راتيه ومخصصات حماياته ، ويتنافس هو واحمد الجلبي اللص الدولي على سرقة العراق بالكامل ، وهذان الرجلان ينتسبان لعائلتين كانتا عميلتين ومتخادمتين مع الانكيليز واليوم العرق دساس ، فأولاد هاتين العائلتين خدم للمحتل الامريكي .
العملية الاحتلالية المسخ في العراق باطلة من دستورها الى برلمانها ، الدستور متعدد النسخ ، النسخة الانكليزية تختلف عن العربية وكاتبه الامريكي نوح فليدمان ، والذي باركه الحاخام الصهيوني علي السجستاني .
يطل علينا عبر شاشات التلفزة كثير من الابواق التي لاتستحي ولاتخجل ، ومن أقوال هؤلاء أن مرجعيتهم الفاسدة السيستانية ، لعبت دورا في دفع العراقيين الى مهزلة الانتخابات ، لكن هذه المرجعية عندما رأت الصراع احتدم بين الاحزاب التي باركت لها سرقاتها تنحت ونأت بنفسها .
كيف دفعت الناس الى الهاوية وكيف تنآى بنفسها ؟.
ماهو واجب المرجع في زمن المحن ، وزمن انتهاك المقدسات والاعراض ، وبأي شيء رجعت الامة لهؤلاء الاصنام ؟.
الحمد لله رب العالمين قد نطق صنم من الاصنام الاربعة وظهر على شاشة الفيحاء ليفضحه لسانه وتنكشف حقيقته انه لايملك علما وهو رجل بسيط لكن اريد له ان يكون في الواجهة ، وهو محمد سعيد الحكيم وانكشف ما كان نعرفه ان هؤلاء ليسوا مراجع تقليد .
المرجعية التي ادعت انها تستنبط الحكم الشرعي من مصادره الاربعة ، لتصل الى حاكمية الله ، تدفع بجماهيرها الى الديمقراطية الامريكية الاحتلالية ، السؤال : هل فشلت هذه المرجعية في الوصول الى حاكمية الله ، أم أنها تخفت خلف الدين كذبا وزورا ، والامر كما قلنا أن هؤلاء حاخامات صهاينة ولاعلاقة لهم بالاسلام والمذهب لا من قريب ولا من بعيد ، وتصرفاتهم تدلل على عمالتهم وحاخاميتهم .
ماعلاقة رجل الدين بالديمقراطية التي هي حاكمية الانسان ، تظافرت جهود تجار أوربا ومثقفيها ضد سلطة الكنيسة ومحاكم التفتيش ، لكن الذي جرى في العراق هرول رجل الدين الذي ادعى حاكمية الله الى حاكمية الانسان ( الديمقراطية ) ولا أحد يستطيع أن يوقفه ويقول له : ماعلاقتك بحاكمية الانسان التي هي الديمقراطية ؟.
هل وجدت خللا في الاسلام وبعد عقود من الزمن نزعت جلدك وتحولت الى ديمقراطي ، أم هناك أمر أخر وهو السيطرة على سلاح الفتوى من قبل المحتل الامريكي ؟.
مرت الدولة العراقية الحديثة بمراحل نستطيع ايجازها في هذا المقال البسيط :
الاولى : مرحلة الاحتلال الانكليزي عام 1914 الى 1920 وكان الزعيم الروحي لتلك الفترة هو الحاخام الصهيوني ( محمد كاظم اليزدي ) سيستاني ثورة العشرين ، حيث سمح للانكليز ان يدكوا مدينة النجف بالمدفعية فجرا ، حتى تقطت اشلاء الاطفال والنساء ، وسلم المقاومين الذين لاذوا به الى الجيش الانكليزي وتم اعدامهم واولهم البطل المرحوم كاظم صبي الذي أعاد الصفعة للقائد الانكليزي برصاصة استقرت في رأسه .
توفي اليزدي ونعته بريطانية العظمى ووصفته بالحليف الذي لايعوض ، ويا سبحانه الله ان من ينظر في صورة اليزدي سيجده شبيها بعلي السيستاني ، واليزدي اول من ابتدع بدعة التقليد عند الشيعة بأمر من البلاط الملكي البريطاني للسيطرة على الناس بسلاح الفتوى وتكبيلهم حتى لايدافعوا عن ارضهم وعرضهم .
الثانية : مرحلة الملك وهو مثل اليزدي غير عراقي ، وتحول العراق الى مهزلة مثل مهزلة الديمقراطية المزيفة التي تجري الان في العراق ، حيث بقي نوري السعيد 14 مرة رئيسا للوزراء ، وهو ينادي هذه هي الديمقراطية وانا منتخب من قبل الشعب كما ينادي اليوم غلمان المحتل الامريكي لان المعلم واحد وهو المستعمر .
الثالثة : مرحلة الحاخام الصهيوني محسن الحكيم ، وتحالفه مع بعث مشيل عفلق ، وفي هذه الفترة وقف الحكيم ضد مشروع تحرير الانسان العراقي من العبودية والاقطاع ، وهو دائما يبيع العراق والعراقيين بالخمس الذي يدفع له من قبل الاغنياء والكويت .
مافعله الحكيم لم يفعله حتى هولاكو والمغول ، باع العراق للكويت مقابل الخمس الذي يأتي من شيعة الكويت الايرانيين ، وارتباط ال صباح ببريطانية العظمى هو نفسه ارتباط محسن الحكيم بالبلاط الملكي البريطاني ، وكانت تأتي الى الكوفة هدايا ملك بريطانية سيارات الكاديلاك والروزرايز لمحسن الحكيم ، الذي كان وفيا لبريطانية ، حيث وقف ضد عبد الكريم قاسم في مسالة استعادة الارض التي سلبتها بريطانية واعطتها لعائلة ال صباح التي قدمت من منطقة الزبارة من قطر وهم من العتوب ، وأفرغ ثورة الحسين ع من محتواها الرسالي حيث رفع شعار صلح الحسن مع معاوية ولاندري من هو الحسن ومن هو معاوية ، وشوه ثورة العشرين واعتبرها خطأ تأريخيا وعلى العراقيين ان يسلموا رقابهم للمحتل الانكليزي .
لعب محسن الحكيم دورا في شق الصف العربي والاسلامي خدمة للشاه ولبريطانية ، وتحالف مع حزب البعث ضد عبد السلام عارف وهو من طرد الخميني من العراق بأمر من الشاه .
سنؤجل الحديث عن دور حزب البعث العراقي بقيادة عفلق الى مقال أخر ، ونكتفي بالقول : أن رسالة ميشيل عفلق أكملها علي سيستاني .
الرابعة : علي سيستاني والمحتل الامريكي وشريكيه الايراني ، عملية سياسية (ديمقراطية ) يعود فيها السياسي الى حاخام صهيوني يحمل الجنسية الايرانية .... أين هو التكييف الوطني هنا ، اذا يعود نائب رئيس الجمهورية ليستشير سيستاني ؟.
واين هو التكييف الوطني اذا كان الدستور يبدأ بالمراجع الغير عراقيين ؟.
هذه المراحل التي مرَّ بها العراق في تأريخه الحديث كل الذين أبرزهم الاعلام والمحتلون هم غير عراقيين ، ولاعلاقة لهم بالعراق ، وكأن العراق خال من الرجال ، ولم يكتف المستعمر بهذا بل اسس وجلب الاحزاب من خارج العراق ، لم نشهد ولادة اي حزب أو كيان سياسي من رحم هذا الشعب وهذا البلد ، الشيوعي من الروس ، والبعث من جامعة السوربون والجامعة الامريكية في بيروت ، وحزب الدعوة تاسيس بريطاني ، ومجلس الحكيم ايراني ، والاحزاب الكردية اسرائيلية .
هذه المراجل التي مرَّ بها العراق بشكل موجز ، وكان المعسكر الشرقي والغربي يسمون هذه الاحزاب الخيول العربية التي تحولت الى اسلامية .
لانستغرب من ولاءات هذه الاحزاب ان صح تسميتها بالاحزاب لغير العراق ، والقادم أسوأ مع وجود هؤلاء المرتزقة والجواسيس الذين جاءوا خلف دبابات المحتل الامريكي مهرولين كاكلاب السائبة ، حيث سرقت ونهبت وقتلت هذه العصابات ، ودارت بينهم معارك شرسة على تقاسم السرقات ، واليوم بعد ان حنثوا أيمانهم وتملصوا من وعودهم ، يريدون دفع اللصوص الكبار الذين لهم الخبرة بالعمالة والخيانة ، وسرقة مصارف العراق ونهب محلات الذهب في بغداد ، والتلاعب بسجلات العقارات حيث سرقوا بيوت وممتلكات العراقيين في وضح النهار .
يرشح عادل عبد المهدي قاتل الحراس الثمانية في مصرف الزوية ، وهو الذي سرق من قوت العراقيين مليون دولار شهريا عدا راتيه ومخصصات حماياته ، ويتنافس هو واحمد الجلبي اللص الدولي على سرقة العراق بالكامل ، وهذان الرجلان ينتسبان لعائلتين كانتا عميلتين ومتخادمتين مع الانكيليز واليوم العرق دساس ، فأولاد هاتين العائلتين خدم للمحتل الامريكي .
البترول واقتصاد المقامرة والمشروع الإمبراطوري الأمريكي .. د . عبدالحي زلوم
البترول واقتصاد المقامرة والمشروع الإمبراطوري الأمريكي
خطط غزو العراق واحتلاله وضعت العام 1979 ... (2-2)
د . عبدالحي زلوم
الدكتور عبدالحي يحيى زلوم هو مستشار نفطي عالمي قضى أكثر من خمسين سنة في صناعة النفط في الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط، وساهم في تأسيس العديد من شركات النفط الوطنية العربية، كما قام بأعمال استشارية في الهند والصين وله سبعة كتب بالعربية وكذلك بالإنجليزية . في هذه المحاضرة يبين د . زلوم أن النفط قد رسم خريطة الشرق الأوسط، وكان محور محرك السياسات “البترو إمبريالية” في عهد الإمبراطوريتين البريطانية والأمريكية، كما يبين خفايا الاحتلال التدريجي لمنابع النفط والرابط بين النفط ونشوء الاقتصاد الرأسمالي المقامر الجديد الذي أصبح النفط، الذهب الأسود، غطاءه بدلاً من الذهب الأصفر . وتالياً نص المحاضرة:
وجدت شركة Philbro أن المضاربة بالنفط هو مربح جداً ولكنه يحتاج إلى تمويل كبير، فقامت بشراء لبنك Solomom Brothers في وول ستريت، وبعدها بدأت بنوك وول ستريت دخول المتاجرة والمضاربة المربحة على النفط بدءاً ب Morgan Stanely ثم Goldman Sachs وهكذا . وهكذا صارت ناقلة النفط تباع وتشترى أكثر من مائة مرة ما بين ميناء التحميل وميناء التفريغ، وهكذا أصبح هناك نفطان النفط الحقيقي داخل الناقلة وعشرات الناقلات من النفط الورقي الوهمي .
ولكي تتم تغطية النفط الورقي paper oil الناتج عن بيع الشيء نفسه عدّة مرات اخترعت بنوك وول ستريت أدوات مالية جديدة مثل المشتقات (Derivatives) والتي قسمت النفط الورقي إلى جزيئات صغيرة ضمنتها داخل سلع حقيقية، وتم بيع هذه المشتقات إلى صناديق التوفير hedge funds لتقليل المخاطرة على البنوك نفسها، ثم عملت ما اسمته (SIV) استطاعت بواسطتها إخراج تلك السلع الوهمية من دفاترها، وقامت بالتأمين عليها احتياطاً بواسطة Swaps .
عندما انفجرت الأزمة الاقتصادية الأخيرة كان هناك 650 تريليون دولار من المشتقات والتي تضم تلك السلع الوهمية الورقية من نفط وسلع أخرى، وهذا هو حوالي 12 مرّة عن حجم الاقتصاد الكلي العالمي أو حوالي 50 مرة حجم الاقتصاد الكلي الأمريكي .
من التحكم عن بعد، إلى واسطة “الوكلاء المحليين” فالاحتلال خطوة خطوة
* المرحلة الأولى: السبعينات
كانت السيطرة تتم عن طريق شاه إيران والدول “الحليفة” في المنطقة في الوقت الذي كانت تقوم بزيادة البنية التحتية العسكرية بشكل مستتر ما أمكن .
* المرحلة الثانية: الثمانينات
زيادة التواجد العسكري بشكل ملحوظ وبناء بنية تحتية عسكرية تستطيع احتواء متطلبات حروب كبرى بمئات الآلاف من الجنود والطائرات .
* المرحلة الثالثة: التسعينات
استعمال القوة للقضاء على أي قوة إقليمية يمكن أن تنافس الولايات المتحدة واستعمال القوة “الناعمة” لفرض عولمة الاقتصاد لخدمة الاقتصاد الأمريكي .
* المرحلة الرابعة: العقد الأول من القرن الواحد والعشرين
المشروع الامبراطوري الأمريكي يأخذ شكل الاحتلالات المباشرة للدول بانفرادية للاستيلاء على المصادر الطبيعية العالمية وفي مقدمتها النفط .
المرحلة الأولى
عندما أصبحت الولايات المتحدة الخليفة لبريطانيا العظمى كامبراطورية للرأسمالية الأنجلوساكسونية، حلت محلها في قواعدها في منطقة الجزيرة العربية، واتخذت من البحرين مركزاً لأسطولها الخامس كما قامت ببناء بنية تحتية تستطيع استقبال وحدات التدخل السريع التي أنشئت داخل الولايات المتحدة، والتي تطورت لاحقاً لتصبح القيادة الوسطى Central Command . في هذه الفترة تم وضع خطط التدخل السريع لحروب مستقبلية .
في العدد May 7,1979 من مجلة Fortune الأمريكية تم نشر خطة حرب تحت اسم: “لو غزت العراق الكويت والسعودية” وجاء في المقال:
“تستطيع القوات العراقية مستعملة أسلحة سوفييتية أن تتغلب على الدولتين بسرعة، والمساعدة منّا عند طلبها، ستبدأ بضربات جوية تكتيكية ضد الدبابات والطائرات العراقية مع التهديد بتدمير منشآتها النفطية . ولكي يتم إخراج القوات العراقية فهناك حاجة إلى استعمال رجال المارينز من الأسطولين السادس والسابع وقوات المشاة من الفرقتين 82 و101” . ولقد تم تنفيذ هذه الخطة بعد 12 سنة في عاصفة الصحراء!! وكانت البنية التحتية لاستيعاب مئات الألوف من الجيوش، وأجهزة السيطرة وغرف العمليات جاهزة لمثل تلك الحرب .
إخراج الفلسطينيين واليمنيين من مناطق النفط
اقترحت تلك الخطة بإزاحة الفلسطينيين من الكويت خصوصاً والخليج عموماً، واليمنيين من السعودية باعتبارهم (عناصر عدم استقرار) في منطقة استراتيجية مهمة . وهكذا كان نتيجة لحرب عاصفة الصحراء بعد أن تمت تهيئة الظروف اللازمة لذلك .
المرحلة الثانية: الثمانينات
بدأت هذه المرحلة بمبدأ كارتر Carter Doctrine والذي قال فيه: “أي محاولة من أي قوة خارجية للسيطرة على منطقة الخليج الفارسي ستُعتبر هجوماً على المصالح الحيوية للولايات المتحدة الأمريكية، ومثل هذا التعدّي سيتم صدّه بكافة الوسائل المتاحة بما فيها القوة العسكرية” .
من الطريف ملاحظة أن هذا التصريح متطابق تماماً مع تصريح وزير الخارجية البريطاني Lansdowne حيث قال:
“أن تقوم أي قوة بإنشاء ميناء محصن في الخليج الفارسي فذلك يعتبر اعتداء خطراً على المصالح البريطانية وسوف يتم مقاومته بكافة الوسائل المتاحة لدينا” . ومن المفيد أن نبين أنه بعد الحرب العالمية الثانية أخذت الولايات المتحدة دور امبراطورية الانجلوساكسون الرأسمالية واصبح دور بريطانيا المستشار الامبريالي للامبراطورية الأمريكية الناشئة .
الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة قاموا بتشجيع صدّام حسين عام 1980 بالهجوم على إيران الثورة بعد عام من الاطاحة بالشاه . ولتحقيق هزيمة وتدمير الطرفين في الحرب، قامت الولايات المتحدة بتزويد الطرفين بالمعدات العسكرية والمعلومات الاستراتيجية ليدمر أحدهما الآخر . كما نتج عن حرب الثماني سنوات تلك تدمير البنية التحتية والاقتصاد للطرفين . ولقد دخلت العراق الحرب بفائض يزيد على 30 مليار دولار وخرجت منه تترنح تحت وطأة ديون وصلت لحدود مائة مليار دولار ما كان سبباً رئيساً وأرضاً خصبة لما تلى من غزو الكويت .
في هذه المرحلة زاد التواجد الأمريكي حتى إنه في سنة 1983 أصبح للولايات المتحدة 24 قطعة حربية كبرى وحوالي 15000 من العاملين في القوات المسلحة في الخليج .
المرحلة الثالثة التسعينات
في نهاية عقد الثمانينات استوردت الولايات المتحدة سنة ،1989 45% من احتياجاتها النفطية والتي سببت 40% من العجز التجاري الأمريكي لتلك السنة . كما أنّ الدراسات كانت تدل أن نسبة النفط المستورد ستصبح 65% في نهاية عقد التسعينات . أما وقد أصبحت الولايات المتحدة القوة الوحيدة في العالم بعد تفكيك الاتحاد السوفييتي ومن ثم انهياره، فلقد جاء وقت تصعيد تواجد الولايات المتحدة في منطقة الخليج العربي والتي تحتوي مع إيران على 70% من احتياط النفط العالمي من مجرد سيطرة إلى احتلال على مراحل! “أوحت” الولايات المتحدة لصدّام حسين بأنها لن تتدخل في نزاعه مع الكويت باعتباره صراعاً عربياً عربياً، بل ساعدت في إفشال الوساطة السعودية في جدة بين العراق والكويت فكان أن احتل العراق الكويت في 2/8/1990 .
لم تكن إدارة كلينتون مختلفة في جوهرها عن بوش الاب أو الابن، لكن كان دورها أساساً هو استعمال القوة الناعمة لفرض العولمة ومؤسساتها على دول العالم بعد انهيار الاتحاد السوفييتي . أما بالنسبة إلى الخليج فكانت هناك سياسة ثابته . ولعل حرب المنطقة المحظورة الطيران No Fly Zone War . كانت هي حرب الخليج الثانية، حيث بقيت أكثر من 200 طائرة أمريكية تقوم بقصف المواقع العراقية العسكرية والاقتصادية . فمثلاً في أول ثمانية شهور لعام ،1999 قصفت الولايات المتحدة ألف ومائة صاروخ (1100) دمرت خلالها 359 منشأة عسكرية واقتصادية!
المرحلة الرابعة: الاحتلال والحروب الاستباقية
جاءت مؤسسة الظل الأمريكية بفريق متمرس بالنفط، أباً عن جد، مثل جورج بوش George W .Bush أو ديك تشيني Dick Cheney نائب الرئيس الذي جاء لتوه من قيادة أكبر شركات خدمات النفط بالعالم، وأما Condoleeza Rice فقد تم تدشين إحدى ناقلات النفط العملاقة التابعة لشركة “شيفرون” باسمها، حيث كانت لتوها عضواً في مجلس إدارة تلك الشركة . جاء هؤلاء لتنفيذ سياسة المحافظين الجديد للسيطرة الكاملة على نفط العالم ومصادره الأخرى، ونشر القواعد العسكرية في كل بقاع الأرض لحراسة المنشآت النفطية وطرق امداداتها .
في مايو/ أيار ،2001 بعد شهرين من دخول بوش Bush للبيت الأبيض نقلت عنه مجلة Time قوله “ما يجب على الناس أن يعلموه ويسمعوه بقوة وبوضوح هو أن الطاقة في الولايات المتحدة هي في مرحلة نضوب” .
جاء المحافظون الجدد وإدارة بوش من مؤسسة PNAC (القرن الأمريكي الجديد) والذي لم يكن سوى نسخة جديدة لأفكار “القرن الأمريكي” الذي دعا إليه Henry Luceصs سنة 1941 في مقال تحت عنوان: القرن الأمريكي . جاء في مقال Luce:
“علينا أن نتقبل بشكل كامل واجبنا وفرصتنا كأكبر وأهم دولة في العالم وذلك لفرض تأثيرنا وقوتنا في العالم لأي غرض نريده وبأي وسيلة نريدها” . ولعل هذا هو بعينه ما تمت ترجمته لمبدأ بوش Bush Doctrine .
لعله من الطريف أن نبين بأن Luce وبوش الأب والابن هم من خريجي جامعة Yale وأنهم كانوا جميعاً أعضاء في الجمعية الفائقة السرية في Yale والمسماة الجماجم والعظام Skulls& Bones .
بداية النهاية لعصر النفط
يبين هذا الجدول بوضوح التناقص التدريجي للاكتشافات مع الزيادات العالمية في الاستهلاك والخلل الواضح بين تلك الاكتشافات والاستهلاك
السنة الاكتشافات الاستهلاك
1920 10 billion blls 1 .5 billion blls
-108 1964 48 billion blls 23 billion blls
-108 1988 23 billion blls 23 billion blls
-108 2005 6 billion blls 30 billion blls
وكذلك وعلى سبيل المثال:
- حقل Forties field في بحر الشمال هبط إنتاجه من 500000 إلى 50000 برميل/ باليوم
- إنتاج ألاسكا هبط من 5 .1 مليون برميل/ اليوم إلى حوالي 000300 برميل/ اليوم .
- 53 دولة منتجة بدء إنتاجها بالهبوط التدريجي عن نقطة إنتاج الذروة .
- حقل Cruz Beana في كولومبيا هبط في 500000 برميل/ اليوم في السبعينات إلى 200000 في سنة 2002 .
اقتصاد الأوهام لسنوات التسعينات في الاقتصاد المقامر وخصوصاً شركات التكنولوجيا، أدى إلى انهيار سوق نازداك Nasdaq للأسهم لدرجة الانصهار سنة 2000 . كما عانت الكثير من الشركات الأخرى بما فيها شركات السيارات والحديد من الخسائر والافلاسات بما في ذلك إحدى أكبر الشركات Enron والتي أفلست قبل 11 سبتمبر بأسابيع قليلة . الحروب دوماً (تحفز الاقتصاد الرأسمالي!) . . فهل هناك إمكانية حرب جديدة؟ وهكذا جاءت حروب الإرهاب التي تبعت أحداث 11 سبتمبر والتي نتجت عن ادعاء 15 هيئة استخبارية أمريكية عن فشلها من اكتشاف أكثر من 20 “هاوياً” بقوا في الولايات المتحدة أكثر من سنة كاملة يخططون لاختطاف أربع طائرات بواسطة سكاكين بلاستيكية . وهكذا كان . هناك حرب أسموها حرباً على الإرهاب وأسماها آخرون حرب إرهاب قالت عنها Asia Times سنة 2002 بعد بدء تلك الحرب: “كل ما تحتاجه هو نظرة واحدة على الخريطة، فليس من المصادفة أن تكون خرائط الحرب على الإرهاب وخرائط دول النفط متطابقة تماماً” .
غزو أفغانستان ونتائجه
لعل نتيجة غزو دولة عظمى وحيدة على دولة تعيش في القرون الوسطى هي تحصيل حاصل ضمن الحروب التقليدية (وليس حروب المقاومة) فأعلنت أمريكا انتصارها (وإن كانت لا تزال تقاس حتى اليوم) إلاّ أن شركاتها النفطية حققت ما جاءت إليه .
هكذا ما كتبته مجلة Business Week في عددها May 27, 2002 “لا يستطيع أكثر الأمريكيين أن يجدوا أذربيجان على الخارطة ولا أن يقوموا بتهجئة كيرغيستان، أزبكستان، كازاغستان أو طاجكستان . لكن العسكر الأمريكان، ورجال النفط، والدبلوماسيون قد بدأوا سريعاً لمعرفة هذه البقعة البعيدة عن العالم . إن اللعبة التي يقوم بها الأمريكان هي في غاية الأهمية . . . إن الناتج الآن هو سياسة تجمع بين البارود والنفط . البارود لحماية النفط والحكام من المتشددين الإسلاميين” . كما بينت المقالة أن البنتاغون قد أرسل العسكر لحماية طريق خط أنابيب مزمع بناؤه من باكو عبر جورجيا إلى سيهان في تركيا ولقد تم بناء هذا الخط البالغ طوله 1650 كيلومتراً، حيث تم تنفيذ انقلابات وثورات متعددة الألوان والإتيان بأنظمة حكم موالية للغرب . ولقد بدأ ضخ النفط في هذا الخط حيث تم ضخ حوالي 5 .1 مليون برميل يومياً عام 2006 عبر هذا الخط المسمى BTC .
غزو العراق
أفادت وكالة أنباء Associated Press بتاريخ 24 يناير 2008 أن مؤسستين محايدتين للصحافة قد وجدت أن الرئيس بوش وكبار موظفيه قد أصدروا 925 بياناً كاذباً عن خطر العراق على الأمن القومي الأمريكي بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 . ولقد تبين “أن تلك البيانات كانت جزءاً من حملة منسقة، ألهبت شعور الرأي العام، وفي النتيجة ادخلت أمريكا في حرب تحت مسوغات كاذبة” .
925 كذبة لرئيس وإدارته ادعى أن الله قد أراده مخلصاً لأمريكا والعالم .!
لماذا العراق؟
عندما سُئل جيمس ايكنز عن سبب الغزو الأمريكي العراقي قال: “بالطبع انه البترول فمن الواضح أن هذه هي القضية . ولو أن العراقيين كانوا ينتجون الفجل فهل كنا ذهبنا إلى غزوهم؟ بالطبع لا . لقد غزونا العراق من أجل النفط” .
في الوقت الذي أصبحت الولايات المتحدة تستورد ثلثي حاجتها من النفط وحقولها واحتياطيها النفطي في نضوب، كان العراق يمتلك احتياطاً مبدئياً يقدر ب115 مليار برميل من 20 حقلاً منتجاً، ولكن بالعراق 80 حقلاً . وحسب التقديرات فإن الحقول ال 60 الباقية تحتوي على 200 مليار برميل إضافي ما سيجعل العراق مالك أكبر احتياط نفطي في العالم .
وفي الوقت الذي ارتفعت كلفة الإنتاج في الحقول البحرية الأمريكية ما بين 60-70 دولاراً للبرميل فإن كلفة الإنتاج في العراق هي مازالت بين دولار واحد إلى دولارين!
- ولعل حقلاً نفطياً واحداً هو “حقل مجنون” يمتلك احتياطياً نفطياً يوازي كل احتياطي الولايات المتحدة النفطي والبالغ حوالي 20 مليار برميل فقط والذي يكاد لا يعني شيئاً لأنه سينضب خلال سنوات قليلة حيث إن الولايات المتحدة تستهلك حوالي 20 مليون برميل/ يومياً من النفط .
هل ستنسحب الولايات المتحدة من العراق
- يبدو أن التاريخ يوحي بعكس ذلك . الولايات المتحدة ما زالت تقيم في “مدن” عسكرية في اليابان وألمانيا بعد أكثر من 65 سنة من انتهاء الحرب العالمية الثانية . وكذلك قس على أي مكان ذهبت إليه مثل كوريا، فالولايات المتحدة لا تنسحب طوعاً إلاّ كرهاً كما في فيتنام .
- لكن الولايات المتحدة ستنسحب إلى قواعدها التي أنشأتها في العراق وبعضها بحجم المدن، فهي ليست مهتمة بإدارة الشؤون اليومية للعراق حيث ستترك ذلك “لحلفائها” الذين أتوا إلى العراق على ظهر دباباتها .
- وكما أسلفنا فهي تمشى على خطى مستشارها الامبريالي، بريطانيا . وهذا ما قاله Lord Curzon في سياسة بريطانيا بعد الحرب العالمية الأولى بالطريقة الأفضل لإدارة الدول والدويلات ما بعد سايكس بيكو كما جاء في كتاب Kevin Philipps:
“لعل منطق التعاطي الأمريكي مع دول النفط التابعة لسيطرتها هو منطقLord Curzon بأن الطريقة المثلى هي ايجاد واجهة عربية تدار من بريطانيا بواسطة أحد أتباع محمد، وبمساعدة إداريين عرب كلما أمكن” . إذن العراق اليوم له “واجهة عربية”، يدار من “أحد أتباع محمد” ولديه إداريون عرب . وقواعد أمريكية بحجم المدن، وديمقراطية جاءت على أجساد الملايين من العراقيين وعلى رؤوس صواريخ كروز . . هي ديمقراطية، حسب الكاتبة الهندية Arunhati منتوج سريع الذوبان، يستحق من أجله موت مئات الألوف ليتذوقوا طعم هذا المنتوج الجديد: اشتر واحداً منه وخذ اثنيين بالمجان!
اقتصاد المقامرة أزمة نظام
كما أسلفنا فإن حجم المشتقات التي اسميت أيضاً بالأصول السامة Poisoned Assets من الحكومة الأمريكية نفسها قد بلغت حوالي 650 تريليون دولار . . رقم خرافي حينما نعلم أنه حوالي 50 مرة أكبر من حجم الاقتصاد الأمريكي السنوي . كذلك كانت هناك 6 .42 تريليون من سندات SWAPS علماً أن مجموع قيمة الشركات في سوق الأسهم الأمريكية هو آنذاك 5 .18 تريليون دولار .
ولقد خفضت البنوك شروط الاقتراض إلى درجة أنها كان تقرض من ليس له دخل ولا وظيفة ولا أصول (NINJI) وتم اختراع ما أسموه subprime mortgages أي الرهونات الضعيفة التي قاموا بدورهم بضمها إلى المشتقات كما أسلفنا .
كان النظام الاقتصادي المقامر الجديد يتطفل على الاقتصاد المنتج بواسطة مضاربات جعلت من الاقتصاد كازينو مقامرة . نتج عن تلك الممارسات الأزمة بعد الأزمة بدءاً بأزمات أمريكا اللاتينية بداية سنوات الثمانينات . في أواخر الثمانينات اضطرت الحكومة الفيدرالية للتدخل لمساعدة 650 بنكاً، لم تجد تلك المساعدة سوى أنها ساعدت المدخرين على سحب ودائعهم قبل انهيار تلك البنوك . كان هناك أيضاً انهيار بورصة الأسهم الأمريكية بواقع 30% من قيمتها في ساعات، وتبع ذلك انهيار بنوك الادخار ما كلّف دافعي الضرائب الأمريكي 250 مليار دولار لإنقاذها . كما أدت المضاربات إلى انهيار العملة المكسيكية في منتصف التسعينات، تلتها أزمة جنوب شرق آسيا، وكل ذلك نتيجة مضاربة قلّة من مضاربي العملات والأسهم في أسواق تلك البلدان تحت طائلة العولمة ما أدى إلى انهيار LTCM والذي اضطر البنك المركزي الأمريكي للتدخل لمنع انهيار شامل للنظام المالي . كما تم انهيار سوق نازداك سنة 000_B وإفلاس العديد من الشركات نتيجة انهيار فقاعة التسعينات والتي أرادت إدارة بوش بمعالجتها عن طريق فقاعة أكبر أوصلت الاقتصاد الأمريكي والعالمي إلى ما هو عليه منذ سنة 2008 .
هل الأمور ستحسن؟
لعل إلبرت انشتاين قد أجاب عن هذا السؤال بقوله “إن المشاكل التي نجابهها اليوم لا يمكن حلها من العقول التي سببتها” .
لكن المشكلة أن تلك العقول المسببة للأزمة هي التي عهد إليها لحلها وكذلك حسب القول الشعبي: حاميها حراميها . . . كذلك فهولاء هم من يمتلكون الولايات المتحدة!
من يمتلك الولايات المتحدة؟
السواد الأعظم من الأمريكيين واحد في المائة من الأمريكيين
80% owns 8 .9% Owns 38 .3% of the stocks
80 Owns 42 % of the financial wealth % owns 7 %
90 Owns 60 .6 % of financial securities % owns 1 .5 %
-108 90 % owns 6 .7% Owns 62 .4% of the business equity
إذن من تم انقاذهم؟
إنهم هم نفسهم مالكو أمريكا ومسببو الأزمة أنفسهم ولكن تلك الأصول السامة ما زالت سامة، إلاّ أن الحكومة سمحت بإخراجها من ميزانيات البنوك خلافاً للأعراف البنكية لأنه لو تمت إضافتها إلى ميزانيات تلك البنوك لأصبحت كل البنوك الكبرى في الولايات المتحدة مفلسة بكافة المعايير البنكية .
ومع أزمة ديون أوروبا وتأثيراتها فالأمور ستصبح إلى الاسوأ .
وماذا عن بقية أمريكا .
- في دراسة للبروفيسور Elizabeth Warren بتاريخ 22 يناير 2010 فالمتوقع أن يتم الحجز على المنازل بنسبة 3 أضعاف ما كان عليه سنة 2009 في حين كان الحجز سنة 2009 ضعفي ما كان عليه سنة 2008
- كما أن أزمة العقارات التجارية (المكاتب) ستنفجر خلال هذه السنة .
- وأن نسبة البطالة ستكون أقل كثيراً من التوقعات .
- وأن أصحاب الواحد في المائة مالكي أمريكا سيتجهون إلى خفض الرواتب والمستحقات لهؤلاء المساكين الذين عانوا أصلاً من ممارساتهم . إن ما نراه اليوم ليس تباطؤاً، ولا كساداً- إنه أزمة نظام .
وما العمل: لعل ما قاله عيسى عليه السلام
“وذهب المسيح إلى الهيكل . . . وقلب طاولات تجار المال وقال لهم إن هيكلي هو للعبادة، لكنكم حوّلتموه إلى وكر للصوص” . * محاضرة ألقيت في جامعة كولومبيا (مركز أبحاث الشرق الأوسط) يوم 30/5/2010
خطط غزو العراق واحتلاله وضعت العام 1979 ... (2-2)
د . عبدالحي زلوم
الدكتور عبدالحي يحيى زلوم هو مستشار نفطي عالمي قضى أكثر من خمسين سنة في صناعة النفط في الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط، وساهم في تأسيس العديد من شركات النفط الوطنية العربية، كما قام بأعمال استشارية في الهند والصين وله سبعة كتب بالعربية وكذلك بالإنجليزية . في هذه المحاضرة يبين د . زلوم أن النفط قد رسم خريطة الشرق الأوسط، وكان محور محرك السياسات “البترو إمبريالية” في عهد الإمبراطوريتين البريطانية والأمريكية، كما يبين خفايا الاحتلال التدريجي لمنابع النفط والرابط بين النفط ونشوء الاقتصاد الرأسمالي المقامر الجديد الذي أصبح النفط، الذهب الأسود، غطاءه بدلاً من الذهب الأصفر . وتالياً نص المحاضرة:
وجدت شركة Philbro أن المضاربة بالنفط هو مربح جداً ولكنه يحتاج إلى تمويل كبير، فقامت بشراء لبنك Solomom Brothers في وول ستريت، وبعدها بدأت بنوك وول ستريت دخول المتاجرة والمضاربة المربحة على النفط بدءاً ب Morgan Stanely ثم Goldman Sachs وهكذا . وهكذا صارت ناقلة النفط تباع وتشترى أكثر من مائة مرة ما بين ميناء التحميل وميناء التفريغ، وهكذا أصبح هناك نفطان النفط الحقيقي داخل الناقلة وعشرات الناقلات من النفط الورقي الوهمي .
ولكي تتم تغطية النفط الورقي paper oil الناتج عن بيع الشيء نفسه عدّة مرات اخترعت بنوك وول ستريت أدوات مالية جديدة مثل المشتقات (Derivatives) والتي قسمت النفط الورقي إلى جزيئات صغيرة ضمنتها داخل سلع حقيقية، وتم بيع هذه المشتقات إلى صناديق التوفير hedge funds لتقليل المخاطرة على البنوك نفسها، ثم عملت ما اسمته (SIV) استطاعت بواسطتها إخراج تلك السلع الوهمية من دفاترها، وقامت بالتأمين عليها احتياطاً بواسطة Swaps .
عندما انفجرت الأزمة الاقتصادية الأخيرة كان هناك 650 تريليون دولار من المشتقات والتي تضم تلك السلع الوهمية الورقية من نفط وسلع أخرى، وهذا هو حوالي 12 مرّة عن حجم الاقتصاد الكلي العالمي أو حوالي 50 مرة حجم الاقتصاد الكلي الأمريكي .
من التحكم عن بعد، إلى واسطة “الوكلاء المحليين” فالاحتلال خطوة خطوة
* المرحلة الأولى: السبعينات
كانت السيطرة تتم عن طريق شاه إيران والدول “الحليفة” في المنطقة في الوقت الذي كانت تقوم بزيادة البنية التحتية العسكرية بشكل مستتر ما أمكن .
* المرحلة الثانية: الثمانينات
زيادة التواجد العسكري بشكل ملحوظ وبناء بنية تحتية عسكرية تستطيع احتواء متطلبات حروب كبرى بمئات الآلاف من الجنود والطائرات .
* المرحلة الثالثة: التسعينات
استعمال القوة للقضاء على أي قوة إقليمية يمكن أن تنافس الولايات المتحدة واستعمال القوة “الناعمة” لفرض عولمة الاقتصاد لخدمة الاقتصاد الأمريكي .
* المرحلة الرابعة: العقد الأول من القرن الواحد والعشرين
المشروع الامبراطوري الأمريكي يأخذ شكل الاحتلالات المباشرة للدول بانفرادية للاستيلاء على المصادر الطبيعية العالمية وفي مقدمتها النفط .
المرحلة الأولى
عندما أصبحت الولايات المتحدة الخليفة لبريطانيا العظمى كامبراطورية للرأسمالية الأنجلوساكسونية، حلت محلها في قواعدها في منطقة الجزيرة العربية، واتخذت من البحرين مركزاً لأسطولها الخامس كما قامت ببناء بنية تحتية تستطيع استقبال وحدات التدخل السريع التي أنشئت داخل الولايات المتحدة، والتي تطورت لاحقاً لتصبح القيادة الوسطى Central Command . في هذه الفترة تم وضع خطط التدخل السريع لحروب مستقبلية .
في العدد May 7,1979 من مجلة Fortune الأمريكية تم نشر خطة حرب تحت اسم: “لو غزت العراق الكويت والسعودية” وجاء في المقال:
“تستطيع القوات العراقية مستعملة أسلحة سوفييتية أن تتغلب على الدولتين بسرعة، والمساعدة منّا عند طلبها، ستبدأ بضربات جوية تكتيكية ضد الدبابات والطائرات العراقية مع التهديد بتدمير منشآتها النفطية . ولكي يتم إخراج القوات العراقية فهناك حاجة إلى استعمال رجال المارينز من الأسطولين السادس والسابع وقوات المشاة من الفرقتين 82 و101” . ولقد تم تنفيذ هذه الخطة بعد 12 سنة في عاصفة الصحراء!! وكانت البنية التحتية لاستيعاب مئات الألوف من الجيوش، وأجهزة السيطرة وغرف العمليات جاهزة لمثل تلك الحرب .
إخراج الفلسطينيين واليمنيين من مناطق النفط
اقترحت تلك الخطة بإزاحة الفلسطينيين من الكويت خصوصاً والخليج عموماً، واليمنيين من السعودية باعتبارهم (عناصر عدم استقرار) في منطقة استراتيجية مهمة . وهكذا كان نتيجة لحرب عاصفة الصحراء بعد أن تمت تهيئة الظروف اللازمة لذلك .
المرحلة الثانية: الثمانينات
بدأت هذه المرحلة بمبدأ كارتر Carter Doctrine والذي قال فيه: “أي محاولة من أي قوة خارجية للسيطرة على منطقة الخليج الفارسي ستُعتبر هجوماً على المصالح الحيوية للولايات المتحدة الأمريكية، ومثل هذا التعدّي سيتم صدّه بكافة الوسائل المتاحة بما فيها القوة العسكرية” .
من الطريف ملاحظة أن هذا التصريح متطابق تماماً مع تصريح وزير الخارجية البريطاني Lansdowne حيث قال:
“أن تقوم أي قوة بإنشاء ميناء محصن في الخليج الفارسي فذلك يعتبر اعتداء خطراً على المصالح البريطانية وسوف يتم مقاومته بكافة الوسائل المتاحة لدينا” . ومن المفيد أن نبين أنه بعد الحرب العالمية الثانية أخذت الولايات المتحدة دور امبراطورية الانجلوساكسون الرأسمالية واصبح دور بريطانيا المستشار الامبريالي للامبراطورية الأمريكية الناشئة .
الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة قاموا بتشجيع صدّام حسين عام 1980 بالهجوم على إيران الثورة بعد عام من الاطاحة بالشاه . ولتحقيق هزيمة وتدمير الطرفين في الحرب، قامت الولايات المتحدة بتزويد الطرفين بالمعدات العسكرية والمعلومات الاستراتيجية ليدمر أحدهما الآخر . كما نتج عن حرب الثماني سنوات تلك تدمير البنية التحتية والاقتصاد للطرفين . ولقد دخلت العراق الحرب بفائض يزيد على 30 مليار دولار وخرجت منه تترنح تحت وطأة ديون وصلت لحدود مائة مليار دولار ما كان سبباً رئيساً وأرضاً خصبة لما تلى من غزو الكويت .
في هذه المرحلة زاد التواجد الأمريكي حتى إنه في سنة 1983 أصبح للولايات المتحدة 24 قطعة حربية كبرى وحوالي 15000 من العاملين في القوات المسلحة في الخليج .
المرحلة الثالثة التسعينات
في نهاية عقد الثمانينات استوردت الولايات المتحدة سنة ،1989 45% من احتياجاتها النفطية والتي سببت 40% من العجز التجاري الأمريكي لتلك السنة . كما أنّ الدراسات كانت تدل أن نسبة النفط المستورد ستصبح 65% في نهاية عقد التسعينات . أما وقد أصبحت الولايات المتحدة القوة الوحيدة في العالم بعد تفكيك الاتحاد السوفييتي ومن ثم انهياره، فلقد جاء وقت تصعيد تواجد الولايات المتحدة في منطقة الخليج العربي والتي تحتوي مع إيران على 70% من احتياط النفط العالمي من مجرد سيطرة إلى احتلال على مراحل! “أوحت” الولايات المتحدة لصدّام حسين بأنها لن تتدخل في نزاعه مع الكويت باعتباره صراعاً عربياً عربياً، بل ساعدت في إفشال الوساطة السعودية في جدة بين العراق والكويت فكان أن احتل العراق الكويت في 2/8/1990 .
لم تكن إدارة كلينتون مختلفة في جوهرها عن بوش الاب أو الابن، لكن كان دورها أساساً هو استعمال القوة الناعمة لفرض العولمة ومؤسساتها على دول العالم بعد انهيار الاتحاد السوفييتي . أما بالنسبة إلى الخليج فكانت هناك سياسة ثابته . ولعل حرب المنطقة المحظورة الطيران No Fly Zone War . كانت هي حرب الخليج الثانية، حيث بقيت أكثر من 200 طائرة أمريكية تقوم بقصف المواقع العراقية العسكرية والاقتصادية . فمثلاً في أول ثمانية شهور لعام ،1999 قصفت الولايات المتحدة ألف ومائة صاروخ (1100) دمرت خلالها 359 منشأة عسكرية واقتصادية!
المرحلة الرابعة: الاحتلال والحروب الاستباقية
جاءت مؤسسة الظل الأمريكية بفريق متمرس بالنفط، أباً عن جد، مثل جورج بوش George W .Bush أو ديك تشيني Dick Cheney نائب الرئيس الذي جاء لتوه من قيادة أكبر شركات خدمات النفط بالعالم، وأما Condoleeza Rice فقد تم تدشين إحدى ناقلات النفط العملاقة التابعة لشركة “شيفرون” باسمها، حيث كانت لتوها عضواً في مجلس إدارة تلك الشركة . جاء هؤلاء لتنفيذ سياسة المحافظين الجديد للسيطرة الكاملة على نفط العالم ومصادره الأخرى، ونشر القواعد العسكرية في كل بقاع الأرض لحراسة المنشآت النفطية وطرق امداداتها .
في مايو/ أيار ،2001 بعد شهرين من دخول بوش Bush للبيت الأبيض نقلت عنه مجلة Time قوله “ما يجب على الناس أن يعلموه ويسمعوه بقوة وبوضوح هو أن الطاقة في الولايات المتحدة هي في مرحلة نضوب” .
جاء المحافظون الجدد وإدارة بوش من مؤسسة PNAC (القرن الأمريكي الجديد) والذي لم يكن سوى نسخة جديدة لأفكار “القرن الأمريكي” الذي دعا إليه Henry Luceصs سنة 1941 في مقال تحت عنوان: القرن الأمريكي . جاء في مقال Luce:
“علينا أن نتقبل بشكل كامل واجبنا وفرصتنا كأكبر وأهم دولة في العالم وذلك لفرض تأثيرنا وقوتنا في العالم لأي غرض نريده وبأي وسيلة نريدها” . ولعل هذا هو بعينه ما تمت ترجمته لمبدأ بوش Bush Doctrine .
لعله من الطريف أن نبين بأن Luce وبوش الأب والابن هم من خريجي جامعة Yale وأنهم كانوا جميعاً أعضاء في الجمعية الفائقة السرية في Yale والمسماة الجماجم والعظام Skulls& Bones .
بداية النهاية لعصر النفط
يبين هذا الجدول بوضوح التناقص التدريجي للاكتشافات مع الزيادات العالمية في الاستهلاك والخلل الواضح بين تلك الاكتشافات والاستهلاك
السنة الاكتشافات الاستهلاك
1920 10 billion blls 1 .5 billion blls
-108 1964 48 billion blls 23 billion blls
-108 1988 23 billion blls 23 billion blls
-108 2005 6 billion blls 30 billion blls
وكذلك وعلى سبيل المثال:
- حقل Forties field في بحر الشمال هبط إنتاجه من 500000 إلى 50000 برميل/ باليوم
- إنتاج ألاسكا هبط من 5 .1 مليون برميل/ اليوم إلى حوالي 000300 برميل/ اليوم .
- 53 دولة منتجة بدء إنتاجها بالهبوط التدريجي عن نقطة إنتاج الذروة .
- حقل Cruz Beana في كولومبيا هبط في 500000 برميل/ اليوم في السبعينات إلى 200000 في سنة 2002 .
اقتصاد الأوهام لسنوات التسعينات في الاقتصاد المقامر وخصوصاً شركات التكنولوجيا، أدى إلى انهيار سوق نازداك Nasdaq للأسهم لدرجة الانصهار سنة 2000 . كما عانت الكثير من الشركات الأخرى بما فيها شركات السيارات والحديد من الخسائر والافلاسات بما في ذلك إحدى أكبر الشركات Enron والتي أفلست قبل 11 سبتمبر بأسابيع قليلة . الحروب دوماً (تحفز الاقتصاد الرأسمالي!) . . فهل هناك إمكانية حرب جديدة؟ وهكذا جاءت حروب الإرهاب التي تبعت أحداث 11 سبتمبر والتي نتجت عن ادعاء 15 هيئة استخبارية أمريكية عن فشلها من اكتشاف أكثر من 20 “هاوياً” بقوا في الولايات المتحدة أكثر من سنة كاملة يخططون لاختطاف أربع طائرات بواسطة سكاكين بلاستيكية . وهكذا كان . هناك حرب أسموها حرباً على الإرهاب وأسماها آخرون حرب إرهاب قالت عنها Asia Times سنة 2002 بعد بدء تلك الحرب: “كل ما تحتاجه هو نظرة واحدة على الخريطة، فليس من المصادفة أن تكون خرائط الحرب على الإرهاب وخرائط دول النفط متطابقة تماماً” .
غزو أفغانستان ونتائجه
لعل نتيجة غزو دولة عظمى وحيدة على دولة تعيش في القرون الوسطى هي تحصيل حاصل ضمن الحروب التقليدية (وليس حروب المقاومة) فأعلنت أمريكا انتصارها (وإن كانت لا تزال تقاس حتى اليوم) إلاّ أن شركاتها النفطية حققت ما جاءت إليه .
هكذا ما كتبته مجلة Business Week في عددها May 27, 2002 “لا يستطيع أكثر الأمريكيين أن يجدوا أذربيجان على الخارطة ولا أن يقوموا بتهجئة كيرغيستان، أزبكستان، كازاغستان أو طاجكستان . لكن العسكر الأمريكان، ورجال النفط، والدبلوماسيون قد بدأوا سريعاً لمعرفة هذه البقعة البعيدة عن العالم . إن اللعبة التي يقوم بها الأمريكان هي في غاية الأهمية . . . إن الناتج الآن هو سياسة تجمع بين البارود والنفط . البارود لحماية النفط والحكام من المتشددين الإسلاميين” . كما بينت المقالة أن البنتاغون قد أرسل العسكر لحماية طريق خط أنابيب مزمع بناؤه من باكو عبر جورجيا إلى سيهان في تركيا ولقد تم بناء هذا الخط البالغ طوله 1650 كيلومتراً، حيث تم تنفيذ انقلابات وثورات متعددة الألوان والإتيان بأنظمة حكم موالية للغرب . ولقد بدأ ضخ النفط في هذا الخط حيث تم ضخ حوالي 5 .1 مليون برميل يومياً عام 2006 عبر هذا الخط المسمى BTC .
غزو العراق
أفادت وكالة أنباء Associated Press بتاريخ 24 يناير 2008 أن مؤسستين محايدتين للصحافة قد وجدت أن الرئيس بوش وكبار موظفيه قد أصدروا 925 بياناً كاذباً عن خطر العراق على الأمن القومي الأمريكي بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 . ولقد تبين “أن تلك البيانات كانت جزءاً من حملة منسقة، ألهبت شعور الرأي العام، وفي النتيجة ادخلت أمريكا في حرب تحت مسوغات كاذبة” .
925 كذبة لرئيس وإدارته ادعى أن الله قد أراده مخلصاً لأمريكا والعالم .!
لماذا العراق؟
عندما سُئل جيمس ايكنز عن سبب الغزو الأمريكي العراقي قال: “بالطبع انه البترول فمن الواضح أن هذه هي القضية . ولو أن العراقيين كانوا ينتجون الفجل فهل كنا ذهبنا إلى غزوهم؟ بالطبع لا . لقد غزونا العراق من أجل النفط” .
في الوقت الذي أصبحت الولايات المتحدة تستورد ثلثي حاجتها من النفط وحقولها واحتياطيها النفطي في نضوب، كان العراق يمتلك احتياطاً مبدئياً يقدر ب115 مليار برميل من 20 حقلاً منتجاً، ولكن بالعراق 80 حقلاً . وحسب التقديرات فإن الحقول ال 60 الباقية تحتوي على 200 مليار برميل إضافي ما سيجعل العراق مالك أكبر احتياط نفطي في العالم .
وفي الوقت الذي ارتفعت كلفة الإنتاج في الحقول البحرية الأمريكية ما بين 60-70 دولاراً للبرميل فإن كلفة الإنتاج في العراق هي مازالت بين دولار واحد إلى دولارين!
- ولعل حقلاً نفطياً واحداً هو “حقل مجنون” يمتلك احتياطياً نفطياً يوازي كل احتياطي الولايات المتحدة النفطي والبالغ حوالي 20 مليار برميل فقط والذي يكاد لا يعني شيئاً لأنه سينضب خلال سنوات قليلة حيث إن الولايات المتحدة تستهلك حوالي 20 مليون برميل/ يومياً من النفط .
هل ستنسحب الولايات المتحدة من العراق
- يبدو أن التاريخ يوحي بعكس ذلك . الولايات المتحدة ما زالت تقيم في “مدن” عسكرية في اليابان وألمانيا بعد أكثر من 65 سنة من انتهاء الحرب العالمية الثانية . وكذلك قس على أي مكان ذهبت إليه مثل كوريا، فالولايات المتحدة لا تنسحب طوعاً إلاّ كرهاً كما في فيتنام .
- لكن الولايات المتحدة ستنسحب إلى قواعدها التي أنشأتها في العراق وبعضها بحجم المدن، فهي ليست مهتمة بإدارة الشؤون اليومية للعراق حيث ستترك ذلك “لحلفائها” الذين أتوا إلى العراق على ظهر دباباتها .
- وكما أسلفنا فهي تمشى على خطى مستشارها الامبريالي، بريطانيا . وهذا ما قاله Lord Curzon في سياسة بريطانيا بعد الحرب العالمية الأولى بالطريقة الأفضل لإدارة الدول والدويلات ما بعد سايكس بيكو كما جاء في كتاب Kevin Philipps:
“لعل منطق التعاطي الأمريكي مع دول النفط التابعة لسيطرتها هو منطقLord Curzon بأن الطريقة المثلى هي ايجاد واجهة عربية تدار من بريطانيا بواسطة أحد أتباع محمد، وبمساعدة إداريين عرب كلما أمكن” . إذن العراق اليوم له “واجهة عربية”، يدار من “أحد أتباع محمد” ولديه إداريون عرب . وقواعد أمريكية بحجم المدن، وديمقراطية جاءت على أجساد الملايين من العراقيين وعلى رؤوس صواريخ كروز . . هي ديمقراطية، حسب الكاتبة الهندية Arunhati منتوج سريع الذوبان، يستحق من أجله موت مئات الألوف ليتذوقوا طعم هذا المنتوج الجديد: اشتر واحداً منه وخذ اثنيين بالمجان!
اقتصاد المقامرة أزمة نظام
كما أسلفنا فإن حجم المشتقات التي اسميت أيضاً بالأصول السامة Poisoned Assets من الحكومة الأمريكية نفسها قد بلغت حوالي 650 تريليون دولار . . رقم خرافي حينما نعلم أنه حوالي 50 مرة أكبر من حجم الاقتصاد الأمريكي السنوي . كذلك كانت هناك 6 .42 تريليون من سندات SWAPS علماً أن مجموع قيمة الشركات في سوق الأسهم الأمريكية هو آنذاك 5 .18 تريليون دولار .
ولقد خفضت البنوك شروط الاقتراض إلى درجة أنها كان تقرض من ليس له دخل ولا وظيفة ولا أصول (NINJI) وتم اختراع ما أسموه subprime mortgages أي الرهونات الضعيفة التي قاموا بدورهم بضمها إلى المشتقات كما أسلفنا .
كان النظام الاقتصادي المقامر الجديد يتطفل على الاقتصاد المنتج بواسطة مضاربات جعلت من الاقتصاد كازينو مقامرة . نتج عن تلك الممارسات الأزمة بعد الأزمة بدءاً بأزمات أمريكا اللاتينية بداية سنوات الثمانينات . في أواخر الثمانينات اضطرت الحكومة الفيدرالية للتدخل لمساعدة 650 بنكاً، لم تجد تلك المساعدة سوى أنها ساعدت المدخرين على سحب ودائعهم قبل انهيار تلك البنوك . كان هناك أيضاً انهيار بورصة الأسهم الأمريكية بواقع 30% من قيمتها في ساعات، وتبع ذلك انهيار بنوك الادخار ما كلّف دافعي الضرائب الأمريكي 250 مليار دولار لإنقاذها . كما أدت المضاربات إلى انهيار العملة المكسيكية في منتصف التسعينات، تلتها أزمة جنوب شرق آسيا، وكل ذلك نتيجة مضاربة قلّة من مضاربي العملات والأسهم في أسواق تلك البلدان تحت طائلة العولمة ما أدى إلى انهيار LTCM والذي اضطر البنك المركزي الأمريكي للتدخل لمنع انهيار شامل للنظام المالي . كما تم انهيار سوق نازداك سنة 000_B وإفلاس العديد من الشركات نتيجة انهيار فقاعة التسعينات والتي أرادت إدارة بوش بمعالجتها عن طريق فقاعة أكبر أوصلت الاقتصاد الأمريكي والعالمي إلى ما هو عليه منذ سنة 2008 .
هل الأمور ستحسن؟
لعل إلبرت انشتاين قد أجاب عن هذا السؤال بقوله “إن المشاكل التي نجابهها اليوم لا يمكن حلها من العقول التي سببتها” .
لكن المشكلة أن تلك العقول المسببة للأزمة هي التي عهد إليها لحلها وكذلك حسب القول الشعبي: حاميها حراميها . . . كذلك فهولاء هم من يمتلكون الولايات المتحدة!
من يمتلك الولايات المتحدة؟
السواد الأعظم من الأمريكيين واحد في المائة من الأمريكيين
80% owns 8 .9% Owns 38 .3% of the stocks
80 Owns 42 % of the financial wealth % owns 7 %
90 Owns 60 .6 % of financial securities % owns 1 .5 %
-108 90 % owns 6 .7% Owns 62 .4% of the business equity
إذن من تم انقاذهم؟
إنهم هم نفسهم مالكو أمريكا ومسببو الأزمة أنفسهم ولكن تلك الأصول السامة ما زالت سامة، إلاّ أن الحكومة سمحت بإخراجها من ميزانيات البنوك خلافاً للأعراف البنكية لأنه لو تمت إضافتها إلى ميزانيات تلك البنوك لأصبحت كل البنوك الكبرى في الولايات المتحدة مفلسة بكافة المعايير البنكية .
ومع أزمة ديون أوروبا وتأثيراتها فالأمور ستصبح إلى الاسوأ .
وماذا عن بقية أمريكا .
- في دراسة للبروفيسور Elizabeth Warren بتاريخ 22 يناير 2010 فالمتوقع أن يتم الحجز على المنازل بنسبة 3 أضعاف ما كان عليه سنة 2009 في حين كان الحجز سنة 2009 ضعفي ما كان عليه سنة 2008
- كما أن أزمة العقارات التجارية (المكاتب) ستنفجر خلال هذه السنة .
- وأن نسبة البطالة ستكون أقل كثيراً من التوقعات .
- وأن أصحاب الواحد في المائة مالكي أمريكا سيتجهون إلى خفض الرواتب والمستحقات لهؤلاء المساكين الذين عانوا أصلاً من ممارساتهم . إن ما نراه اليوم ليس تباطؤاً، ولا كساداً- إنه أزمة نظام .
وما العمل: لعل ما قاله عيسى عليه السلام
“وذهب المسيح إلى الهيكل . . . وقلب طاولات تجار المال وقال لهم إن هيكلي هو للعبادة، لكنكم حوّلتموه إلى وكر للصوص” . * محاضرة ألقيت في جامعة كولومبيا (مركز أبحاث الشرق الأوسط) يوم 30/5/2010
الوجه الاخر للمؤسسة الدينية الشيعية في العراق
14/3/1994
هاتف الحق لندن
نقول أن أكثر المعلومات الواردة في هذا التقرير تطابقت مع المعلومات التي بحوزتنا ، وتلك جاءت نتيجة لتحقيقنا عن انتخاب السيد السيستاني لموقع المرجعية العليا ، كما ان شخصيات بارزة في الوسط الديني رويت لنا دون سابق معرفة بهذا التقرير ما يطابق المقدار المتفق عليه منها، ومن هؤلاء العلامة السيد حسن الكشميري الخطيب المعروف في اوساط المنبر الحسيني ، والشيخ رياض حبيب الناصري ، وآية الله السيد أحمد الحسني البغدادي ، ونكرر لهذه الاسباب ارتأينا ان ننشر هذا التقرير بالكامل أولا، ثم نبدي ملاحظاتنا على بعض ما ورد فيه ، والذي نعتقد :
أولاً : ان التقدير المذكور يتحدث عن اسماء لم يذكرها ، وهي اسماء تنتمي الى بلدان مختلفة ، وكانت مشتركة في اعداد طبخة مرجعية الروحاني التي يذكر تفاصيل التقرير المذكور ، ومن هذه الاسماء هو رجل اسمه جعفر الاسكوني بن ميرزا علي (الحائري) واحد رموز الشيخية ، وكان في الستينات يدرس في كلية الالهيات ثم نزع العمامة بعد ذلك ، وعين موظف بوزارة الخارجية ، ثم ارسلته الخارجية الى الكويت بمنصب القائم بالاعمال في السفارة الايرانية الشاهنشاهية ، وبعدها عين سفيراً في بغداد لمدة سنتين ، ثم نقل سفيراً لطهران بالسعودية ، وعندما انتهت فترة تعيينه طلبت السعودية من الحكومة الايرانية آنذاك تمديد بقائه سفيراً لديها لاربع سنوات أخرى ، يتحدث العربية ، ومن مواليد كربلاء ويلقب بجعفر رائد ، أخذ يكتب فيما بعد في نشرة اسمها الموجز يصدرها مركز العلاقات الايرانية ــ العربية ويطرح مرجعية السيد محمد الروحاني عبر مقالات عن الوضع الشيعي في العالم ، والاسم الثاني هو السيد رضا الساعجي من أصل ايراني كان في عام 1968 مقيماً في كربلاء ، وهو على علاقة قوية مع العائلة الشيرازية ، تحول الى بغداد ، ثم اختفى ، حتى ظهر في جدة كتاجر مجوهرات ، وهو الان مقيم في السعودية ، ويحمل الجنسية السعودية ، ويشارك في بعض الاحيان مع الوفود الرسمية السعودية الاسلامية الى بعض الدول .
ومن هذه الاسماء التي كانت تجتمع في لندن ولها دور في طرح مرجعية الروحاني التي لم يذكرها التقرير المذكور هو محمد علي الشهرستاني ، ومصطفى جيتة كوكل و((لياقت علي بكيم)) ابن اخ ملا اصغر ، ومحمد الموسوي (الهندي) ، ومنذ العام 1985ــ 1986 كان هؤلاء أو بعضهم يجتمعون دورياً في لندن في فندق ((كمبرلند)) ينضم اليهم ايرانيون من المانيا وأميركا ، وينظم اليهم من السعودية عبد الله الخنيزي ، وكان يشارك في الاجتماعات د. علي رضا صاحب وزير الاقتصاد أيام وزارة هوشنك ، وأحيانا يحضر هذه الاجتماعات محمد علي الشيرازي (ابن السيد عبد الله) ، والشيخ الشاه آبادي ، وفيما كان محمد تقي الخوئي مصراً على ان يكون البديل لمرجعية ابيه هو محمد رضا الخلخالي ، فأن هؤلاء أقنعوه بخطة جلب الروحاني الذي لم يعلم بكل التفاصيل بدقة من ايران عبر لندن الى العراق ، وقد نسق الامر مع شخص اسمه لؤي كان مسؤولا للمخابرات العراقية بلندن ، فيما توسط شاه آبادي والسيد مهدي الروحاني لرفع منع سفر الروحاني من ايران لدى المسؤولين الايرانيين ، أما الشخص الذي حمل الجوازات الى السفارة البريطانية في دبي فهو السيد أحمد أخ زوجة السيد حسن الكشميري ، ولقد انزعج الروحاني الذي كان مقيماً في لندن في بيت فاضل الميلاني عندما ابلغه السيد محمد تقي الخوئي عبر الهاتف بأن مجيئه الى العراق بات أمراً مستحيلاً ، فرجع الى ايران فيما قامت السلطات الايرانية بحجز جوازات السفر لانها تحمل الفيزا العراقية ، وبعد عودة الروحاني الى ايران استقر رأيهم على رضا الخلخالي من جديدة ، الا أن هذا الاخير اعتقل ضمن (35) شخصا من الحوزة (العلمية) أثر فشل انتفاضة 1991م ، وفي ظل ضعف علاقات محمد تقي الخوئي وجماعته مع السيستاني ، بخلاف ما يفترض التقرير ولعداء تاريخي له مع جواد الكلبايكاني يحول دون احتكاكهم بمرجعية الكلبايكاني ، اضطروا ان يعودوا الى الروحاني ، الا انه طالبهم هذه المرة بتقرير للواردات المالية فيما هم يحاذرون من اعطاء أي تقرير خوفا من فاضل الميلاني العارف بكل شيء !!.. ، والذي تربطه علاقة قوية مع الروحاني بحيث ان هذا الاخير يستشيره بكل شيء ، فاضطرا الى ورقة السيستاني ، اذ لم يبق أمامهم غيره لحل المشكلة ، وعندما حسمت المرجعية للسيستاني اضطر الروحاني ان يبلغ محمد مهدي شمس الدين بأن الرسالة التي وصلته من السيستاني بالاشراف على مؤسسة الخوئي في لندن لم تكن حقيقية ، وان محمد تقي الخوئي هو الذي فبركها ، وهذا ما يفسر التصريحات التي أدلى بها شمس الدين فيما بعد ضد المؤسسة وتناقلتها الصحافة ، والتي سنأتي عليها في فصل لاحق ، ولم يحصل حسم المرجعية للسيستاني دون دور لحوزة النجف حتى قبل وفاة الخوئي حيث كان هنالك دور للسيد رضي الدين المرعشي بن السيد جعفر ، والشيخ مرتضى البروجردي ، والشيخ اسحاق الفياض .. فهؤلاء شاركوا، وغيرهم فيما بعد بالاتفاق مع محمد تقي بوضع الشروط على السيستاني من توقيع الوكالات المقترحة وغيرها !!..
ثانياً: كما ان التقرير المتقدم لم يذكر أياً من الاسماء الذين من المقرر ان يسافروا من ايران الى العراق عبر تركيا ليتحولوا الى جزء من حاشية الروحاني ، وأهم هذه الاسماء المعروفة هم : عبد الله لنكراني ، ومحمود الخليلي ، ومحمد حمامي ، واسماء اخرى بالامكان التعرف عليها في اوساط الحوزة القمية بشكل لا يدع مجالاً لأي شك في تفاصيل المعلومات الاساسية التي جاءت في التقرير باستثناء الملاحظات التي نحاول أن نوجزها نحن عبر هذه النقاط ، والا فان التفاصيل العامة لهذه الرواية يعرف بها الكثير من الرؤس الكبيرة والصغيرة في الحوزة القمية ، والحوزات الاخرى ، ولقد سألنا السيد حسن الكشميري عن صحة أن يكون أخو زوجته هو الذي نقل الجوازات الى السفارة البريطانية في دبي ، فأكد ذلك ، كما أكد كل هذه المعلومات الاخرى .
ثالثاً : جاء في التقرير ان شخصية السيستاني كانت شخصية (هادئة) ، الا ان هذا التوصيف يحتاج الى دقة اكبر ، فالذين عرفوا الرجل عن قرب وعايشوه ويقولون انه كان يفضل العزلة عن الاوساط الدينية والاجتماعية قبل تصديه للمرجعية ، فهو لم يلتق فضلاء الحوزة ، ولم يحتك بالمجتمع النجفي الا نادراً ، ولا يشترك في المناسبات الاجتماعية والدينية الا بشكل محدود ، وكان يذهب قبل بزوغ الشمس الى الكوفة للاستجمام لمدة ساعتين على شاطيء الفرات ، وعصراً يمارس رياضة المشي حول :( سور النجف ) بمعية ولده محمد رضا .
رابعاً أما من ناحية علميته المشهودة التي يفترضها التقرير فان الكثير من الخبراء في أوساط المؤسسة الدينية في النجف وقم لم يتفقوا مع هذا المنحى ، وقد حصل ما يشبه الانشقاق الداخلي العلمي كما بدا من منشورات الصحافة في حينها في اطار ترشيحه للمرجعية في الاوساط العلمية الدينية .
هذا من ناحية .. ومن ناحية أخرى فان المعروف عن السيد الخوئي انه لم يعط في حياته اجازة اجتهاد سواء على صعيد (الملكة) أو على صعيد الاجتهاد (المطلق) لأحد باستثناء الشهيد محمد باقر الصدر (شفاهة) ، ويعود السبب في ذلك الى ما يراه البعض من انه (عقدة) لدى السيد الخوئي ، علاقته بالميرزا النائيني الذي منح بعض تلاميذه اجازات اجتهاد ، الا انه لم يمنح الخوئي الاجازة عندما اطلع على البحوث التي قدمها الاخير اليه في اطار ما يعرف بأجود التقريرات التي كتبت حول محاضرات النائيني ، فلم يقل النائيني بأجتهاد الخوئي بتقريظه ، وبخط يده ، وعبر عنه بالعالم الفاضل ، وما حصل ان الاوساط النجفية فوجئت باجازة اجتهاد على صعيد (الملكة) منحها السيد الخوئي الى السيستاني ظهرت بعد وفاته ، وليس أثناء حياته ، الامر الذي دفع بعض هذه الاوساط بالتشكيك والقول انها اجازة مزورة ، لانها لم تكن بخط يد الخوئي ، ولم تصدر في أيام حياته ، ومن الممكن تزوير ختمه ، وهؤلاء يتحدثون بأن الروحاني ، والشيخ جواد التبريزي ، والشيخ الغروي الذين تعتبرهم الاوساط العلمية أكثر كفاءة من السيستاني بوصفهم درسوا دورات كاملة بالفقه خاصة ، الا ان السيد الخوئي لم يمنحهم اجازة اجتهاد !!..
ومن هنا يمكن القول ان الرسالة المرسلة من الخوئي ، والموقعة بختمه التي كان يحملها السيد الروحاني لا تعني بالضرورة اجازة اجتهاد انما هي رسالة دعوة هذا أولاً .. وثانياً : ليس من المؤكد والمعلوم ان هذه الرسالة مزورة ، او حقيقية ، وبغض النظر عن ذلك فان السيد محمد تقي الخوئي سلم رسالة الخوئي لوراثة المرجعية في بيت محمد علي الشهرستاني في لندن .
خامساً : أما فيما يتعلق باصرار السيد السيستاني بالبقاء في النجف الاشرف ، والذي لم يوضح التقرير أسبابه ، فالامر يعود ــ ولعل ذلك من الواضح ــ ان السيد السيستاني لو غادر النجف الى ايران فانه سيتحول الى واحد من مئات الاشخاص الذين يساوونه في المرتبة العلمية ، والذين هم أكبر مرتبة علمية منه في أوساط قم المقدسة من مراجع ومدرسين دينيين يحضر دروسهم الالاف من الطلبة من مختلف بلدان العالم ، لاسيما في ظل ازدهار وتنظيم الدراسة الدينية في قم بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران ، فالبقاء في النجف في مثل هكذا وضع أفضل للطامحين ، أو الذين يرون أنفسهم مؤهلين للتصدي من الخروج منها ، لأن أي مناخ ديني شيعي آخر لا يعطيهم فرصة تحقيق طموحاتهم ، وهذا ما يذكرنا بأسباب عودة الاصفهاني والنائيني الى العراق بشرط عدم التدخل في السياسة ، وأسباب هذه العودة التي تطرقنا لها في الفصل الاول من الكتاب .
سادساً : أما ما يرتبط بأن الخوئي أنابه لاقامة الصلاة نيابة عنه كبديل او كتأشير على فضله على الاخرين ، فان هذا لا يصمد في ظل حالات مشابهة حصلت في هذا المجال منها ان السيد الخوئي كان قد قدم آية الله السيد أسد الله المدني (التبريزي) لاقامة الصلاة نيابة عنه للأسباب تتعلق بعجزه في بعض الأوقات ، وانشغاله بالتدريس في أوقات أخرى .. ومنها أيضاً قول الشهيد الصدر الثاني الذي ذهب بنفسه وخاطب الخوئي قائلاً : ((أصحيح أنك أمرت السيستاني بأن يصلي الجماعة نيابة عنك ؟)) فنفى السيد الخوئي ذلك(1) .
سابعاً : وما جاء في التقرير من ان السيد السيستاني في شغل كرسي الخوئي بالتدريس ، والبحث في حياته ، فهذا ما لم يثبت من أحد من الذين سألناهم حول هذا الامر.
ثامناً : وجاء في التقرير ما معناه ان السيد الخوئي كان يحرم على أي أحد التصوير معه ، وترك هذا (الامتياز) للسيستاني كبطاقة دعاية في حملة تنصيبه ، فهذا الأمر هو الآخر لا يبدو دقيقاً ، بدليل ان الخوئي كان قد التقط صوراً عديدة مع آخرين كالسيد الحكيم والسيد الشاهرودي والسيد علي التبريزي في وفاة السيد محمد جواد الطباطبائي التبريزي ، وهذه الصور منشورة في كتاب ((مع علماء النجف الاشرف)) لمؤلفه السيد محمد الغروي ويمكن مشاهدتها في الكتاب .
هذا ما يرتبط بالتقرير المتقدم ، أما ما يمكن ان يشكل اضافة عليه ناحية استهدافه في محاولة اغتيال فاشلة له من قبل السلطة ، فان البعض يرى ان هذه المحاولة انطوت على ابعاد أخرى في عقل السلطة ، ولم يكن الهدف الحقيقي من ورائها اغتياله فعلاً .
نقول مع كل هذا الاحكام الذي سارت عليه الامور في المؤسسة الدينية في العراق ، ومع كل تلك الجهود التي بذلت قبل وبعد مرجعية السيستاني(2) ، ومع الاموال اللامعقولة التي استخدمت بأسمه .. الا ان الامور ــ أمور المرجعية في النجف ــ اضطرت بشكل واضح ، وتعددت أقطابها ، وحكمتها حالة من الصراعات بما لم يجعل من مرجعية السيستاني تلك (الهالة) التي حظيت بها مرجعية الخوئي .. وثانياً وهذا هو الاهم ، ان الخط التجديدي في المؤسسة الدينية في العراق (مات) مع موت الصدر الاول واستشهاده ، ولم يتصور أحد لا من قريب ولا من بعيد انه سيولد بالسرعة التي ولد فيها ، اذ ان هذه الولادة لم تكن ممكنة ولا متصورة في ظل اجواء خارجية وداخلية لا تسمح بها اطلاقاً .. الا ان رجلاً مثل الشهيد محمد صادق الصدر استطاع ان يخلق هذا الممكن في صيرورة غريبة وسريعة ومذهلة ، ولم تمثل تتويجاً طبيعياً لمسار الاحداث السابقة لها ، أي انها جاءت بما يشبه التمرد المنظم على الخنق المنظم لمؤسسة النجف الدينية ، لتكرر بذلك صورة اقرب الى ما أقدم عليه الشهيد الصدر الاول ببعده الاحتجاجي الرافض لواقع المؤسسة والسلطة معاً ، لكن دون البعد التنظيمي الكافي الذي انطوت عليه تجربة الصدر الثاني .
هكذا بدا التيار التجديدي من أوائل عقد الستينيات حتى الان في المؤسسة الدينية في العراق ، تيار يمثله رمزان فقط هما : الصدران الأول والثاني يتخذان قراراً فريداً على ما يمكن التعبير عنه مجازاً (الموت ، الاستشهاد ، الانتحار) من اجل كسر الطوق والحصار المفروض على التيار التجديدي من النظام من جهة ، ومن خط المؤسسة التقليدي من جهة اخرى .. قارن بين هذه الصورة للتيار التجديدي للمؤسسة في العراق ، وبينه في ايران خلال اربعين عاماً .. ايران بمسار تيارها الكاسح المتصاعد ما قبل الدولة وما بعدها ، والعراق بضمور تياره الى رمزين استشهاديين ، صحيح انهما تركا أثراً توعوياً هائلاً في العقل العراقي ، ولكننا بلحاظ المقارنة مع تيار ايران التجديدي نجد انفسنا أمام مفارقة لا وجه فيها للتشابه والتوازن والمعقولية ، وأمام خسارة مفجعة وفادحة لقائدين نموذجين لم يسمح لهما بمواصلة المسيرة .
وعودة المؤسسة الدينية في العراق بعد الصدرين ستضعنا امام مشهد آخر يبقى فيه السيستاني مميزاً كـ (مرجع أعلى) الا انه مشهد تتعدد فيه رموز المرجعية التقليدية من جديد ، مشهد يتصارع فيه المتصارعون في الداخل والخارج ، ولقد كان الأكثر تواجداً في الخارج هو السيد السيستاني ، لا بشخصه ، ولكن بمن يمثله في ايران ، وغيرها من الدول ، ولتشكل ظاهرته سياقاً خاصاً في ادارتها لهذا الصراع ، وفي الامور (الخرافية) كأداة حاضرة بقوة تميز هذه الظاهرة عن غيرها ، فليس هناك من أحد يسأل عن مصدر هذا المال .. هذا أولاً ، وثانياً : مهما قيل عن طريقة توزيع هذه الاموال واستخدامها من وجهات نظر متباينة معارضة ومؤيدة لادارة ((زعيمها)) ومقررها الاول السيد جواد الشهرستاني فان الاشكالية لا ترتبط بالشخص بقدر ما ترتبط بالمبدأ الذي لم يخضع لضابط ، أو قانون ، أو أساس من أي نوع كان ، اذ قد يكون الشهرستاني فعلاً أفضل من غيره في ادارة هذه الاموال والتصرف بها ، الا اننا نكرر بأن الاشكالية أكبر من ذلك ، ومن هنا فان ظاهرة السيستاني المالية بادارة الشهرستاني أوجدت ظاهرة ذات تجل اجتماعي واضح ، ظاهرة تتكون من ناحية الحواريين ، والشعراء، والخطباء ، والوجهاء ، والحواشي المعممين .. الذين يشكلون فريقاً من المستقبلين والمودعين والمدافعين ، تتكون من ناحية ثانية من المثقفين ، وأصحاب المشاريع ، وشريحة من المحتاجين الذين يرون ان الصدام العلني مع هذه الظاهرة ، أو حتى الكلام فيها خطأ حسب مقولة : ((اننا اذا قارنا ادارة أموال السيستاني مع ادارة الاموال الاخرى للمؤسسة الدينية فالشهرستاني أفضلهم جميعاً ، وأكثرهم استجابة لحاجة الساحة الاجتماعية )).
فيما ان الشق الثالث من الناس يتنامى في داخله حقد وألم وبغض وارتداد على هذا الواقع الذي يشاهدون ، وبالامكان رصد ذلك من خلال معايشة الواقع الاجتماعي ، فهذا الأمر ليس سراً من الاسرار نحاول ان نكشف عنه نحن ، ولا حتى المعلومات التي وردت حول مرجعية السيستاني والمرجعيات الأخرى ((العليا)) باتت سراً .. وهذا هو في الواقع السبب المركزي الذي يدعونا الى كتابتها وتدوينها في محاولة لطرحها على جادة الترشيد والعلاج ، لأن المحصلة النهائية لـ ((جيش)) الحاقدين على هذا الواقع والناقدين له ، لا يعرف أحد بالضبط الى اين سيقذف بالواقع الاسلامي.. في المستقبل ؟ هذا هو الدافع من دراسة هذه الظاهرة ، وهذا هو الدافع مما أسميناه بضرورة الخطاب الرقمي في الواقع الاسلامي بدل الخطاب التمجيدي ، والتعميمي ، والاطلاقي ، والمفاهيمي .. الذي سنأتي عليه لاحقاً ، اذ وان قل الناطقون والكاتبون لهذه الظاهرة ، وان كثر الساكتون عليها فالتجربة أثبتت أن هذا البلد العراق بحالته الاسلامية هو بلد الصيرورات اللا متشابهة والصدامات والمفاجآت .. كما دلل على ذلك القرن الماضي ، وهذا الاحتقان الاجتماعي حول ظاهرة السيستاني المالية ، او غيره .. قد يجعل مسار العمل الاسلامي في العراق محكوماً لصدمات لاحقة .
اذن .. نحن لسنا في ساحة تحد أخلاقي ، أو ساحة تحد في قول الحقيقة ، أو النطق بها بقدر ما ان الجميع عليهم ان ينظروا الى تطورات المستقبل الاجتماعي ــ الديني على ضوء ما هو حاصل .
ونختم هذه الفقرة بالقول أن مؤسسة دينية عراقية بهذه المواصفات دفعت الكثيرين الى انتقادها انتقادا لاذعا حتى من ابنائها ورموزها ، ولابراز صورة من صور هذا النقد ننشر هنا نص رسالة وردتنا من آية الله السيد أحمد الحسني البغدادي حول كتابنا ((محمد باقر الصدر بين دكتاتوريتين)) التي كشفت في احدى فصولها ملابسات الصراع داخل هذه المؤسسة .
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل الباحث العراقي عادل رؤوف ــ دام عزه ــ
سلاما اسلامياً خالصاً .. ودعوات لاستئناف الحياة الحرة الكريمة لشعبنا المظلوم .. بعد أن تلاقفته المنافي ، وابتلعته أمواج البحار ، ومزقت جسده ألغام الحدود .
وبعد .. قرأت كتابكم القيم : ((محمد باقر الصدر بين دكتاتوريتين)) في أوقات التعطيل .. لمست فيه اشراقة في الصياغة والتعبير ، وفي التحليل والتوثيق .. ولمست فيه من ثورة نشعر فيها الطمأنينة والامن والاستقرار .. نشعر ان ناقوس الخطر قد انتهى من حساباتنا ، فسوف نجد حينئذ الأبواب مفتوحة على مصراعيها للتعبير عن هذه الموهبة العارمة مقتحمة جسورةً لا تمنعها حملات التشهير والتكفير التي تشن من هنا ومن هناك ، حرسك الله ورعاك في مواصلة مسارك المعرفي عن مجتمعنا ، وتحرير دراساتك عن عراقنا في اطار النقد والنقد الذاتي ، والموقف الثوري ضد الظلم والظالمين ، وضد الخيانة والخائنين ، وضد التدلس والمتدلسين ، فان معنى تصديك لهذا، أو ذاك ، أو لهذه الشريحة ، أو تلك .. يجعلك لا تخاف شيئاً ، ولا تخشى أحداً ، وتمارس جهادك الدؤوب على كل الجبهات .. أمراً بالمعروف ، ونهياً عن المنكر ، وجهاداً بالكلمة الهادفة .. هذا هو دورك المرسوم في المؤسسة الدينية ، بل هذا هو وجودك في المجتمع العراقي .
ان تقييمك لرائد المدرسة التجديدية ، وطرحك لآيديولوجيته الاسلامية الحضارية .. أثرى المكتبة العربية .. يعد كتابك نقلة نوعية في هذا الزمن المعولم المتوحش الضائع بمعناه الواسع الشامل ، فهذا هو المسار الثوري الذي يصل بنا الى الغاية التي نحن نبتغيها قبل فوات الاوان .. وهذا هو الحل الوحيد لتحرير الفكر والعقيدة ، وتحرير المثقف والفقيه ، من الظلم والظلام ، من التأخر والانحطاط ، من الرجعية والعملاء ، من الانكماش والانطواء ، من سوء الادراك ، من سوء الفهم ، من سوء التطبيق ، لنصنع الغد الزاهر المرجو ، ثم لتكون لنا آيديولوجيا في عملية صيرورة الزمن .
ان تقييمك لمؤسس خط رسالي جهادي تعبوي أصيل كان يتألق ويدوي صداه بسرعة خاطفة عبر محاضراته ومؤلفاته ، ويفتح في نفوس شعبه آيات المجد والخلود .. مهما كانت حملات التحريض التي تنسب اليه !! .. يعد كتابك صرخة مدوية على دكتاتورية المؤسسة الدينية التي تنتسب الى الشريعة الاسلامية ظلماً وعدوانا ، وتدرس فقه الشريعة وقلبها عنه بعيد ، ولا تأخذه عقيدة رسالية حركية ، ولا تتقي الله ولا ترهبه ، وانما تدرسه لتتأول وتحتال باسم تضخيم العناوين الثانوية ، والحيل الشرعية وتوجهه كيف تشاء في تلبية الرغبات والاطماع حيثما انكشف لها ان هناك مصلحة ذاتية تنجز ، وان هناك شيئاً من أشياء هذه الدنيا يكسب .
من هنا ــ يا أخي ــ نريد ان تكشف لنا الشيء الكثير عن هؤلاء الرموز الحوزوية المتسترين والمحترفين باسم الدين ، الذين تحولت حياتهم المعيشية الضيقة الى قصور شامخة ، وحياة مترفة في دول الخليج ، وأوربا، وأميركا الاستكبارية ، وتحاسبهم من أين لكم هذا من خلال كتاباتك الموثقة .
ان تقييمك لهذا المفكر الاستثنائي ليس على مستوى رجال عصره وحسب ، ولكن على مدى زمن ليس بقصير تبنى آليات الوحدة في اطار التوحيد والرسالة ، وتبنى آليات التغيير في اطار المرجعية والحركية ، بعيداً عن انماط الانهزامية والمذهبية !!.. يعد كتابك اكتشافاً جديداً في الرؤية والتشخيص ، وفي بلورة المسار والنظرية ، والله يحفظك ويرعاك بدعاء .
أحمد الحسني البغدادي
دمشق 28 صفر 1422 هـ
ان هذه الرسالة عندما تصدر من مجتهد أو فقيه من فقهاء النجف الاشرف ، فأنها تعتبر عن درجة هائلة من الاحتقان والاختناق الذي باتت تعيشه هذه المؤسسة ، وتعبر بشكل آخر عن درجة مؤلمة من درجات اليأس والاحباط والشعور العميق الغاضب على ما يدور داخلها من ظواهر خطيرة تتعلق بالاموال والدكتاتورية والصراعات والقيادات المخلصة التي تقتل بألسن بعض رجال المؤسسة قبل أن تقتل برصاصات السلطة ، انها مؤسسة تقتل أفذاذها ومفكريها وقاداتها البارعين ، وتلك ظاهرة تحتاج الى مزيد من التفكير العميق .. لأن هذه المؤسسة حسب نص البغدادي المتقدم تنتسب الى الشريعة الاسلامية ظلماً وعدواناً.
عراق بلا قيادة
للمفكر العراقي عادل رؤوف
الهوامش
1ــ راجع كتاب السفير الخامس لعباس الزيدي للمزيد من المعلومات في هذا الاطار .
2 ــ منذ توفي الخوئي راحت مؤسسته في لندن تصدر البيان حول المرجع الجديد ونحن نحتفظ بعدد مهم من هذه البيانات ، نكتفي هنا بايراد احدها وهو بيان يتعلق بموقف المؤسسة من ترشيح السيستاني فيما يلي نصه : (( بسم الله الرحمن الرحيم
بعد أن منيت الامة الاسلامية جميعاً بوفاة المرجع الديني الاعلى الامام أبو القاسم الخوئي ــ رضوان الله عليه ــ ، ينبغي أن ننوه الى أن اغلب الفقهاء الموجودين اما يوجبون البقاء على تقليد الاعلم بعد وفاته أو يجوزون ذلك ، واليكم التفصيل :
1 ــ ذكر الامام الخوئي (قدس سره) انه : ( اذا قلد مجتهداً فمات ، فان كان أعلم من الحي وجب البقاء على تقليد الاعلم ، عمل بفتواه أم لم يعمل .
2 ــ ويرى سماحة السيد علي السيستاني ــ دام ظله ــ وجوب البقاء على تقليد الاعلم ، عمل بفتواه أم لم يعمل .
3 ــ ويرى سماحة السيد عبد الاعلى السبزواري ــ دام ظله ــ : اذا قلد مجتهداً فمات فان كان أعلم من الحي وجب البقاء على تقليده في ما عمل به من المسائل وفي ما لم يعمل .
4 ــ ويقول سماحة الشيخ الآراكي ــ دام ظله ــ : اذا عمل بفتوى الميت في حياته مقدراً معتداً به ، بانياً على الحمل في ما بقي من المسائل ، فالظاهر جواز البقاء على فتواه في ما عمل وفي ما لم يعمل . تعليقه الشيخ الآراكي على العوروة الوثقى المسألة (9) .
5 ــ ويرى سماحة السيد محمد الروحاني ــ دام ظله ــ وجوب البقاء على تقليد الاعلم حتى في المسائل التي لم يعمل بها ، ما دام الدليل المسوغ لتقليد الاعلم ، والرجوع اليه صالحاً للاستناد عليه .
6 ــ ويرى سماحة السيد علي البهشتي ــ دام ظله ــ وجوب البقاء على تقليد الاعلم في المسائل التي عمل بها والتي لم يعمل بها على حد سواء .
7 ــ ويرى سماحة السيد حسن القمي الاحتياط الواجب في البقاء على تقليد الاعلم ، (تعليقة العروة الوثقى) المسألة (9) ).
8 ــ المأذون والوكيل عن المجتهد في التصرف في أموال القاصرين ، وقبض الحقوق الشرعية ينعزل بموت المجتهد .
أسماء الفضلاء والمجتهدين حفظهم الله والذين يرون أعلمية آية الله العظمى سماحة السيد المرجع الديني السيد علي السيستاني (دام ظله).
1 ــ الفقيه السيد علي البهشتي (النجف) .
2 ــ العلامة السيد رضا المرعشي (النجف) .
3 ــ العلامة الشيخ مرتضى البروجردي (النجف) .
4 ــ العلامة الشيخ جعفر النائيني (النجف) .
5 ــ العلامة الشيخ هادي آل راضي (قم) .
6 ــ العلامة الشيخ محمد باقر الايرواني (قم) .
7 ــ العلامة الشيخ أحمد المددي (قم) .
هاتف الحق لندن
نقول أن أكثر المعلومات الواردة في هذا التقرير تطابقت مع المعلومات التي بحوزتنا ، وتلك جاءت نتيجة لتحقيقنا عن انتخاب السيد السيستاني لموقع المرجعية العليا ، كما ان شخصيات بارزة في الوسط الديني رويت لنا دون سابق معرفة بهذا التقرير ما يطابق المقدار المتفق عليه منها، ومن هؤلاء العلامة السيد حسن الكشميري الخطيب المعروف في اوساط المنبر الحسيني ، والشيخ رياض حبيب الناصري ، وآية الله السيد أحمد الحسني البغدادي ، ونكرر لهذه الاسباب ارتأينا ان ننشر هذا التقرير بالكامل أولا، ثم نبدي ملاحظاتنا على بعض ما ورد فيه ، والذي نعتقد :
أولاً : ان التقدير المذكور يتحدث عن اسماء لم يذكرها ، وهي اسماء تنتمي الى بلدان مختلفة ، وكانت مشتركة في اعداد طبخة مرجعية الروحاني التي يذكر تفاصيل التقرير المذكور ، ومن هذه الاسماء هو رجل اسمه جعفر الاسكوني بن ميرزا علي (الحائري) واحد رموز الشيخية ، وكان في الستينات يدرس في كلية الالهيات ثم نزع العمامة بعد ذلك ، وعين موظف بوزارة الخارجية ، ثم ارسلته الخارجية الى الكويت بمنصب القائم بالاعمال في السفارة الايرانية الشاهنشاهية ، وبعدها عين سفيراً في بغداد لمدة سنتين ، ثم نقل سفيراً لطهران بالسعودية ، وعندما انتهت فترة تعيينه طلبت السعودية من الحكومة الايرانية آنذاك تمديد بقائه سفيراً لديها لاربع سنوات أخرى ، يتحدث العربية ، ومن مواليد كربلاء ويلقب بجعفر رائد ، أخذ يكتب فيما بعد في نشرة اسمها الموجز يصدرها مركز العلاقات الايرانية ــ العربية ويطرح مرجعية السيد محمد الروحاني عبر مقالات عن الوضع الشيعي في العالم ، والاسم الثاني هو السيد رضا الساعجي من أصل ايراني كان في عام 1968 مقيماً في كربلاء ، وهو على علاقة قوية مع العائلة الشيرازية ، تحول الى بغداد ، ثم اختفى ، حتى ظهر في جدة كتاجر مجوهرات ، وهو الان مقيم في السعودية ، ويحمل الجنسية السعودية ، ويشارك في بعض الاحيان مع الوفود الرسمية السعودية الاسلامية الى بعض الدول .
ومن هذه الاسماء التي كانت تجتمع في لندن ولها دور في طرح مرجعية الروحاني التي لم يذكرها التقرير المذكور هو محمد علي الشهرستاني ، ومصطفى جيتة كوكل و((لياقت علي بكيم)) ابن اخ ملا اصغر ، ومحمد الموسوي (الهندي) ، ومنذ العام 1985ــ 1986 كان هؤلاء أو بعضهم يجتمعون دورياً في لندن في فندق ((كمبرلند)) ينضم اليهم ايرانيون من المانيا وأميركا ، وينظم اليهم من السعودية عبد الله الخنيزي ، وكان يشارك في الاجتماعات د. علي رضا صاحب وزير الاقتصاد أيام وزارة هوشنك ، وأحيانا يحضر هذه الاجتماعات محمد علي الشيرازي (ابن السيد عبد الله) ، والشيخ الشاه آبادي ، وفيما كان محمد تقي الخوئي مصراً على ان يكون البديل لمرجعية ابيه هو محمد رضا الخلخالي ، فأن هؤلاء أقنعوه بخطة جلب الروحاني الذي لم يعلم بكل التفاصيل بدقة من ايران عبر لندن الى العراق ، وقد نسق الامر مع شخص اسمه لؤي كان مسؤولا للمخابرات العراقية بلندن ، فيما توسط شاه آبادي والسيد مهدي الروحاني لرفع منع سفر الروحاني من ايران لدى المسؤولين الايرانيين ، أما الشخص الذي حمل الجوازات الى السفارة البريطانية في دبي فهو السيد أحمد أخ زوجة السيد حسن الكشميري ، ولقد انزعج الروحاني الذي كان مقيماً في لندن في بيت فاضل الميلاني عندما ابلغه السيد محمد تقي الخوئي عبر الهاتف بأن مجيئه الى العراق بات أمراً مستحيلاً ، فرجع الى ايران فيما قامت السلطات الايرانية بحجز جوازات السفر لانها تحمل الفيزا العراقية ، وبعد عودة الروحاني الى ايران استقر رأيهم على رضا الخلخالي من جديدة ، الا أن هذا الاخير اعتقل ضمن (35) شخصا من الحوزة (العلمية) أثر فشل انتفاضة 1991م ، وفي ظل ضعف علاقات محمد تقي الخوئي وجماعته مع السيستاني ، بخلاف ما يفترض التقرير ولعداء تاريخي له مع جواد الكلبايكاني يحول دون احتكاكهم بمرجعية الكلبايكاني ، اضطروا ان يعودوا الى الروحاني ، الا انه طالبهم هذه المرة بتقرير للواردات المالية فيما هم يحاذرون من اعطاء أي تقرير خوفا من فاضل الميلاني العارف بكل شيء !!.. ، والذي تربطه علاقة قوية مع الروحاني بحيث ان هذا الاخير يستشيره بكل شيء ، فاضطرا الى ورقة السيستاني ، اذ لم يبق أمامهم غيره لحل المشكلة ، وعندما حسمت المرجعية للسيستاني اضطر الروحاني ان يبلغ محمد مهدي شمس الدين بأن الرسالة التي وصلته من السيستاني بالاشراف على مؤسسة الخوئي في لندن لم تكن حقيقية ، وان محمد تقي الخوئي هو الذي فبركها ، وهذا ما يفسر التصريحات التي أدلى بها شمس الدين فيما بعد ضد المؤسسة وتناقلتها الصحافة ، والتي سنأتي عليها في فصل لاحق ، ولم يحصل حسم المرجعية للسيستاني دون دور لحوزة النجف حتى قبل وفاة الخوئي حيث كان هنالك دور للسيد رضي الدين المرعشي بن السيد جعفر ، والشيخ مرتضى البروجردي ، والشيخ اسحاق الفياض .. فهؤلاء شاركوا، وغيرهم فيما بعد بالاتفاق مع محمد تقي بوضع الشروط على السيستاني من توقيع الوكالات المقترحة وغيرها !!..
ثانياً: كما ان التقرير المتقدم لم يذكر أياً من الاسماء الذين من المقرر ان يسافروا من ايران الى العراق عبر تركيا ليتحولوا الى جزء من حاشية الروحاني ، وأهم هذه الاسماء المعروفة هم : عبد الله لنكراني ، ومحمود الخليلي ، ومحمد حمامي ، واسماء اخرى بالامكان التعرف عليها في اوساط الحوزة القمية بشكل لا يدع مجالاً لأي شك في تفاصيل المعلومات الاساسية التي جاءت في التقرير باستثناء الملاحظات التي نحاول أن نوجزها نحن عبر هذه النقاط ، والا فان التفاصيل العامة لهذه الرواية يعرف بها الكثير من الرؤس الكبيرة والصغيرة في الحوزة القمية ، والحوزات الاخرى ، ولقد سألنا السيد حسن الكشميري عن صحة أن يكون أخو زوجته هو الذي نقل الجوازات الى السفارة البريطانية في دبي ، فأكد ذلك ، كما أكد كل هذه المعلومات الاخرى .
ثالثاً : جاء في التقرير ان شخصية السيستاني كانت شخصية (هادئة) ، الا ان هذا التوصيف يحتاج الى دقة اكبر ، فالذين عرفوا الرجل عن قرب وعايشوه ويقولون انه كان يفضل العزلة عن الاوساط الدينية والاجتماعية قبل تصديه للمرجعية ، فهو لم يلتق فضلاء الحوزة ، ولم يحتك بالمجتمع النجفي الا نادراً ، ولا يشترك في المناسبات الاجتماعية والدينية الا بشكل محدود ، وكان يذهب قبل بزوغ الشمس الى الكوفة للاستجمام لمدة ساعتين على شاطيء الفرات ، وعصراً يمارس رياضة المشي حول :( سور النجف ) بمعية ولده محمد رضا .
رابعاً أما من ناحية علميته المشهودة التي يفترضها التقرير فان الكثير من الخبراء في أوساط المؤسسة الدينية في النجف وقم لم يتفقوا مع هذا المنحى ، وقد حصل ما يشبه الانشقاق الداخلي العلمي كما بدا من منشورات الصحافة في حينها في اطار ترشيحه للمرجعية في الاوساط العلمية الدينية .
هذا من ناحية .. ومن ناحية أخرى فان المعروف عن السيد الخوئي انه لم يعط في حياته اجازة اجتهاد سواء على صعيد (الملكة) أو على صعيد الاجتهاد (المطلق) لأحد باستثناء الشهيد محمد باقر الصدر (شفاهة) ، ويعود السبب في ذلك الى ما يراه البعض من انه (عقدة) لدى السيد الخوئي ، علاقته بالميرزا النائيني الذي منح بعض تلاميذه اجازات اجتهاد ، الا انه لم يمنح الخوئي الاجازة عندما اطلع على البحوث التي قدمها الاخير اليه في اطار ما يعرف بأجود التقريرات التي كتبت حول محاضرات النائيني ، فلم يقل النائيني بأجتهاد الخوئي بتقريظه ، وبخط يده ، وعبر عنه بالعالم الفاضل ، وما حصل ان الاوساط النجفية فوجئت باجازة اجتهاد على صعيد (الملكة) منحها السيد الخوئي الى السيستاني ظهرت بعد وفاته ، وليس أثناء حياته ، الامر الذي دفع بعض هذه الاوساط بالتشكيك والقول انها اجازة مزورة ، لانها لم تكن بخط يد الخوئي ، ولم تصدر في أيام حياته ، ومن الممكن تزوير ختمه ، وهؤلاء يتحدثون بأن الروحاني ، والشيخ جواد التبريزي ، والشيخ الغروي الذين تعتبرهم الاوساط العلمية أكثر كفاءة من السيستاني بوصفهم درسوا دورات كاملة بالفقه خاصة ، الا ان السيد الخوئي لم يمنحهم اجازة اجتهاد !!..
ومن هنا يمكن القول ان الرسالة المرسلة من الخوئي ، والموقعة بختمه التي كان يحملها السيد الروحاني لا تعني بالضرورة اجازة اجتهاد انما هي رسالة دعوة هذا أولاً .. وثانياً : ليس من المؤكد والمعلوم ان هذه الرسالة مزورة ، او حقيقية ، وبغض النظر عن ذلك فان السيد محمد تقي الخوئي سلم رسالة الخوئي لوراثة المرجعية في بيت محمد علي الشهرستاني في لندن .
خامساً : أما فيما يتعلق باصرار السيد السيستاني بالبقاء في النجف الاشرف ، والذي لم يوضح التقرير أسبابه ، فالامر يعود ــ ولعل ذلك من الواضح ــ ان السيد السيستاني لو غادر النجف الى ايران فانه سيتحول الى واحد من مئات الاشخاص الذين يساوونه في المرتبة العلمية ، والذين هم أكبر مرتبة علمية منه في أوساط قم المقدسة من مراجع ومدرسين دينيين يحضر دروسهم الالاف من الطلبة من مختلف بلدان العالم ، لاسيما في ظل ازدهار وتنظيم الدراسة الدينية في قم بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران ، فالبقاء في النجف في مثل هكذا وضع أفضل للطامحين ، أو الذين يرون أنفسهم مؤهلين للتصدي من الخروج منها ، لأن أي مناخ ديني شيعي آخر لا يعطيهم فرصة تحقيق طموحاتهم ، وهذا ما يذكرنا بأسباب عودة الاصفهاني والنائيني الى العراق بشرط عدم التدخل في السياسة ، وأسباب هذه العودة التي تطرقنا لها في الفصل الاول من الكتاب .
سادساً : أما ما يرتبط بأن الخوئي أنابه لاقامة الصلاة نيابة عنه كبديل او كتأشير على فضله على الاخرين ، فان هذا لا يصمد في ظل حالات مشابهة حصلت في هذا المجال منها ان السيد الخوئي كان قد قدم آية الله السيد أسد الله المدني (التبريزي) لاقامة الصلاة نيابة عنه للأسباب تتعلق بعجزه في بعض الأوقات ، وانشغاله بالتدريس في أوقات أخرى .. ومنها أيضاً قول الشهيد الصدر الثاني الذي ذهب بنفسه وخاطب الخوئي قائلاً : ((أصحيح أنك أمرت السيستاني بأن يصلي الجماعة نيابة عنك ؟)) فنفى السيد الخوئي ذلك(1) .
سابعاً : وما جاء في التقرير من ان السيد السيستاني في شغل كرسي الخوئي بالتدريس ، والبحث في حياته ، فهذا ما لم يثبت من أحد من الذين سألناهم حول هذا الامر.
ثامناً : وجاء في التقرير ما معناه ان السيد الخوئي كان يحرم على أي أحد التصوير معه ، وترك هذا (الامتياز) للسيستاني كبطاقة دعاية في حملة تنصيبه ، فهذا الأمر هو الآخر لا يبدو دقيقاً ، بدليل ان الخوئي كان قد التقط صوراً عديدة مع آخرين كالسيد الحكيم والسيد الشاهرودي والسيد علي التبريزي في وفاة السيد محمد جواد الطباطبائي التبريزي ، وهذه الصور منشورة في كتاب ((مع علماء النجف الاشرف)) لمؤلفه السيد محمد الغروي ويمكن مشاهدتها في الكتاب .
هذا ما يرتبط بالتقرير المتقدم ، أما ما يمكن ان يشكل اضافة عليه ناحية استهدافه في محاولة اغتيال فاشلة له من قبل السلطة ، فان البعض يرى ان هذه المحاولة انطوت على ابعاد أخرى في عقل السلطة ، ولم يكن الهدف الحقيقي من ورائها اغتياله فعلاً .
نقول مع كل هذا الاحكام الذي سارت عليه الامور في المؤسسة الدينية في العراق ، ومع كل تلك الجهود التي بذلت قبل وبعد مرجعية السيستاني(2) ، ومع الاموال اللامعقولة التي استخدمت بأسمه .. الا ان الامور ــ أمور المرجعية في النجف ــ اضطرت بشكل واضح ، وتعددت أقطابها ، وحكمتها حالة من الصراعات بما لم يجعل من مرجعية السيستاني تلك (الهالة) التي حظيت بها مرجعية الخوئي .. وثانياً وهذا هو الاهم ، ان الخط التجديدي في المؤسسة الدينية في العراق (مات) مع موت الصدر الاول واستشهاده ، ولم يتصور أحد لا من قريب ولا من بعيد انه سيولد بالسرعة التي ولد فيها ، اذ ان هذه الولادة لم تكن ممكنة ولا متصورة في ظل اجواء خارجية وداخلية لا تسمح بها اطلاقاً .. الا ان رجلاً مثل الشهيد محمد صادق الصدر استطاع ان يخلق هذا الممكن في صيرورة غريبة وسريعة ومذهلة ، ولم تمثل تتويجاً طبيعياً لمسار الاحداث السابقة لها ، أي انها جاءت بما يشبه التمرد المنظم على الخنق المنظم لمؤسسة النجف الدينية ، لتكرر بذلك صورة اقرب الى ما أقدم عليه الشهيد الصدر الاول ببعده الاحتجاجي الرافض لواقع المؤسسة والسلطة معاً ، لكن دون البعد التنظيمي الكافي الذي انطوت عليه تجربة الصدر الثاني .
هكذا بدا التيار التجديدي من أوائل عقد الستينيات حتى الان في المؤسسة الدينية في العراق ، تيار يمثله رمزان فقط هما : الصدران الأول والثاني يتخذان قراراً فريداً على ما يمكن التعبير عنه مجازاً (الموت ، الاستشهاد ، الانتحار) من اجل كسر الطوق والحصار المفروض على التيار التجديدي من النظام من جهة ، ومن خط المؤسسة التقليدي من جهة اخرى .. قارن بين هذه الصورة للتيار التجديدي للمؤسسة في العراق ، وبينه في ايران خلال اربعين عاماً .. ايران بمسار تيارها الكاسح المتصاعد ما قبل الدولة وما بعدها ، والعراق بضمور تياره الى رمزين استشهاديين ، صحيح انهما تركا أثراً توعوياً هائلاً في العقل العراقي ، ولكننا بلحاظ المقارنة مع تيار ايران التجديدي نجد انفسنا أمام مفارقة لا وجه فيها للتشابه والتوازن والمعقولية ، وأمام خسارة مفجعة وفادحة لقائدين نموذجين لم يسمح لهما بمواصلة المسيرة .
وعودة المؤسسة الدينية في العراق بعد الصدرين ستضعنا امام مشهد آخر يبقى فيه السيستاني مميزاً كـ (مرجع أعلى) الا انه مشهد تتعدد فيه رموز المرجعية التقليدية من جديد ، مشهد يتصارع فيه المتصارعون في الداخل والخارج ، ولقد كان الأكثر تواجداً في الخارج هو السيد السيستاني ، لا بشخصه ، ولكن بمن يمثله في ايران ، وغيرها من الدول ، ولتشكل ظاهرته سياقاً خاصاً في ادارتها لهذا الصراع ، وفي الامور (الخرافية) كأداة حاضرة بقوة تميز هذه الظاهرة عن غيرها ، فليس هناك من أحد يسأل عن مصدر هذا المال .. هذا أولاً ، وثانياً : مهما قيل عن طريقة توزيع هذه الاموال واستخدامها من وجهات نظر متباينة معارضة ومؤيدة لادارة ((زعيمها)) ومقررها الاول السيد جواد الشهرستاني فان الاشكالية لا ترتبط بالشخص بقدر ما ترتبط بالمبدأ الذي لم يخضع لضابط ، أو قانون ، أو أساس من أي نوع كان ، اذ قد يكون الشهرستاني فعلاً أفضل من غيره في ادارة هذه الاموال والتصرف بها ، الا اننا نكرر بأن الاشكالية أكبر من ذلك ، ومن هنا فان ظاهرة السيستاني المالية بادارة الشهرستاني أوجدت ظاهرة ذات تجل اجتماعي واضح ، ظاهرة تتكون من ناحية الحواريين ، والشعراء، والخطباء ، والوجهاء ، والحواشي المعممين .. الذين يشكلون فريقاً من المستقبلين والمودعين والمدافعين ، تتكون من ناحية ثانية من المثقفين ، وأصحاب المشاريع ، وشريحة من المحتاجين الذين يرون ان الصدام العلني مع هذه الظاهرة ، أو حتى الكلام فيها خطأ حسب مقولة : ((اننا اذا قارنا ادارة أموال السيستاني مع ادارة الاموال الاخرى للمؤسسة الدينية فالشهرستاني أفضلهم جميعاً ، وأكثرهم استجابة لحاجة الساحة الاجتماعية )).
فيما ان الشق الثالث من الناس يتنامى في داخله حقد وألم وبغض وارتداد على هذا الواقع الذي يشاهدون ، وبالامكان رصد ذلك من خلال معايشة الواقع الاجتماعي ، فهذا الأمر ليس سراً من الاسرار نحاول ان نكشف عنه نحن ، ولا حتى المعلومات التي وردت حول مرجعية السيستاني والمرجعيات الأخرى ((العليا)) باتت سراً .. وهذا هو في الواقع السبب المركزي الذي يدعونا الى كتابتها وتدوينها في محاولة لطرحها على جادة الترشيد والعلاج ، لأن المحصلة النهائية لـ ((جيش)) الحاقدين على هذا الواقع والناقدين له ، لا يعرف أحد بالضبط الى اين سيقذف بالواقع الاسلامي.. في المستقبل ؟ هذا هو الدافع من دراسة هذه الظاهرة ، وهذا هو الدافع مما أسميناه بضرورة الخطاب الرقمي في الواقع الاسلامي بدل الخطاب التمجيدي ، والتعميمي ، والاطلاقي ، والمفاهيمي .. الذي سنأتي عليه لاحقاً ، اذ وان قل الناطقون والكاتبون لهذه الظاهرة ، وان كثر الساكتون عليها فالتجربة أثبتت أن هذا البلد العراق بحالته الاسلامية هو بلد الصيرورات اللا متشابهة والصدامات والمفاجآت .. كما دلل على ذلك القرن الماضي ، وهذا الاحتقان الاجتماعي حول ظاهرة السيستاني المالية ، او غيره .. قد يجعل مسار العمل الاسلامي في العراق محكوماً لصدمات لاحقة .
اذن .. نحن لسنا في ساحة تحد أخلاقي ، أو ساحة تحد في قول الحقيقة ، أو النطق بها بقدر ما ان الجميع عليهم ان ينظروا الى تطورات المستقبل الاجتماعي ــ الديني على ضوء ما هو حاصل .
ونختم هذه الفقرة بالقول أن مؤسسة دينية عراقية بهذه المواصفات دفعت الكثيرين الى انتقادها انتقادا لاذعا حتى من ابنائها ورموزها ، ولابراز صورة من صور هذا النقد ننشر هنا نص رسالة وردتنا من آية الله السيد أحمد الحسني البغدادي حول كتابنا ((محمد باقر الصدر بين دكتاتوريتين)) التي كشفت في احدى فصولها ملابسات الصراع داخل هذه المؤسسة .
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل الباحث العراقي عادل رؤوف ــ دام عزه ــ
سلاما اسلامياً خالصاً .. ودعوات لاستئناف الحياة الحرة الكريمة لشعبنا المظلوم .. بعد أن تلاقفته المنافي ، وابتلعته أمواج البحار ، ومزقت جسده ألغام الحدود .
وبعد .. قرأت كتابكم القيم : ((محمد باقر الصدر بين دكتاتوريتين)) في أوقات التعطيل .. لمست فيه اشراقة في الصياغة والتعبير ، وفي التحليل والتوثيق .. ولمست فيه من ثورة نشعر فيها الطمأنينة والامن والاستقرار .. نشعر ان ناقوس الخطر قد انتهى من حساباتنا ، فسوف نجد حينئذ الأبواب مفتوحة على مصراعيها للتعبير عن هذه الموهبة العارمة مقتحمة جسورةً لا تمنعها حملات التشهير والتكفير التي تشن من هنا ومن هناك ، حرسك الله ورعاك في مواصلة مسارك المعرفي عن مجتمعنا ، وتحرير دراساتك عن عراقنا في اطار النقد والنقد الذاتي ، والموقف الثوري ضد الظلم والظالمين ، وضد الخيانة والخائنين ، وضد التدلس والمتدلسين ، فان معنى تصديك لهذا، أو ذاك ، أو لهذه الشريحة ، أو تلك .. يجعلك لا تخاف شيئاً ، ولا تخشى أحداً ، وتمارس جهادك الدؤوب على كل الجبهات .. أمراً بالمعروف ، ونهياً عن المنكر ، وجهاداً بالكلمة الهادفة .. هذا هو دورك المرسوم في المؤسسة الدينية ، بل هذا هو وجودك في المجتمع العراقي .
ان تقييمك لرائد المدرسة التجديدية ، وطرحك لآيديولوجيته الاسلامية الحضارية .. أثرى المكتبة العربية .. يعد كتابك نقلة نوعية في هذا الزمن المعولم المتوحش الضائع بمعناه الواسع الشامل ، فهذا هو المسار الثوري الذي يصل بنا الى الغاية التي نحن نبتغيها قبل فوات الاوان .. وهذا هو الحل الوحيد لتحرير الفكر والعقيدة ، وتحرير المثقف والفقيه ، من الظلم والظلام ، من التأخر والانحطاط ، من الرجعية والعملاء ، من الانكماش والانطواء ، من سوء الادراك ، من سوء الفهم ، من سوء التطبيق ، لنصنع الغد الزاهر المرجو ، ثم لتكون لنا آيديولوجيا في عملية صيرورة الزمن .
ان تقييمك لمؤسس خط رسالي جهادي تعبوي أصيل كان يتألق ويدوي صداه بسرعة خاطفة عبر محاضراته ومؤلفاته ، ويفتح في نفوس شعبه آيات المجد والخلود .. مهما كانت حملات التحريض التي تنسب اليه !! .. يعد كتابك صرخة مدوية على دكتاتورية المؤسسة الدينية التي تنتسب الى الشريعة الاسلامية ظلماً وعدوانا ، وتدرس فقه الشريعة وقلبها عنه بعيد ، ولا تأخذه عقيدة رسالية حركية ، ولا تتقي الله ولا ترهبه ، وانما تدرسه لتتأول وتحتال باسم تضخيم العناوين الثانوية ، والحيل الشرعية وتوجهه كيف تشاء في تلبية الرغبات والاطماع حيثما انكشف لها ان هناك مصلحة ذاتية تنجز ، وان هناك شيئاً من أشياء هذه الدنيا يكسب .
من هنا ــ يا أخي ــ نريد ان تكشف لنا الشيء الكثير عن هؤلاء الرموز الحوزوية المتسترين والمحترفين باسم الدين ، الذين تحولت حياتهم المعيشية الضيقة الى قصور شامخة ، وحياة مترفة في دول الخليج ، وأوربا، وأميركا الاستكبارية ، وتحاسبهم من أين لكم هذا من خلال كتاباتك الموثقة .
ان تقييمك لهذا المفكر الاستثنائي ليس على مستوى رجال عصره وحسب ، ولكن على مدى زمن ليس بقصير تبنى آليات الوحدة في اطار التوحيد والرسالة ، وتبنى آليات التغيير في اطار المرجعية والحركية ، بعيداً عن انماط الانهزامية والمذهبية !!.. يعد كتابك اكتشافاً جديداً في الرؤية والتشخيص ، وفي بلورة المسار والنظرية ، والله يحفظك ويرعاك بدعاء .
أحمد الحسني البغدادي
دمشق 28 صفر 1422 هـ
ان هذه الرسالة عندما تصدر من مجتهد أو فقيه من فقهاء النجف الاشرف ، فأنها تعتبر عن درجة هائلة من الاحتقان والاختناق الذي باتت تعيشه هذه المؤسسة ، وتعبر بشكل آخر عن درجة مؤلمة من درجات اليأس والاحباط والشعور العميق الغاضب على ما يدور داخلها من ظواهر خطيرة تتعلق بالاموال والدكتاتورية والصراعات والقيادات المخلصة التي تقتل بألسن بعض رجال المؤسسة قبل أن تقتل برصاصات السلطة ، انها مؤسسة تقتل أفذاذها ومفكريها وقاداتها البارعين ، وتلك ظاهرة تحتاج الى مزيد من التفكير العميق .. لأن هذه المؤسسة حسب نص البغدادي المتقدم تنتسب الى الشريعة الاسلامية ظلماً وعدواناً.
عراق بلا قيادة
للمفكر العراقي عادل رؤوف
الهوامش
1ــ راجع كتاب السفير الخامس لعباس الزيدي للمزيد من المعلومات في هذا الاطار .
2 ــ منذ توفي الخوئي راحت مؤسسته في لندن تصدر البيان حول المرجع الجديد ونحن نحتفظ بعدد مهم من هذه البيانات ، نكتفي هنا بايراد احدها وهو بيان يتعلق بموقف المؤسسة من ترشيح السيستاني فيما يلي نصه : (( بسم الله الرحمن الرحيم
بعد أن منيت الامة الاسلامية جميعاً بوفاة المرجع الديني الاعلى الامام أبو القاسم الخوئي ــ رضوان الله عليه ــ ، ينبغي أن ننوه الى أن اغلب الفقهاء الموجودين اما يوجبون البقاء على تقليد الاعلم بعد وفاته أو يجوزون ذلك ، واليكم التفصيل :
1 ــ ذكر الامام الخوئي (قدس سره) انه : ( اذا قلد مجتهداً فمات ، فان كان أعلم من الحي وجب البقاء على تقليد الاعلم ، عمل بفتواه أم لم يعمل .
2 ــ ويرى سماحة السيد علي السيستاني ــ دام ظله ــ وجوب البقاء على تقليد الاعلم ، عمل بفتواه أم لم يعمل .
3 ــ ويرى سماحة السيد عبد الاعلى السبزواري ــ دام ظله ــ : اذا قلد مجتهداً فمات فان كان أعلم من الحي وجب البقاء على تقليده في ما عمل به من المسائل وفي ما لم يعمل .
4 ــ ويقول سماحة الشيخ الآراكي ــ دام ظله ــ : اذا عمل بفتوى الميت في حياته مقدراً معتداً به ، بانياً على الحمل في ما بقي من المسائل ، فالظاهر جواز البقاء على فتواه في ما عمل وفي ما لم يعمل . تعليقه الشيخ الآراكي على العوروة الوثقى المسألة (9) .
5 ــ ويرى سماحة السيد محمد الروحاني ــ دام ظله ــ وجوب البقاء على تقليد الاعلم حتى في المسائل التي لم يعمل بها ، ما دام الدليل المسوغ لتقليد الاعلم ، والرجوع اليه صالحاً للاستناد عليه .
6 ــ ويرى سماحة السيد علي البهشتي ــ دام ظله ــ وجوب البقاء على تقليد الاعلم في المسائل التي عمل بها والتي لم يعمل بها على حد سواء .
7 ــ ويرى سماحة السيد حسن القمي الاحتياط الواجب في البقاء على تقليد الاعلم ، (تعليقة العروة الوثقى) المسألة (9) ).
8 ــ المأذون والوكيل عن المجتهد في التصرف في أموال القاصرين ، وقبض الحقوق الشرعية ينعزل بموت المجتهد .
أسماء الفضلاء والمجتهدين حفظهم الله والذين يرون أعلمية آية الله العظمى سماحة السيد المرجع الديني السيد علي السيستاني (دام ظله).
1 ــ الفقيه السيد علي البهشتي (النجف) .
2 ــ العلامة السيد رضا المرعشي (النجف) .
3 ــ العلامة الشيخ مرتضى البروجردي (النجف) .
4 ــ العلامة الشيخ جعفر النائيني (النجف) .
5 ــ العلامة الشيخ هادي آل راضي (قم) .
6 ــ العلامة الشيخ محمد باقر الايرواني (قم) .
7 ــ العلامة الشيخ أحمد المددي (قم) .
الأربعاء، 8 سبتمبر 2010
أوديرنو يعترف : دخلنا بلد كنا نجهله و تصرفنا فيه بطريقة (ساذجة) !
الاثنين, 30 أغسطس 2010 20:11 واشنطن - الملف برس
اعترف قائد القوات الأميركية المنتهية مهمته في العراق الجنرال ريموند أوديرنو بأن بلاده تصرفت بسذاجة في العراق، وأن ما قامت به هناك ربما جعل أمور هذا البلد أكثر سوءا.
وشكك أوديرنو في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في إمكانية تشكيل العراقيين حكومتهم الجديدة قبل شهرين من الآن، وحذر من أن استمرار الجمود الحالي إلى ما بعد ذلك التاريخ قد يدفع للدعوة لانتخابات جديدة تخرج البلد من المأزق الذي يتخبط فيه منذ مارس/آذار الماضي.وقال أوديرنو في معرض تقييمه للتجربة العسكرية الأميركية في العراق، إن الجيش الأميركي تعلم دروسا وإن بـ"الطريقة الصعبة" من خلال تجربته في العراق، معترفا بـ"أننا كلنا كنا سذجا بشأن العراق".وأضاف أن الأميركيين دخلوا العراق وهم يجهلون مشاكله والدمار الاجتماعي الذي كان يعانيه، مشيرا في هذا الصدد إلى مخلفات الحرب الإيرانية العراقية وحرب الخليج الأولى والعقوبات التي فرضت على العراق ما بين 1990 و2003 والتي أدت إلى القضاء على الطبقة المتوسطة.وهنا، يقول أوديرنو "هاجمنا العراق لإسقاط الحكومة"، قبل أن يؤكد أن تلك السذاجة وذلك الجهل بالعراق تجلى أيضا في عدم أخذ الاختلافات الطائفية والعرقية للبلد في الحسبان، قائلا "إننا بكل بساطة لم نكن نفهم العراق".وردا على السؤال "هل جعلت الولايات المتحدة الأميركية الانقسامات داخل العراق أسوأ مما كانت عليه؟"، قال أوديرنو "لا أدري".
لكنه أردف يقول إن عدم فهم الأميركيين لكل الأشياء الآنفة الذكر ومحاولتهم شق طريقهم رغم ذلك ربما أدى إلى جعل الأمور تزداد سوءا.وحول التعثر المستمر منذ أكثر من خمسة أشهر في تشكيل الحكومة بالعراق، أعرب أوديرنو عن اعتقاده بأن المباحثات بشأن تشكيل هذه الحكومة شهدت بعض التقدم وقد تكون ناجحة غير أنه تنبأ بأن يحتاج السياسيون العراقيون لـ"أربعة أو ستة أو ثمانية أسابيع" لتحقيق ذلك.وقالت الصحيفة إن من شأن الحديث عن أي انتخابات جديدة في العراق أن يؤجج الاضطرابات السياسية المتفاقمة أصلا في هذا البلد مع بدء الولايات المتحدة الأميركية سحب خمسين ألفا من قواتها من هناك والتي ينتظر أن يكتمل سحبها بحلول نهاية العام 2011.وأضافت أنه رغم أن الانتخابات التي شهدها العراق في مارس/آذار الماضي وصفت بأنها كانت ناجحة، فإن الفترتين التي سبقتها والتي لحقتها تميزتا بصراعات مريرة بشأن الأهلية وإعادة الفرز والتحديات القانونية وتصفية الحسابات التي لا تزال تفاقم التوتر الطائفي.ويرى أوديرنو أنه "كلما طال أمد هذا الوضع زاد إحباط العراقيين من النظام نفسه"، مضيفا أنه لا يريد أن "يفقدوا ثقتهم في النظام الديمقراطي لما لذلك من خطر على المدى البعيد".
وكان المسؤولون الأميركيون يأملون أن يتم تشكيل الحكومة الجديدة قبل الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأميركي باراك أوباما لتقليص قواته إلى مستوى 50 ألفا والذي يصادف غدا الثلاثاء.
لكن جهود تشكيل حكومة بين القائمتين الفائزتين وهما "العراقية" بزعامة إياد علاوي و"ائتلاف دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي باءت بالفشل لأن جماعات قوية داخل العراق وبعض دول جوار هذا البلد لا يزالون يعارضون بشدة تقلد أي من هذين الرجلين منصب رئيس الوزراء.وهناك اعتراف حتى في أوساط المسؤولين العراقيين بأن مباحثات تشكيل الحكومة تباطأت خلال شهر رمضان، ويأتي الحديث عن انتخابات جديدة وسط قلق متزايد من قيام "المتمردين" العراقيين بهجمات مدوية لخلق جو من الفوضى والبلبلة وفي ظل تعزيز إيران دعمها لبعض الجماعات المسلحة ووسط مخاوف من أن يغري الوضع الحالي بعض القادة العسكريين العراقيين لأخذ الأمور بأيديهم.ويستخلص أوديرنو من ذلك "أننا إذا نجحنا في جعل الحكومة الجديدة تتشكل، فأعتقد أننا بخير، أما إذا لم ننجح، فلست أدري".ومن المتوقع أن يغادر أوديرنو العراق يوم الأربعاء ويسلم القيادة لخلفه الجنرال لويد جي أوستين.
اعترف قائد القوات الأميركية المنتهية مهمته في العراق الجنرال ريموند أوديرنو بأن بلاده تصرفت بسذاجة في العراق، وأن ما قامت به هناك ربما جعل أمور هذا البلد أكثر سوءا.
وشكك أوديرنو في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في إمكانية تشكيل العراقيين حكومتهم الجديدة قبل شهرين من الآن، وحذر من أن استمرار الجمود الحالي إلى ما بعد ذلك التاريخ قد يدفع للدعوة لانتخابات جديدة تخرج البلد من المأزق الذي يتخبط فيه منذ مارس/آذار الماضي.وقال أوديرنو في معرض تقييمه للتجربة العسكرية الأميركية في العراق، إن الجيش الأميركي تعلم دروسا وإن بـ"الطريقة الصعبة" من خلال تجربته في العراق، معترفا بـ"أننا كلنا كنا سذجا بشأن العراق".وأضاف أن الأميركيين دخلوا العراق وهم يجهلون مشاكله والدمار الاجتماعي الذي كان يعانيه، مشيرا في هذا الصدد إلى مخلفات الحرب الإيرانية العراقية وحرب الخليج الأولى والعقوبات التي فرضت على العراق ما بين 1990 و2003 والتي أدت إلى القضاء على الطبقة المتوسطة.وهنا، يقول أوديرنو "هاجمنا العراق لإسقاط الحكومة"، قبل أن يؤكد أن تلك السذاجة وذلك الجهل بالعراق تجلى أيضا في عدم أخذ الاختلافات الطائفية والعرقية للبلد في الحسبان، قائلا "إننا بكل بساطة لم نكن نفهم العراق".وردا على السؤال "هل جعلت الولايات المتحدة الأميركية الانقسامات داخل العراق أسوأ مما كانت عليه؟"، قال أوديرنو "لا أدري".
لكنه أردف يقول إن عدم فهم الأميركيين لكل الأشياء الآنفة الذكر ومحاولتهم شق طريقهم رغم ذلك ربما أدى إلى جعل الأمور تزداد سوءا.وحول التعثر المستمر منذ أكثر من خمسة أشهر في تشكيل الحكومة بالعراق، أعرب أوديرنو عن اعتقاده بأن المباحثات بشأن تشكيل هذه الحكومة شهدت بعض التقدم وقد تكون ناجحة غير أنه تنبأ بأن يحتاج السياسيون العراقيون لـ"أربعة أو ستة أو ثمانية أسابيع" لتحقيق ذلك.وقالت الصحيفة إن من شأن الحديث عن أي انتخابات جديدة في العراق أن يؤجج الاضطرابات السياسية المتفاقمة أصلا في هذا البلد مع بدء الولايات المتحدة الأميركية سحب خمسين ألفا من قواتها من هناك والتي ينتظر أن يكتمل سحبها بحلول نهاية العام 2011.وأضافت أنه رغم أن الانتخابات التي شهدها العراق في مارس/آذار الماضي وصفت بأنها كانت ناجحة، فإن الفترتين التي سبقتها والتي لحقتها تميزتا بصراعات مريرة بشأن الأهلية وإعادة الفرز والتحديات القانونية وتصفية الحسابات التي لا تزال تفاقم التوتر الطائفي.ويرى أوديرنو أنه "كلما طال أمد هذا الوضع زاد إحباط العراقيين من النظام نفسه"، مضيفا أنه لا يريد أن "يفقدوا ثقتهم في النظام الديمقراطي لما لذلك من خطر على المدى البعيد".
وكان المسؤولون الأميركيون يأملون أن يتم تشكيل الحكومة الجديدة قبل الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأميركي باراك أوباما لتقليص قواته إلى مستوى 50 ألفا والذي يصادف غدا الثلاثاء.
لكن جهود تشكيل حكومة بين القائمتين الفائزتين وهما "العراقية" بزعامة إياد علاوي و"ائتلاف دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي باءت بالفشل لأن جماعات قوية داخل العراق وبعض دول جوار هذا البلد لا يزالون يعارضون بشدة تقلد أي من هذين الرجلين منصب رئيس الوزراء.وهناك اعتراف حتى في أوساط المسؤولين العراقيين بأن مباحثات تشكيل الحكومة تباطأت خلال شهر رمضان، ويأتي الحديث عن انتخابات جديدة وسط قلق متزايد من قيام "المتمردين" العراقيين بهجمات مدوية لخلق جو من الفوضى والبلبلة وفي ظل تعزيز إيران دعمها لبعض الجماعات المسلحة ووسط مخاوف من أن يغري الوضع الحالي بعض القادة العسكريين العراقيين لأخذ الأمور بأيديهم.ويستخلص أوديرنو من ذلك "أننا إذا نجحنا في جعل الحكومة الجديدة تتشكل، فأعتقد أننا بخير، أما إذا لم ننجح، فلست أدري".ومن المتوقع أن يغادر أوديرنو العراق يوم الأربعاء ويسلم القيادة لخلفه الجنرال لويد جي أوستين.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)