الخميس, 02 سبتمبر 2010 02:21 هذا تصريح صهر احمدي نجاد
طهران / تقارير متفاعلة
بعد ان طلب عدد من كبار مراجع الدين وشخصيات سياسية وبرلمانية محافظة من الرئيس محمود احمدي نجاد، عزل مستشاره اسفنديار رحيم مشائي، او حمله على الصمت وعدم اطلاق التصريحات المثيرة للازمات، لاسيما تلك المرتبطة بقضايا الدين، سارع مشائي الى الرد على الجميع، رافضا التزام الصمت، قائلا «دعاني البعض الى التزام الصمت، وانا احترم مطالبات هؤلاء واعتبرها امرا واجبا لكنني ارى ان الاوجب هو الا التزم الصمت».
مدير مكتب رئيس الجمهورية والد زوجة نجل احمدي نجاد، دافع في حفل افتتاح معرض الثورة الدستورية التي حصلت في ايران مطلع القرن الماضي، عن دعوته الى الترويج لـ «مدرسة ايران الفكرية» بدلا من «المدرسة الاسلامية»، التي ما زالت تتفاعل بغضب حاد في الاوساط الدينية وحتى السياسية والبرلمانية القريبة جدا من الرئيس، وقال: «يزعمون انني افتقر الى الثقافة ويجب ان التزم الصمت، اذاً تعالوا انتم المثقفون وتحدثوا».
ورغم اصراره على الخوض باستمرار في القضايا الدينية، إلا ان مشائي اعتقد ان العام الهجري الحالي هو 1435، ثم سأل الحضور عن الرقم الصحيح وجاء الجواب 1431.
من ناحية اخرى، ذكر مشائي «ان المهام العظمى لا ينوء بحملها سوى العظماء، لماذا نقلل من شأن الطاقات التي تمتلكها الامة الايرانية، ألّفوا كتابا ذكروا فيه ان عصبة من العرب الحفاة بسيوف مهشمة ولا يمتلكون حتى البغال فضلا عن جهلهم باللغة، غزوا ايران وان الامة الايرانية اعتنقت الاسلام، اي ان المؤلف سعى لان يلبس الايرانيين لباس العزة، لكن كيف يمكن القبول بهذا الكلام، كيف تنهزم امة بهذه العظمة التاريخية مقابل عصبة من العرب الحفاة الذين لم يكن لديهم ما ينتعلونه، اي امة هذه؟».
ثم وجه كلامه الى منتقدي تصريحاته الاخيرة، «نحن نعتقد اننا بحذفنا لايران سنحقق العزة للاسلام، اذا كنتم في وارد تحقيق العزة لايران فان الامة الايرانية بكل عظمتها لم تعتنق الاسلام بقوة السيف بل شغفا به، ان الايرانيين كانوا سببا في ديمومة وثبات الاسلام». وتابع: «لولا الايرانيون لما بقي من اثر للاسلام، اي اسلام ؟ الاسلام الاموي ام العباسي؟ لولا ايران لما بقي شيء من حقائق الاسلام، هذا الامر كان في مصلحة الاسلام وليس في ضرره».
ثم تساءل «هل ان الاعراب الذين هاجموا ايران قدموا للايرانيين فكر اهل البيت، اي اسلام قدموا لايران، ثم ما هو شكل الاسلام الحالي في ايران؟».
في غضون ذلك، اكد عضو الشورى المركزية للنواب الاصوليين في مجلس الشورى الاسلامي ولي اسماعيلي، ان 100 نائب، بينهم نواب متشددون مؤيديون للحكومة، وقعوا رسالة موجهة لاحمدي نجاد يدعونه فيها الى توجيه انذار لمشائي
، وقال: «قبل كتابة هذه الرسالة قام وفد من تكتل التيار الاصولي في البرلمان قوامه 20 نائبا بلقاء احمدي نجاد، وطلب الوفد من الرئيس حض مستشاره على ان يلتزم جانب الحيطة في الخوض بالقضايا التخصصية، لكن اللقاء لم يكن مثمرا، اذ رأينا اخيرا كيف ان مشائي اعلن عن وجهات نظر مثيرة للحساسية في المجتمع».
واضاف: «كما سبق للجنة البرلمانية المعنية بالشؤون الثقافية ان استدعت مشائي وحذرته من اثارة المواضيع الحساسة، لكنه ليس فقط لم يستجب لذلك بل دعا الى الترويج لمدرسة ايران بدلا من مدرسة الاسلام». ورجح اسماعيلي ازدياد عدد النواب الموقعين على الرسالة التي قال انه سيتم تسليمها للرئيس اليوم.
وفي الوقت نفسه، ذكرت «وكالة مهر للانباء»، ان 16 نائبا بعثوا رسالة لاحمدي نجاد دعوه فيها الى توجيه تحذير جدي لمدير مكتبه «بسبب وروده في قضايا منافية للاعراف الدينية والثقافية والسياسية، وان يعلن توبته عن مواقفه المعلنة سابقا».
واكد رئيس اللجنة البرلمانية لشؤون الامن القومي والسياسة الخارجية علاء الدين بروجردي، «ان تصريحات ومواقف مشائي حظيت بترحيب المجموعات المناهضة للثورة في الخارج»، داعيا مستشار الرئيس الى الكف عن اطلاق مثل تلك التصريحات.
وفي الاطار نفسه، اعتبر ممثل القائد الاعلى في كاشان عضو مجلس خبراء القيادة آية الله عبد النبي نمازي، اقالة مشائي من منصبه، بانها «تمثل مطلبا جماهيريا»، وقال «في خطبة صلاة الجمعة في مدينة كاشان تحدثت في شكل مفصل في شأن مشائي، ولم اكن انوي الخوض في الموضوع نفسه مرة اخرى، لكنني اضطررت الى التطرق للموضوع مجددا في صلاة الجمعة بعد ما رأيت ان السيد احمدي نجاد انبرى للدفاع عن مستشاره وتبرير تصريحاته بمقدار نصف صفحة في صحيفة».
وانتقد نمازي دفاع احمدي نجاد المتواصل عن مشائي، لافتا الى «ان ايقاف مشائي عند حده هو مطلب جماهيري، ويجب السؤال من رئيس الجمهورية عن خفايا اصراره في الدفاع عنه»، واعرب عن اسفه «لصلاحيات مشائي الواسعة في الحكومة، واضاف: «حسب الظاهر ان مشائي ليس فقط مديرا لمكتب رئيس الجمهورية، بل يمتلك صلاحيات واسعة جدا، وانه يترأس ايضا اللجنة الثقافية للحكومة، وان الموازنة الخاصة بهذه اللجنة تحت اختياره، وان رئيس الجمهورية منحه صلاحيات واسعة».
من جانب آخر، اعلن عضو الهيئة العلمية في جامعة المصطفى العالمية في مدينة قم محسن غرويان، استعداده لاجراء مناظرة تلفزيونية مع رحيم مشائي، ردا على تصريحات اخيرة للرئيس دافع فيها عن مشائي ودعا منتقديه الى اجراء مناظرة معه.
وقال غرويان: «نأمل ان يفي الرئيس بوعده ويمهد الارضية لأجراء مناظرة مع مدير مكتبه عبر مؤسسة الاذاعة والتلفزيون، لاجل ان نشرح اسباب اعتراض العلماء ومراجع التقليد على تصريحات مشائي، ونبين لماذا واجهت التصريحات كل ردود الفعل هذه.
وفي كلام ينطوي على انتقاد لرجال الدين المتشددين الذين كانوا يعارضون الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي ويأمرون انصارهم بارتداء الاكفان والخروج الى الشوارع للاعتراض على موقف ما من قبل خاتمي او احد اعضاء حكومته، صرح غرويان «اين اولئك الذين كانوا يرتدون الاكفان؟ لماذا لا ينزلون الى الشوارع كالسابق ويعترضون على هذه المواقف المنحرفة؟ على هؤلاء الافراد الابتعاد عن المحاباة وان يعملوا بواجبهم الشرعي».
ورأى ان الفريق الحكومي لاحمدي نجاد يطمح من خلال التصريحات التي تحمل طابعا قوميا، بعد ان قارب العهد الرئاسي الثاني لنجاد على الانتهاء، الى احكام قبضته مجددا على السلطة، ويسعى للحصول على اصوات الناخبين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق