الأحد، 5 سبتمبر 2010

للجريمة المنظمة في كربلاء وجوه عديدة .. الأغتيال و النصب والأحتيال واستغلال السلطة

الأربعاء, 01 سبتمبر 2010 22:20 تشهد مدينة كربلاء (110كلم جنوب بغداد ) ظاهرة الجرائم بمختلف فنون الجرائم المختلفة من عمليات الاغتيالات والسطو المسلح والسرقة والنصب والاحتيال

، فيما عزا مراقبن هذه الظاهرة المتفشية في انحاء المدينة الى الفراغ السياسي الذي افرغه المتصارعون على السلطة من جراء عدم تشكيل الحكومة استمرت لاكثر من ثلاثة اشهر في وقت لايزال المسؤلين في المحافظة يرمون التهم التقليدية الى البعثين وتنظيم القاعدة .

أعلن الناطق باسم شرطة كربلاء الرائد علاء الغانمي أن الأجهزة الأمنية بين فترة واخرى تلقي القبض على عصابات متخصصة بمختلف المجالات ". ولفت الى ان الاجهزة الامنية ألقت القبض على متهم مطلوب وفقاً للمادة 4 "إرهاب" إضافة إلى عصابة خطيرة لسرقة الدور السكنية جنوبي المدينة .

وأوضح الغانمي ل(الجيران) 8، "تمكنت مفارز مديرية الشؤون والأمن في المحافظة من القبض على متهم مطلوب وفقاً للمادة 4 (إرهاب) في إحدى أحياء المدينة الغربية، كما والقت مفارز مديرية مكافحة الجرائم في المحافظة، القبض على عصابة خطيرة بسرقة الدور السكنية والمحلات التجارية في عدد من أحياء المدينة الجنوبية، موضحاً "تم تشكيل فريق عمل من ضباط ومنتسبي المديرية بعد أن برزت في الآونة الأخيرة حوادث متفرقة وبنفس الاسلوب في سرقة عدد من الدور والمحال التجارية في مناطق حي سيف سعد والوفاء وبعد البحث والتحري تم القبض على أفراد العصابة التي تضم عدد من متعاطي الحبوب المخدرة"، مضيفا أنه بعد التحقيق معهم اعترفوا على العديد من السرقات والجرائم للدور السكنية في عدد من أحياء المدينة.

النصب بإنتحال صفة مسؤولين

من جانب اخر انتشرت وبصورة كبيرة في مدينة كربلاء ظاهرة النصب والاحتيال على المواطنين من قبل البعض بانتحالهم صفة مسؤولين في الدولة واخذ مبالغ مالية طائلة من قبل مواطنين لغرض تعيينهم على ملاك الوزرات .

وذكر المسؤل الامني لمديرية كهرباء النجف راجح العيساوي ان " مديريتنا تلقت عشرات الشكاوى من قبل مواطنين مختلفين اخذت منهم مبالغ مالية مقابل تعينهم على ملاك وزارة الكهرباء من شخص يسمى ناصر يدعي انه مسؤول حمايات الوكيل الاقدم للوزارة "، واضاف " بعد التقصي والتحقيق عرفنا ان الشخص المذكور عمل لمدة شهر واحد مع الوكيل الاقدم بالحراسات وترك الوظيفة تلقائيا عندما قام بعمليات نصب واحتيل بحق مئات المواطنين واخذ اموالهم بحجة التعيين وهناك مواطنون اخذت منهم اموال من داخل الوزارة "، مشيرا ان ظاهرة النصب بدت تنتشر بكثرة وذلك لأن اغلب الشباب تعاني من البطالة ويعطون اموالا طائلة للتعيين لتحسين ظروفهم المعيشة ".

ويؤكد منتسب من استخبارات المنطقة الوسطى مازن نعمه ان "عمليات النصب والاحتيال تدار من قبل شبكات تعمل لجهات لها ثقلها في الدولة "، وقال نعمه ان عمليات النصب والاحتيار لها اوجه منها شخصيات تنتحل مسؤولين في الدولة ويسرقون اموال المواطنين بوعودهم بالتعيين واخرى تقوم على ادعاء تشغيل الاموال ناهيك عن وجود جهات مهمتها قوم على اطلاق سراح المعتقلين مقابل مبالغ مالية عالية ناهيك عن الاشخاص الذين يبتزون رجال الاعمال والمقاولين ". مشيرا " جميع هذه الجهات انتشرت بصورة سريعة في كربلاء والاجهزة الامنية تطاردها ".

واعلنت مفارز مديرية الشؤون الداخلية والأمن في كربلاء القبض على متهم يقوم بالنصب والاحتيال على المواطنين واخذ مبالغ مادية منهم وذلك مقابل تعيينهم على ملاك الشؤون الداخلية بالإضافة إلى انتحاله صفة منتسب شؤون داخلية.

وافاد مدير عام شرطة كربلاء اللواء الركن علي الغريري "ان المتهم قام باخذ مبلغ من المال من احد الاشخاص مقابل التعيين وعندما تم كشف هذا الاحتيال من قبل المتهم قام المحتال عليه بالاخبار عنه وبعد جمع المعلومات الكافية عن المتهم تم القبض عليه وتم احالته الى التحقيق" ,

وفي السياق ذاته كشف الغريري ان "مفارزهم القت القبض على احد معقبي الجوزات الذين يحاولون ابتزاز المواطنين واخذ مبالغ ماليه منهم وتمت مداهمة منزله والقاء القبض عليه وافاد المتهم انه يقوم بتعقيب المعاملات بصورة غير قانونية وبالتعاون مع احد الاشخاص حيث تمت إحالة المتهم الى القضاء وحذرالغريري المواطنين كافة من هذه الاساليب كونها تؤثر سلبا على اداء الاجهزة الحكومية وتساهم في تفشي ظاهرة الرشوة مشيرا الى ضرورة قيام المواطنين بالابلاغ عن أي حالة مشابهة او أي عملية ابتزاز من قبل المواطنين او الموظفين".

واعلن عن القاء القبض على عصابة تدعي بأنها تعمل ضمن المنظمات الانسانية الدولية، وافراد هذه العصابة يمارسون عمليات النصب والاحتيال والتزوير مع المواطنين من خلال تعهدهم تقديم المساعدة لارسال المرضى الى خارج العراق وتحمل جزء من تكاليف العلاج مقابل استحصال مبالغ مالية من ذوي المرضى.

البعض يحترف صنع أفخاخ النصب والاحتيال ، بينما يهوى آخرون الوقوع فيها على حد تعبير الباحثة الاجتماعية زهرة محمود الجيلاوي ، مستدركة بأن جرائم النصب هذه جديدة لاولئك الذين يحصلون على المال من وراء سذاجة الآخرين ويستغلون العواطف والظروف والجهل والطمع .واكدت أن ردع هذه الجرائم لا يحتاج فقط الى قوانين وملاحقات من قبل الجهات المعنية بقدر حاجتها الى وعي مجتمعي ، فلو كان المجتمع واعياً لمثل هذه الجرائم لما وجدت لها مناخاً ملائماً للانتشار، ولانها قضية أمنية واقتصادية فان هذا حتما سيولد خللا اجتماعياً لا يمكننا تجاهله.النصب والاحتيال من الجرائم التقليدية في المجتمعات تتطور بتطور النمط الحياتي والسلوك الاجتماعي وهي جريمة متكاملة الأركان، هذا ما أكده المستشار القانوني عماد الشريف مضيفاً بقوله لهذا أولتها القوانين الوضعية اهتماما لما لها من علاقة مباشرة بحقوق الآخرين وسهولة ارتكابها كونهــــا لاتعتمد إلا على استغـــلال حسن نية الضحية وتعرف الجريمة بمقتضى قانون العقوبات العراقي بأنها الاستيلاء على شيء مملوك للغير بقصد التملك بطرق احتيالية أو انها الحصول على مال الغير بطرق كاذبة لو علم بها الضحية لما اعطى ماله.

اتهامات لجهات متباينة

وتتباين الأتهامات التي يطلقها المسؤلين في الحكومة المحلية بكربلاء للجهات التي تقف وراء تلك الجرائم فبعضهم يصر على اتهام البعثين وتنظيم القاعدة ويعتبرهم وراء تردي الامن في المدينة فيما يتهم مسؤول مسؤل عسكري جهات سياسية وراء التفجيرات الاخيرة والجرائم التي تحدث بالمدينة .

وقال نائب رئيس مجلس كربلاء جاسم الخطابي ل(الجيران) ان اغلب الاعمال الاجرامية والتفجيرات يقف وراءها البعثيون . واضاف ان هؤلاء يقدمون الدعم للعصابا ت الاجرامية لسرقة المنازل وتنفيذ اعمال لكي يزعزعوا امن المدينة وينشرو الرعب بين صفوف المواطنين . واشار ان هنالك تنسيق مشترك بين البعثين وتنظيم القاعدة وانظمت اليهم بعض المليشيات الشيعية لتنفيذ اعمال ارهاربية في المدينة .

وتشهد كربلاء انتشارا امنيا مكثفا في عدد من أحيائها وشوارعها الرئيسية والفرعية داخل وخارج المدينة تحسبا لأي طارىء ارهابي.

واوضح المصدر ل(الجيران) " إن الأجهزة الأمنية كثفت من سيطراتها الثابتة والمتحركة في عدد من أحياء المدينة تحسبا من أي طارئ إرهابي، مشيرا الى إن الأجهزة الأمنية انتشرت بشكل مكثف في الأحياء القريبة من الجهة الغربية للمدينة والمشرفة على الصحراء لمنع أي تسلل من قبل المجاميع الإرهابية إلى المحافظة اضافة الى مناطق مختارة من المدينة .

وكانت مدينة كربلاء وعدد من محافظات العراق قد شهدت يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي سلسلة تفجيرات إرهابية استهدفت مراكز للشرطة راح ضحيتها العشرات بينقتيل وجريح.

يذكر ان الحكومة المحلية في كربلاء قد أغلقت منذ الأربعاء الماضي ولحد اليوم مركز المدينة القديمة المحيطة بالعتبات المقدسة ومنعت دخول العجلات التي تحمل باجات ترخيص بعد التفجير الإرهابي الذي استهدف بسيارة مفخخة مركزا للشرطة جنوب المدينة أسفر عن إصابة 30 شخص بجروح مختلفة .

السباق على الكراسي ولد فراغا امنيا

ويؤكد الخبراء والمحللون ان الاحداث الامنية من تفجيرات وجرائم منظمة التي تشهدها المدينة سببها الصراع على السلطة وترك البلاد للمجرمين .

وقال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور حسين محي الدين ل(الجيران) ان الانتخابات في العراق انعكاس للمشكلة العراقية وهي الطائفية التي وضع أساسها "بول برايمر" حاكم العراق المدني الأمريكي السابق مع بداية الاحتلال، فقد قسم الشعب العراقي إلى "سني وشيعي وكردي"، وانطلاقا من هذا التقسيم تشكلت الحكومات التالية وصولا لحكومة نوري المالكي المنتهية ولايتها.

وشدد على أن الكتل الفائزة في الإنتخابات والمتصارعة على الكراسي السياسية لم يقدموا مصلحة العراق على مصالهم الشخصية، وبالتالي فإن خروج العراق من محنته الحالية يستوجب توافقا شاملا بين جميع الكتل والقوى العراقية والإنحياز لمصلحة الوطن، وعدم الانحياز للطائفية العرقية أو الدينية. واشار ان ما تشهده كربلاء هذه الايام تشهده المحافظات الاخرى اذا استمر الصراع على الكراسي ولم تشكل حكومة قوية عن قريب.

ارتباط بين الوضع الأمني والوضع السياسي

ويؤكد الخبير الأمني العراقي اللواء الركن مهند العزاوي –على الارتباط الجذري بين الوضعين السياسي والأمني في أي بلد مثل العراق . خصوصاً إذا علمنا أن إستراتيجية الأمن الحكومية تضع المواطنين ضمن مصادر التهديد الإرهابي، وبالتالي ستبقى الساحة العراقية مضطربة والأمن غائبا. ويضيف العزاوي إلى ذلك وجود صراع بين الأجندة الأمنية العراقية والدولية على أرض العراق، ووجود الاحتلال وعصابات الجريمة المنظمة.

وبحسب الخبير الأمني فإن تشكيل الحكومة لا يشكل الحل الحقيقي لمعضلة الأمن في العراق، لأن الحكومة ستتكون من نفس الرموز ونفس الأشخاص ونفس الطبقة السياسية، وبالتالي ستبقى هناك فجوة كبيرة بينها وبين الشعب.

ويتابع "لا يمكن أن يتحقق ما يملأ الفراغ الأمني، وستستمر الفوضى التي نشهدها اليوم، خصوصاً أنه لا توجد خارطة طريق حقيقية لإنهاء الاحتلال وبناء قاعدة سياسية وأمنية واجتماعية في العراق، وإعادة بنائه بشكل يليق بدوره الإقليمي والعربي".

ليست هناك تعليقات: