الأحد، 5 سبتمبر 2010

(الحكومة) تتجاهل ظروف 3 ملايين أرملة ومطلقة، وتدفعهن للتسول والعمل المتدني

الثلاثاء, 31 أغسطس 2010 07:38 ذكرت منظمات المجتمع المدني "أن أكثر من 3 ملايين امرأة عراقية أصبحن بلا معيل، وأن 44% منهن يعانين من فقر مدقع، إضافة إلى ملايين أخريات بحاجة إلى مساعدات عاجلة لاستكمال مشوار الحياة، خاصة وأن حياتهن تفتقر الماء، والكهرباء، والخدمات الرئيسية".
وقالت وكالة أوكسفام الدولية "أن أعداد الأرامل، والنساء اللاتي لا يملكن معيل تتزايد بصورة مرعبة، وأن أعمارهن تتراوح ما بين 20، 40 عاماّ، وأن ثلاثة أرباع الأرامل لا يوجد لهن دخل شهري، ولا إعانات حكومية، وأنهن يعشن حياة صعبة بسبب عجزهن عن توفير مستلزمات الحياة لأطفالهن".
وحذر تقرير اللجنة الدولية للصليب الأحمر من تفاقم مشاكل النساء بسبب فقدهن المعيل، والقدرة على توفير الطعام لأطفالهن، و"أن استمرار تجاهل أوضاعهن ينذر بحدوث كارثة إنسانية
وتقول أم أحمد 'أرملة' "فقدت زوجي وأنا في الرابعة والعشرين من عمري، وحصدت العمليات الإرهابية، والتعصب الطائفي روح زوجي مثله مثل الكثير من الأبرياء في العراق".
وتضيف "منذ وفاة زوجي ونحن بلا معيل، أو سند، نعاني من الحرمان والفقر، ولم يعد لدي القدرة على توفير احتياجات أطفالي، وسد جوعهم، وفي الماضي كانت الأرامل تحظى برعاية الحكومة، فكان لهن رواتب شهرية، وسيارة، وقطعة أرض، وقرض لتخفيف معاناتهن، ومساندتهن على الحياة، والآن تركتنا الحكومة فريسة للضياع".
وتؤكد وفاء الجبوري 'باحثة اجتماعية' "أن 30% من الأسر تعيلها النساء، وتتحمل النساء المعيلة عبئاّ مزدوجاّ داخل وخارج المنزل، وتتعرضن لتشرد أطفالهن، وتفكك أسرهن، والإصابة بكافة أمراض المجتمع، كما أن معظم الأطفال العاملين ينتمون لأسر تعيلها امرأة".
ويرى الدكتور علي نور الدين 'أخصائي طب مجتمع' "أن الحكومة تجاهلت الأرامل والمطلقات، وتركتهن لمواجهة متطلبات الحياة الصعبة، ورعاية أطفالهن بدون عمل، أو رعاية، أو راتب، وهو ما ينذر بوقوع كارثة اجتماعية".
وطالب الحكومة، ومجلس النواب برعاية من لا معيل لهن، وتوفير لهن سبل الحياة الكريمة، وسن قانون عاجل لمساندتهن، وحمايتهن، ووضع برامج اجتماعية تساعدهن على حل مشاكلهن، بالإضافة إلى تدريبهن، وإعدادهن والارتقاء بهن للقيام بدور حيوي في خطط التنمية.
وتقول الدكتورة كريمة عبد العظيم 'ناشطة اجتماعية' "أن العراق أصبح بلد الأرامل، خاصة وأن الحكومة تجاهلتهن، وتركتهن ومعظمهن صغيرات السن يواجهن الحياة بدون تدريب، أو تعليم، أو تأهيل للعمل، ومواجهة الظروف الصعبة، مما دفع بعضهن للعمل في مهن متدنية، وللتسول في الشوارع لسد جوع أطفالهن".
وأشارت إلى تدني أوضاع الأرامل والمطلقات في بلد يعاني من الانفلات الأمني، حيث أصبحن ضحايا القهر الاجتماعي، والسياسي، وكثير منهن يدفعن أرواحهن ثمناّ لتوفير احتياجات أطفالهن، الأمر الذي يستلزم التدخل السريع من الحكومة لإنقاذ ما تبقى من تلك النساء.

ليست هناك تعليقات: